المقالات

عادل عبد المهدي والمأزق السياسي..!

1860 2018-12-04

علي الطويل

 

الحكومة العراقية التي مضى على إعلان تشكيلها أكثر من شهر وإلى الآن لم تكتمل كابينتها بشكل كامل والسبب الواضح في عرقلتها هو الصراع السياسي وكذلك محاولات لي الاذرع التي يستخدمها البعض لكسر إرادة البعض الآخر والهدف هو المحاولة للسيطرة على قرارات الحكومة في المستقبل عبر التلويح باحداث الأزمات في طريقها أو الخضوع للاملاءات. ان طريقة كسر الإرادات ولي الاذرع لاتنسجم تماما مع الديمقراطية وما افرزته الانتخابات والنتائج التي ترتبت عليها وهي كذلك تغييب لدور مجلس النواب الذي اعطاه الدستور الفسحة الكافية ليأخذ دوره في التصويت على الحكومة. ونعتقد ان السبب الرئيس وراء مايحدث الان من صراع هو تجاوز مسالة الكتلة الاكبر في البرلمان والتي يقع على عاتقها اختيار رئيس الوزراء والذهاب الى مبدا التوافق الوطني الذي انتج اختيار السيد عادل عبد المهدي مرشحا لهذه المهمة . ولو نظرنا إلى ماينتظر هذه الحكومة من استحقاقات مستقبلية وما ينتظرها من مسؤوليات جسام وما عقد عليها الشعب العراقي من آمال بعد الدعاية الكبيرة التي أحاطت تشكيلها وخاصة.*ممن يعرقلون إتمام تشكيلها الان*لوجدنا أن تعطيل الكابينة يضر أضرارا كبيرا بمصلحة البلد والأسباب واضحة وكثيرة والعجيب أن الجميع يعي هذه المخاطر ويدركها ولكن يفضل المصالح الضيقة على المصلحة العامة من أجل أهداف مرحليه قصيرة تخدم منهج الفرض وكسر الإرادة. ومن الاستحقاقات الكبيرة التي تنتظر هذه الحكومة هو التحدي الأمني الكبير المتمثل بنشاط الجماعات الإرهابية على حدود العراق وفي بعض المناطق في داخل العراق والذي ينذر بخطر على كبير على استقرار البلد والمحافظة على المكاسب والانتصارات التي تحققت خاصة ونحن على أعتاب الذكرى السنوية لإعلان النصر وتحرير العراق من داعش. أما المسألة الأخرى فإن أمام الحكومة تحد آخر يتمثل بالفساد الذي لايقل خطره عن خطر الجماعات الإرهابية بل يتفوق عليها، فاشغال رئيس الوزراء بالصراعات والمناكفات يجعله عاجز عن تحقيق ما خطط له ورسمه في هذا المجال وتعطيل تشكيل الوزارات بهذه الطريقة سيكون دافعا لترسيخ وجود الفاسدين بدل اجتثاثهم.

اما التراكمات الاخري من نقص الخدمات وقلة فرص العمل للعاطلين وعودة النازحين وإعمار المدن المدمرة وتردي الواقع الصحي وغيرها الكثير فكلها جوانب تحتاج إلى مزيد من الجهد والوقت لاصلاحها وتطويرها.

فإذا كانت الكتل السياسية قد اضاعت على رئيس الوزراء مدة شهر واكثر من نصف الشهر دون إتمام تشكيل كابينتها فكيف يمكن له أن ينفذ برنامجه الذي حدد فترة سنة لأجل استشعار نتائجه وثماره الأولى، كما أن بعض الكتل ألزمت رئيس الوزراء بمئة يوم لتقييم عمله مضى منها الان مايقارب الخمسون يوما ولم تلزم هي نفسها في إعطائه الحرية في تشكيل وزارته. إننا أمام تحد كبير وهذه الصراعات سوف تعطل عمل الحكومة وتشل حركاتها فإذا كانت الكتل السياسيةحريصة فعلا على مصلحة البلد العليا ومصالح الشعب وماينتظره من إصلاح فعليها ان تخضع لإرادة الدستور واحترام الاستحقاقات الانتخابية وترك عملية كسر الارادات ليأخذ البرلمان دوره المرسوم دستوريا في التصويت على الحكومة والا ستتحمل الكتل المعرقلة المسؤولية الكبرى فيما سيواجهه البلد من مخاطر وتحديات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك