المقالات

لعبة لي الأذرع واللعب في المساحات المحرمة..!

2044 2018-11-27

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

من أين تستمد السياسة مشروعيتها، وعلى ماذا تتأسس؟ وما هي طبيعة وجود العنف داخل السياسة ؟ وما الغاية من ممارسة السلطة السياسية؟ وأمضي في أسئلتي التي "دوختني" كما "دوخت" غيري وبقيت بلا جواب! ومنها؛ هل يمكن تحقيق العدالة بلا عنف؟ أم أن العدالة لا يمكن تحقيقها إلا بالقسر؟ أم أن ثمة وسائل أخرى لتحقيق العدل؟

ثمة قلق شعبي واسع؛ من المآلات التي انتهت إليها العملية السياسية، وشيئا فشيئا يتحول القلق الى مخاوف حقيقية، بسبب العبث الذي تشهده ممارسات بعض الأحزاب والقوى السياسية، لاسيما الائتلافات الكبرى منها، والتي لا تحسب حسابا للزمن وللمواطن في مواقفها، والتي آخرها التعطيل المتعمد وبفجاجة، إتمام تشكيل الحكومة.

إنه مآل مؤسف حقا؛ يقترب من درك الحضيض سريعا، بلحاظ أنهم يدركون خطورة الممارسات الخاطئة، ولكنهم يمضون قدما في الأخطاء، سيما الممارسات التي تلعب في المساحات؛ التي يحرم اللعب فيها، لأنها ليست مخصصة للعب.

طرحنا هذه الأسئلة المتراكمة، في جلسة حوارية مع بعض صناع الرأي، لامسنا فيها الفكر والسياسة والواقع، وقال أحد المشاركين متسائلا، هل قرأت القرآن الكريم؟ ولما أجبته: نعم! قال لي أذن أما قرأت «لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» ؟ فتقدم الجوع على الخوف، أي تقدم الغذاء على الأمن، لأن الغذاء مدخل الأمن..؟

ثم أردف يقول؛ أو ما تعلم أن فاقد الغذاء، يكون فاقدا لصحته وسلامة جسده ونفسه، ويكون فاقدا لحقوقه وحريته وكرامته، كما يكون فاقدا لحصانته، ومناعته وممانعته ومقاومته؟ وأن الغذاء هو مدخل الكرامة الإنسانية، وحرمة الشعوب، واستقلال الدول وأمن الناس جميعا؟

أمطر صاحبنا الحظور بمزيد من الأسئلة الكاشفة، فتسائل؛ أو ما وعيت كيف كفى الله قريش، من أخذ الإيلاف من الملوك، فتحقق لقريش الأمن الغذائي، وهو مدخل الأمن النفسي والقلبي والاجتماعي والسياسي؟.

قلت له، ولكني قرأت أيضا قوله تعالى " ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة، يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون، ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون".

 قال لي هي السياسة ومصالح الساسة، وهي التي أجاعت قريتنا "العراق" وأخافت أهلها ومزقتنا شذر مذر.

توصلنا في النهاية الى نتيجة حاسمة، وهي أن ثمة تناول مخطوء لدى الساسة؛ لمفهوم السياسة، فهم يرون أنها أن تبذل الجهد، لكي تصير وزيرا أو نائبا برلمانيا، منحين جانبا أن السياسة؛ هي أن تشتغل لمصلحة المواطنين والوطن، وليس بالضرورة عبر بوابة المنصب، فهنالك العديد من الأبواب التي تنفتح لخدمة الوطن.

في هذا الصدد فإن من المستغرب جدا؛ أن يأتي مسؤول سياسي، يتموقع في المواقع المتقدمة من العملية السياسية، ويستعدي أبناء الوطن بعضهم بعض، عبر أطروحة التلويح بقوة الشارع، وبكشف الملفات، وبالتلويح بالقوة المسلحة إن أقتضى الأمر، ساحقا الشعب والدولة تحت أقدامه، وكأن ليس لدينا برلمان منتخب، ولا سلطة قضائية يعتمد عليها!

كلام قبل السلام: لعبة لي الأذرع؛ التي أدمن ممارستها ساسة بعينهم، تمثل مصداقا صارخا؛ لهذا النزوع نحو الفوضى والتهديد بها..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك