المقالات

العراق ـ إيران؛ علاقات وثيقة واخرى لصيقة؟

1565 2018-11-18

سجاد العسكري
بعد زوال النظام البعثي المجرم في عام 2003م ابتهجت بعض الدول, واخرى صبت جم غضبها على العراق لانهم تخلصوا من الدكتاتورية والظلم الذي طالما انتفع منه الكثير من حكام وشخصيات بواسطة كابونات النفط المجانية التي كانت تعطى لهم دون اي مقابل, الا ان يجعلوا من جرد البعث بطل الامة العربية ؛ليزجوه في صراع مع دولة جارة للعراق , والدعم مفتوح لا حدود له رغم اعطاء الفتات لمن يطيع اوامره بالقتال ضد الجارة ايران , والتي كانت في بداية ثورة اراد لها الاستكبار العالمي ان تهدم في المهد؟! بوساطة عملاء وخونة الشرق الاوسط والوطن العربي , فمنذ ذلك الحين والحقد الدفين يسعر في قلوبهم وعلى السنتهم الحقودة , والاسباب معروفة منها طائفية وعنصرية وتوسعية!
فمنذ اليوم الاول والجمهورية الاسلامية الايرانية ابتهجت وقدمت يد العون وطالبت بان يستلم زمام الامور الشعب العراقي , لتتبلور اول حكومة عراقية بعد حكم فاشي دكتاتوري اجرامي بعثي ,فبادرت ايران بالاعتراف بها , وفي ايلول 2004م استأنفت ايران والعراق علاقاتهما الدبلوماسية وخصوصا بعد زيارة وزير الخارجية حينها كمال خرازي , فاسفرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات واصدار مجموعة من الاوامر بين البلدين فيما يخص المحتجزين ,فبدأت تتعمق العلاقات رغم شابها شيء ما في ظل حكومة اياد علاوي؟! 
ولعل من ابرز الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين هو التعاون امني مشترك لضبط الحدود , والتنسيق الامني ,والمساعدة في تأهيل الجيش العراقي الذي تعمدت امريكا في انهيارالاجهزة الامنية عموما؟
فقبل هجوم قوات الامريكية وحلفائها على العراق كانت العلاقات مابين النظام الصدامي والدول العربية عبارة عن اتهامات متبادلة , وتفرج امريكي؟ الى ان دفعت الدول العربية امريكا للدخول الى العراق عبر قواعدها المنتشرة في دول الخليج , وفتح الممرات المائية لعبور حاملات الطائرات ,فكانت دول الخليج ومصر ممرا لقصف العراق, وعند سقوط الصنم في 2003م كانت تسعى وتقف الى تحقيق امران : 
الاول: السعي الى موطىء قدم في العراق لتنفيذ اجندتها الخارجية في زعزعة وتقسيم العراق .
الثاني: الوقوف ضد اي حكومة عراقية ذات طابع شيعي اي كبت الاغلبية المسالمة.
فخابت الامال وبدأت وسائل الاعلام بسياسة التحريض المذهبي عبر دعم حركات الارهاب المختلفة وتمويلها بالمال والسلاح , لتشن هجمة شرسة عبر اذرعها بأن الحكومة تابعة لأيران ؟ ثم زعمت اضطهاد المكونات الاخرة رغم تمثيلهم ومشاركتهم في الحكومة ؛ فاستخدمت الدول المخربة اساليبها في العنف والارهاب لتنال من حرية الشعب العراقي وسط سكوت امريكي عن مايجري للعراق من انتهاك حدوده وعبور الارهابيين لداخل الاراضي العراقية للتفجير والقتل والتهجير وتحت مسمى طائفي ؟! فهذا هو الدور الذي اتخذته الدول العربية الجارة والشقيقة مع العراق الذي لم يرد له النهوض والشفاء من جراحاته .
اما الدور الايراني فقد كان داعم حقيقي لأمن واستقرار العراق ودفعه نحو حكومة قوية تدار من قبل جميع مكونات الشعب فدعمت العراق اقتصاديا عبر فتح العديد من الشركات والمصانع وزيادة الصادرات المختلفة , اما في عام 2014م بعد اجتياح داعش الارهابي لأكثر من ثلث العراق, فبادرت الى الدعم العسكري للعراق في حربه على الارهاب ,والذي هو صنيعة مخططات امريكا وحلفائها , وخرج منتصرا بعد ان تركته الدول الشقيقة والجارة لأجندة التقسيم الطائفية . 
اليوم العراق يشهد علاقات تقارب وثيقة وعميقة مع ايران عبر زيارة رئيس الجمهورية العراقية , بالاضافة الى الروابط الاخوية والعقائدية والمشتركات بين الشعبيين ,السؤال من اين , وكيف نشأة هذه الثقة ؟ والى انظار دول الامة العربية وبعض الاسلامية متى سيكون دوركم حقيقي ويلبي الطموح ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك