المقالات

عادل عبد المهدي والمأزق السياسي..!

2076 2018-12-04

علي الطويل

 

الحكومة العراقية التي مضى على إعلان تشكيلها أكثر من شهر وإلى الآن لم تكتمل كابينتها بشكل كامل والسبب الواضح في عرقلتها هو الصراع السياسي وكذلك محاولات لي الاذرع التي يستخدمها البعض لكسر إرادة البعض الآخر والهدف هو المحاولة للسيطرة على قرارات الحكومة في المستقبل عبر التلويح باحداث الأزمات في طريقها أو الخضوع للاملاءات. ان طريقة كسر الإرادات ولي الاذرع لاتنسجم تماما مع الديمقراطية وما افرزته الانتخابات والنتائج التي ترتبت عليها وهي كذلك تغييب لدور مجلس النواب الذي اعطاه الدستور الفسحة الكافية ليأخذ دوره في التصويت على الحكومة. ونعتقد ان السبب الرئيس وراء مايحدث الان من صراع هو تجاوز مسالة الكتلة الاكبر في البرلمان والتي يقع على عاتقها اختيار رئيس الوزراء والذهاب الى مبدا التوافق الوطني الذي انتج اختيار السيد عادل عبد المهدي مرشحا لهذه المهمة . ولو نظرنا إلى ماينتظر هذه الحكومة من استحقاقات مستقبلية وما ينتظرها من مسؤوليات جسام وما عقد عليها الشعب العراقي من آمال بعد الدعاية الكبيرة التي أحاطت تشكيلها وخاصة.*ممن يعرقلون إتمام تشكيلها الان*لوجدنا أن تعطيل الكابينة يضر أضرارا كبيرا بمصلحة البلد والأسباب واضحة وكثيرة والعجيب أن الجميع يعي هذه المخاطر ويدركها ولكن يفضل المصالح الضيقة على المصلحة العامة من أجل أهداف مرحليه قصيرة تخدم منهج الفرض وكسر الإرادة. ومن الاستحقاقات الكبيرة التي تنتظر هذه الحكومة هو التحدي الأمني الكبير المتمثل بنشاط الجماعات الإرهابية على حدود العراق وفي بعض المناطق في داخل العراق والذي ينذر بخطر على كبير على استقرار البلد والمحافظة على المكاسب والانتصارات التي تحققت خاصة ونحن على أعتاب الذكرى السنوية لإعلان النصر وتحرير العراق من داعش. أما المسألة الأخرى فإن أمام الحكومة تحد آخر يتمثل بالفساد الذي لايقل خطره عن خطر الجماعات الإرهابية بل يتفوق عليها، فاشغال رئيس الوزراء بالصراعات والمناكفات يجعله عاجز عن تحقيق ما خطط له ورسمه في هذا المجال وتعطيل تشكيل الوزارات بهذه الطريقة سيكون دافعا لترسيخ وجود الفاسدين بدل اجتثاثهم.

اما التراكمات الاخري من نقص الخدمات وقلة فرص العمل للعاطلين وعودة النازحين وإعمار المدن المدمرة وتردي الواقع الصحي وغيرها الكثير فكلها جوانب تحتاج إلى مزيد من الجهد والوقت لاصلاحها وتطويرها.

فإذا كانت الكتل السياسية قد اضاعت على رئيس الوزراء مدة شهر واكثر من نصف الشهر دون إتمام تشكيل كابينتها فكيف يمكن له أن ينفذ برنامجه الذي حدد فترة سنة لأجل استشعار نتائجه وثماره الأولى، كما أن بعض الكتل ألزمت رئيس الوزراء بمئة يوم لتقييم عمله مضى منها الان مايقارب الخمسون يوما ولم تلزم هي نفسها في إعطائه الحرية في تشكيل وزارته. إننا أمام تحد كبير وهذه الصراعات سوف تعطل عمل الحكومة وتشل حركاتها فإذا كانت الكتل السياسيةحريصة فعلا على مصلحة البلد العليا ومصالح الشعب وماينتظره من إصلاح فعليها ان تخضع لإرادة الدستور واحترام الاستحقاقات الانتخابية وترك عملية كسر الارادات ليأخذ البرلمان دوره المرسوم دستوريا في التصويت على الحكومة والا ستتحمل الكتل المعرقلة المسؤولية الكبرى فيما سيواجهه البلد من مخاطر وتحديات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك