المقالات

الحرة بين مهنية الاعلام وطائفية السياسة

1509 2018-11-26

علي الطويل

 

كثيرا ماسمعنا عن الشعار الاستعماري البغيض الذي اتخذته الدول الاستعمارية في نهايات القرن التاسع عشر وما قبلها وبدايات القرن العشرين (فرق تسد) استغلت فيه هذه الدول بساطة الناس وجهلها بمجريات السياسة والحرب النفسية والمكر والخداع الشيطاني التي تمارسه هذه الدول وعلى راسها بريطانية ووريثها بعد ذلك الولايات المتحدة اذ كانت تلجأ الى التفرقة المذهبية والعنصرية لتفتيت الدول تمهيدا لالتهامها وتحقيق مشاريعهم المعدة سلفا ، ومنها الكيان الاسرائيلي تلك الغدة السرطانية التي زرعت في قلب العالم الاسلامي وقد هيأت دول الاستعمار ولاجل حماية هذا الكيان حكومات اعدتها لتكون تابعة وذيول تأتمر باوامر تلك الدول المستعمرة والغاصبة ، وبهدف تنفيذ مشاريعها اللاحقة ايضا .ولاجل ان نعطي هكذا موضوع حقه نحتاج الى صفحات طويلة لانه موضوع متشعب ولكن مايعنينا هو مايحدث في ايامنا هذه حيث اججت الولايات المتحدة ومنذ بدايات القرن الحالي والى اليوم الصراعات الطائفية والحروب الدينية التي تعتبر من اقوى اسلحة الانهاك والتمزيق وقد نجحت في ذلك بمساعدة الدول المتحالفة في مشروعها الاستعماري الصهيوني وخاصة في العراق مستثمرة الافكار الدينية التكفيرية لتكون اساسا ومنطلقا لمشروعها الذي ارادت به ان تهيمن على العراق وتبتلع خيراتها ، وقد اوجدت قواعد اجتماعية واستثمرت قواعد اخرى واساسات موروثة من سياسات النظام المقبور بنت عليها مشروعها الطائفي الذي بذلت له كل امكانيات النجاح من اموال ووسائل اعلام ودعايات واشاعات وشخصيات سياسية ودينية باعت وطنيتها وعقيدتها من اجل الحصول على مغانم مالبثت ان زالت بفضل حكمة ودراية المرجعية الدينية وكذلك وعي بعض القيادات السياسية لما تخطط له امريكا وتوابعها .فما ان تم القضاء على القاعدة حتى برزت داعش بوجه اخر وطريقة جديدة ولكن كل هذه المشاريع تحطمت على صخرة الصمود والحكمة والتمسك بثوابت الاسلام الاصيل ووصايا المرجعية وجهاد المجاهدين . وما انتهت تلك العاصفة الهوجاء حتى بدات خطط امريكا وحلفائها تتغير باساليب ومناهج مختلفة وبدل ان تنفذ الولايات المتحدة مشاريعها الجديدة بالوكلاء فانها اتخذت على عاتقها امر التنفيذ هذه المرة فكانت عمليات التخريب والتدمير في البصرة والتي كانت القنصلية الامريكية الراعية والداعمة لها بشكل مباشر اذ استغلت التظاهرات والاحتجاجات الشعبية المطالبة بالخدمات لتكون غطاء لهذه الافعال التدميرية لمناطق طالما كانت شعلة الجهاد والتضحية فيها لايجاد الفرقة والتمزيق في اوساطها .واليوم فان ماقامت به قناة الحرة التي طالما تبجحت ورفعت شعار المهنية وتابعها العراقيون على مدى اكثر من عقد من الزمن وانتشرت مكاتبها وتوزع مراسلوها في كل انحاء العراق ،وان كانت في احيان كثيرة تدس السم في العسل، وبدت بالظاهر في غطاء المهنية الا ان قرارها الاخير يكشف بما ليس فيه لبس ولا ريب عن الميل السياسي الكبير باتجاه تنفيذ المخطط الامريكي الصهيوني في المنطقة واتجاهات هذا المخطط وبوصلته والى اين هو ذاهب.فقد قامت هذه القناة بطرد العاملين الشيعة فيها في عملية لم تفعلها اي دولة تحترم الديمقراطية وحرية الاعلام ،بل ان هذا القرار تشم فيه رائحة الطائفية بالرغم من ان الولايات المتحدة دولة غير مسلمة ولكن توارد الاخبار بالتأثير الاماراتي الحكومي وتدخل بعض الامراء بشكل مباشر في هذا القرار الذي ينم عن حقد دفين وسياسة غير مهنية بل غير منطقية لتسييس الاعلام وبشكل علني والغريب ان اغلب هذه الكوادر التي فصلت ليس لها اية ميول سياسة بل ليس لهم ميول دينية اصلا .وبذلك فقد اسست هذه القناة بادرة لم يسبقها احد قبل ذلك بهذا الوضوح وبهذا النفس السياسي الطائفي الذي يرمي الى تعميق الشق الطائفي الذي لايريدون له ان يلتحم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك