المقالات

الخطاب السوسيولوجي للملحمة الحسينية

1561 22:46:00 2008-01-15

( بقلم : صباح محسن كاظم )

الخطاب السوسيولوجي للملحمة الحسينية بقلم صباح محسن كاظم الملحمة المقدسة ,سمفونية الخلود ,ثورة الحق ,لها خطابها السوسيولوجي للثوار والاحرار وهي درس تاريخي لكل الوطنين في الانسانية ,وهي ليست طقوس عاطفية متجذرة تؤدى لفجائعية الملحمة لان الحسين جرح عميق في احشاء التاريخ يستلهم منه الاباء والكبرياء والصرخة التي تتناسل وتنشطر فالامام الصريع والحق المضيع والجسد المقطع هو الضد والاخر هو الحق ونقيضه هو الطهر امام سوءات التاريخ ,, نهضة الامام الحسين (ع ) سيد الشهدء وسيد شباب اهل الجنة تتمثل بثقافة الحرية والنزعة نحو انقاذ الانسانية من الاستبداد والطغيان والتسلط فقد سجلت واقعة الطف الملحمة الخالدة في ارض الغاضرية . ارض الطف ارض كربلاء اسمى وارقى وانبل قيم التضحية والشهادة فقد اسست هذه الملحمة المقدسة والدماء التي سالت والقرابين التي قدمت والنساء التي ثكلت والاطفال التي تيتمت والخيام التي احرقت اقدس ملحمة عرفتها الانسانية اطرت بماساتها انساق الانعتاق من ربقة الظلم والعبودية نحو افق وفضاء الحرية ,, الصراع بين نقيضين:

ربما للعامل الوراثي دور في نقل الجينات وتواصل الصفات الموروثة في صقل شخصية الانسان وقد ورث الامام الحسين(عليه السلام)صفات الشجاعة والاقدام وطلب الحق من جده رسول الله وأبيه الامام علي أما نقيضه يزيد فقد ورث صفات اسلافه في الفجور والمغامرة وانتهاك الحرمات...في حكم معاوية سب أمير المؤمنين على المنابر في أكثر من سبعين منبرا، وفي ظل حكم معاوية تذكر مفارقة...مر رجل بقبر بجواره رجل يبكي!قال: من هذا؟ قال: قبر سيدنا حجر (رض) قال:من قتله فأجاب:سيدنا معاوية(رض) قال:كان يحب سيدنا علي(رض)!! فسياسة التسطيح والتجهيل والترغيب والترهيب متبعة زمن معاوية وورثها يزيد...

الانقلاب على الاسلام:ان سياسة التوريث هي انتقلاب على الاسلام(وأمرهم شورى بينهم) فمن معاوية الى يزيد هو أول خرق ارتكب في النظام السياسي الاسلامي بعد الخلافة الراشدة وان استقراء حيثيات الملحمة والسمففونية الخالدة هي المطالبة ب(الاصلاح) من خلال الخطاب الحسيني المجلجل المدوي في فضاء التاريخ الحمد لله وما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله على رسوله خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف وخير لي مصرع أنا لاقيه كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن مني أكراشاً جوفاً وأجربة سغبا لا محيص عن يوم قد خط بالقلم رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين لن تشذ عن رسول الله لحمته وهي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه وينجز بهم وعده ألا ومن كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فأني راحل مصبحاً إن شاء اللهان التصدي للباطل و الامر بالمعروف والنهي عن الغي والفجور وعدم مهادنة الحاكم الفاسق هي ثيمة النهضة الحسينية الخالدة . ان ماورد من النصوص القرانية بحق الامام الحسين واهل بيتة والمنزلة الخصيصة التي كانت له في نفس الرسول هي كافية لعصمة الامام المفترض الطاعة والولاء لكن الانفس الشريرة التي اغوتها اموال السحت والوعود الكاذبة بولاية الري وجرجان رجحت فنالت من الحسين لكنها لم تحقق ماربها الدنيئة فهي اندثرت ولعنت واصبحت وامست في نفايات التاريخ من عمربن سعد وحرملة بن كاهن وشمر بن ذي الجوشن وعبيد الله بن زياد اما السمو والالق والخلود والتجدد والعطاء والدرس الحسيني يجري في الانسانية ما بقيت الى ان يرث الله الارض وما عليها ان النصوص القرانية هي التي اسدلت على الحسين علية السلام قدسيته فما ورد بحقة واهل بيتة ( قل لا اسئلكم علية اجرا الا المودة في القربى ) ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله علية فمنهم من قضى نحبة ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) وقال سيد الكونين الحبيب محمد (ص) الحسن والحسين امامان ان قاما او قعدا . و حسين مني وانا من حسين , الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة . وكان يقبل الحسن في فمة والحسين في نحرة لمعرفتة بسم الحسن وذبح الحسين .. ان تتبع رحلة الجهاد ومحطات الالق والطهر في الموكب الحسيني متذ توديعة قبر جده المصطفى وخروجة من ارض مكة المشرفة عارفا بحقة وما تؤول الية الاحداث الدامية وما تتمخض عنة مسيرة الخلود والكبرياء. ان ثقافة الحرية التي كانت تتدفق من شفتي الامام كمعرفة هادرة تخترق حجب الباطل والضلالة وتفتح الاذان الصماء على صوت الحق مرددا ( ماخرجت اشرا ولا بطرا ولاظالما ولا مفسدا ولكن خرحت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله امراً بالمعروف ناهياً عن المنكر) ( لقد خط الموت على ولد ادم كخط القلادة على جيد الفتاة ) ( كأنِ باوصالي تقطعها ذؤبان الفلوات بين النواويس وكربلاء ) ( والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد ) ان هذه الكلمات البليغة ترن في مدى التاريخ وحركة الانسان في كل الاجيال... وستلهم الاحرار، واباة القيم ،وطلاب الثورة، والقادة الوطنيين ، والابطال الذين يقدمون من الدماء الزكية التي خضبت جبين الاحرار من عبق عطائها، وكمال تضحياتها، وسمو روحها عن الدنيا الى الملكوت الاخروي , ان ملحمة الخلود التي خطها اصحاب الحسين بمشاركة الشيخ الكبير حبيب بن مظاهر الاسدي، والطفل الرضيع عبد الله بن الحسين، وشقيق الحسين ابو الفضل العباس، والقاسم، والحر، ومشاركة المرأة... الى جوار التركي، والفارسي، و هلال النصراني، والعربي،والافريقي في اقدس ملاحم التاريخ، وبقاء جذوتها متقدة لاتطفأ مهما تقادمت الازمنة والعصور كما قالت العقيلة زينب في محضر المارق يزيد علية اللعنة ( والله لن تمحوا ذكرنا ولن تميت وحينا ) ان حركة التاريخ بمسارين فاما حسيني علوي محمدي رسالي واما يزيدي سفياني اموي صدامي وتكفيري، وان حركة الانسان لاتتعدى هذين المسارين اما التألق، والطهر، وثقافة الحرية، واما دعوة الباطل وثقافة الظلام وثقافة صناعة الطاغية ,

فعل الثورة في حركة التأريخ:نهل من الملحمة الحسينية جميع العظماء،من مفكرين ،وفلاسفة ،وأدباء،وفنانين،فقد قال:الاديب اللبناني بولس سلامةياأمير الاسلام حسبي فخرا انني منك مليء أصغرياجلجل الحق في مسيحيته عد من فرط حبه علويا

وقد قال( برنارد شو) كل الثورات اكلت رجالها الا ثورة الحسين خلدت رجالها ,وقد كتب الكاتب المسيحي (انطوان بارا)كتابا جميلا له صدى في الاوساط الفكرية والثقافية وقد علق عليه السيد محمد بحر العلوم في مقدمته سماه (الامام الحسين في الفكر المسيحي) ويقول النصارى لو ان لدينا حافر حمار عيسى لقدسناه ولو كان الحسين عندنا لفتحنا العالم باسمه , وما قالة (ماوسيتونغ) حينما زاره ياسر عرفات اواخر الستينات للتعلم من الثورة الصينية عد الى وطنك فعندكم ايها العرب الثورة الحسينية فتعلم منها , وكذلك ما قالة( غاندي) تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوما فانتصر وما قالة رائد الصحوة الاسلامية( الامام الخميني ( قدس) كل ما لدينا من عاشوراء , وكان (حسن نصر الله) يكرر في كل خطاباتة تعلمنا من الحسين التضحية , والصبر والشهادة واخراج اسرائيل من جنة لبنان بتلك الروح وانتصر شعبنا على جلادية بحب وولاء الامام الحسين ان قوافل الشهداء في عراق علي والحسين هي تطرز درب الحرية نحو مبادىء ومثل وقيم الحق والفضيلة وان هؤلاء الشهداء من العلماء والسياسيين والوطنيين من ابناء العراق المقدس في بغداد وبابل والموصل وديالى وكل مدن العراق وشهداء الحرية في كل مكان هم على درب الحسين(عليه السلام)....

اعادة انتاج القيم:ان حادثة الطف المروعة ونجيع الحسين الطاهر يعيد انتاجه في كل زمان من خلال الصراع بين الحق والباطل،وعامل مهم في حركة الثورات ضد الاستغلال والطمع والظلم ، فالمخزون الثقافي للحادثة يدفع لاشعوريا بأتجاه معرفة طريق الحق من الباطل ونصرة الحق ضد البغاة والظلمة في كل زمان ومكان،،وكذلك اعادة انتاجها من خلال استلهام الشاعر لصور الاباء والكبرياء والتضحية، واستلهام الفنان التشكيلي قيم الشهادة في استخدامه في لوحاته،أما المسرحي حين يتصدى لفك رموز الشخصية الانسانية بين نقيضين الخير والشر والحق والباطل فيترآى له مشهد الطف الاسر بقيمه ومثله ..لأن من الطبيعي ان للحق أنصار وللباطل اتباع...السلام على الحسين وعلي علي بن الحسين وعلى أصحاب الحسين...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك