بقلم المهندس والاعلامي :حازم خوير
بمرور عام على ملحمة ابطال القوات الامنية العراقية في النجف الاشرف عندما طهروا موطئ القدم الغادر في منطقة( الزركة) والقضاء على جيوب تلك الفئة الضالة ،ينبغي للمرء ان يقف على خلفيات تلك المؤامرة التي حيكت باتقان وفشلت بالنتيجة باعجاز الهي .
ونحن نستذكر ما جرى في تلك المنطقة المعزولة لابد من الاشارة الى ما صاحب تلك الايام الصفراء من هبوب للعواصف الرملية التي عبرت عن الحقد الاموي الدفين المدفوع من جهات خارجية كان جل اهتمامها اسقاط التجربة العراقية الجديدة التي قادتها الثلة الطيبة الصالحة من شيعة اهل البيت(ع) وهم يخطون باصابع من نور توهجا والقا وشموخا وعزة وكرامة تعبر عن صبرهم الذي طال (1400) عام من الاضطهاد والتهميش وسلب الحقوق وانتهاك الحريات والملاحقة والاغتيال ...
لقد فقأت اعين كثيرة كانت تتربص بهذا البلد الجريح بعد ان مارس شعبه حياته السياسية ديمقراطيا وقرر لاول مرة بعد مئات السنين ان يختار لنفسه شكل وانماط الحكم ومن يعتلي دكة الحكم ليدافع عن حقوقه ويمنحه الامل بغد مشرق ومستقبل زاهر للاجيال القادمة .
ورغم اننا نستذكر الحدث المهم والتاريخي الذي يضيف الانتصار فيه مأثرة جديدة لمدينة امير المؤمنين النجف الاشرف ،ونصفها بالذكرى السنوية الاولى لاحداث (الزركة) ، قد لا تدق نواقيسها لدى بعض اؤلئك الذين يعتمدون التقويم الميلادي في توثيق احداث العالم كذلك فانه ليس بذي منفعة لدى بعض السياسيين الذين اضيف هذا الحدث الى تاريخهم الحافل بالفشل وهم يحاولون وبمساعدة دول وجهات حاقدة على هذا الخط القويم تقويض النجاحات والانتصارات والمد الحسيني الجارف لكل قوى الضلال والظلام والدسائس والاحقاد .
لقد استحقت مدينة النجف الاشرف بالفعل احتلالها موقع عاصمة الثقافة الاسلامية علة مستوى (40) دولة اسلامية ،فاحتضانها لباب مدينة علم النبي الاكرم محمد(ص) والحوزات العلمية والمرجعية الدينية وعلى رأسها الامام السيد السيستاني والعديد من العلماء والمفكرين والادباء المثقفين ممن غطت نتاجاتهم الدينية والعلمية والثقافية والادبية،حري بها ان تغطي عين الشمس بعلومها الاسلامية والثقافية .
ان يوم(8 محرم 1428) يوم القضاء على ما يسمى ب (جند السماء ) لهو انتصار اخر للامام الحسين(ع) وتجديد لمنهجه وثورته على الظلم والطغيان والانحراف ،وتسطر ذلك على يد شيعته شيعة اهل البيت (ع) الذين رفعوا شعارهم الازلي المنبثق من ملحمة الطف الخالدة (كل ارض كربلاء – كل يوم عاشوراء) وافشلوا مؤامرات الاعداء الذين ارادوا اسقاط العراق الى الهاوية وحكومته المنتخبة من خلال اسقاط عاصمة العراق الروحية والسياسية التي قال عنها امام جمعة النجف :"انه اصبح واضحا ان العراق ينطلق من ازقة النجف الاشرف" ، وهذا ان دل على شئ فانما يدل على ان القرار السياسي الصائب ومستقبل العراق الزاهر هو ما ترسمه المرجعية الدينية الحكيمة .
https://telegram.me/buratha