المقالات

خلل بحجم الكارثة!

3022 2018-12-06

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

لم يعد الحديث عن مشكلاتنا محفوفا بالمخاطر، فقد ألفنا الخطر وأدمناه، وحتى الموت، هذا الكائن السري الذي لا يأتي إلا مرة واحدة، يقطف فيها الثمرة التي حان قطافها، ألفناه وصار صديقا حميما..

بيد أن هذا الوصف لا يقدم حلا لما نحن فيه، كما أنه لا يسبر غور الحقيقة، الحقيقة التي يعرفها بسطائنا ويتغافل عنها ساستنا وقادة الغفلة الذين أعتلوا ظهورنا، في لحظة من لحظات الزمن الأغبر.

أسألوا إمرأة قروية؛ تخبز على تنور عن الذي يحدث؛ وستجيبكم فورا؛ إنهم يريدون قطع خبزتنا من هذه الدنيا..تريد أن تقول هذه القروية البسيطة إنها حرب فناء، حرب فناء تعني حرب وجود..إنهم يريدون إجتثاثنا من الحياة..

بقي أن نعرف من هؤلاء الذين يسعون لإجتثاثنا؟..لا تقولوا أنهم تنظيم القاعدة، ومن بعده تنظيم داعش وباقي مسميات التكفير الإسلامي، فهذه تنظيمات إجرامية كشفت عن نفسها بلا مواربة، ونشاطاتها الأرهابية تحت مرمى وبصر العالم أجمع، لكن الذين يريدون إجتثاثنا؛ هم من تصدوا لللعمل السياسي؛ بنية التسلط علينا والتحكم بمستقبلنا، وبما يخدمهم ويخدم مصالحهم؛ وليس بنية خدمتنا.

الواقع أن معظم القوى السياسية العراقية؛ تشترك بمزية غياب الرؤية السياسية الوطنية لديها، وإفتقارها الى التصميم والعزم؛ والقدرة على التعامل مع التحديات؛ والأزمات السياسية والاجتماعية والثقافية من منظور وطني.

هذا ليس حكما جزافيا؛ أملته إعتبارات اللحظة الراهنة؛ وتداعيات ما يجري من تلاعب بمقدرات شعبنا، بقدر ما هو محصلة طبيعية، لأداء تلك القوى طيلة السنوات الستة عشر المنصرمة؛ التي أعقبت زوال نظام صدام.

ما حصل في قصة فشل إتمام التشكيلة الحكومية، يفضح الساسة ويكشف نواياهم وأهدافهم، ويشي بأننا إزاء مشكلة خطيرة جدا، تتمثل بإن عنصرا مهما من عناصر بناء مستقبلنا، يعاني من خلل يصعب تداركه.

غياب الرؤية السياسية الوطنية ،لا يمكن تعويضه بدروس يتلقاها السياسي، أو من خلال تمرينه وتدريبه، بمعاهد وورش التدريب الأمريكية والغربية، التي غزت ساحتنا السياسية، كما لا يمكن صناعته على شكل حزمة من المغريات ،تقدمها الدولة لهذا الطرف أو ذك، بغية إستمالته الى الصف الوطني.

كل هذا لا يصنع ساسة؛ يمتلكون رؤية وطنية سليمة، ما لم يكونوا هم أنفسهم وطنيين، يسري الوطن كقضية في عروقهم..

ساسة بمثل هذه المواصفة قليلين جدا، والمتوفر منهم مكبل بقيود العملية السياسية، التي صممها غيرنا كي يخدم أهدافه..!

كلام قبل السلام: هذا خلل يكاد يكون كارثة، علينا البحث عن وسائل ذاتية لتداركه، ويتعين أن لا يكون من بين هذه الوسائل؛ الصمت عنه..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك