المقالات

(( اللاجئ العراقي وشمة وجامعة الدول العربية ... عزف على العود !.))

2281 20:09:00 2008-01-14

( بقلم : حميد الشاكر )

في البداية فليعذرني كل من يقرأ سطوري هذه عن موضوع الاعانات العربية التي يرّوج لها اعلاميا اليوم بمؤازرة لفيف من العراقيين من فنانين وغيرهم للاجئين العراقيين في الدول العربية ، ولعل سبب اعتذاري ينطلق من كون ان لي رؤية مختلفة نوعا ما للاهداف والمقاصد الحقيقية التي تقف وراء صحوة الضمير العربي المتأخرة تجاه الانسان العراقي المهجر من موطنه ومنشأ ولادته العراق ، مع اننا سوف نحترم على اي حال النوايا الصادقة التي تهدف للتقرب من الانسان العراقي والشعور بمعاناته بعيدا عن اعانته كمتسول على قارعة الطريق العربية !.نعم هكذا ايضا تنسحب رؤيتنا هذه حتى على المواد الاعلانية التي تروج من على شاشات الفضائيات العربية - ومع الاسف العراقية ايضا - وهي تطرح الانموذج العراقي من خلال محنته التي خلقها لهذا الانسان المحيط الاقليمي للعراق ، على اساس انه انسان يعيش في خربة ليس فيها حياة مطلقا لتنعكس صورة القديم الصدامي الذي كان مزدهرا والجديد العراقي الذي وصل الى حد الاحتضار النهائي !.

كل هذه الصورة الاعلامية لعراق اليوم والذي تحاول القنوات السياسية العربية اظهارها للعراق الجديد هي مثار علامة استفهام كبيرة بالنسبة لنا على الاقل باعتبار انها الصورة التي يريد ابرازها الاعلام العربي للانسان العراقي وليست هي الصورة التي ينبغي ان تنقل وبامانة لهذا الانسان الذي طالت معاناته بسبب السياسات البغيضة والطائفية للاقليم العراقي العربي وغير العربي ايضا !.

لنبدأ مع الفنان العراقي نصير شمة الذي دفع من قبل دولة عربية ليكون واجهة حملة التبرعات للاجئ العراقي في الدول العربية ، ولنتساءل مع الاخ شمة : هل يدرك الاخ نصير شمة كم هي عمر ماساة الانسان العراقي كلاجئ في مواطن الشتات ؟. واين كان شمة عندما كان الانسان العراقي يلاقي حتفه في بطون الحيتان وهو يعبر المحيطات هربا من بطش نظام صدام المشنوق بامر العدالة الالهية ؟. ولماذا لم نسمع اوتار نصير شمة تعزف للاجئ العراقي عندما وصل عدد اللاجئين العراقيين وصل الى الاربعة ملايين انسان خاج الوطن العراقي ابّان حكم المقبور صدام حسين ؟. وما الذي استجد اليوم ليعزف شمّة على عوده المبدع للاجئ العراقي بينما لم يكن الانسان العراقي من ضمن نوتة العود الشمّي انذاك ؟.وهل تغير لون او طعم او رائحة اللاجي العراقي مابعد سقوط صدام عن ماكان في السابق من انسان عراقي ليتحرك عود شمّة بهذا التوقد والحماس ؟!.

لاريب لدينا ان الاخ نصير وبعد هذه الحفاوة العربية بعوده القومي ، وبعد ان بنيت له البيوت العربية للعود العربي في مصر وغيرها ، اصبح اسيرا من غير شعور لهذا الكرم العربي الحاتمي الذي يدفعه اليوم لقيادة حملة التبرعات او التسول للانسان العراقي على حساب كرامة الانسان العراقي المراد اصابتها بالصميم في العراق الجديد ، ولعل وبالحق ان لشمّة نوايا صادقة في خدمة ابناء بلده من اللاجئين العراقيين في مهاجر الدول العربية ، ولكن ياشمّة بالامكان ايصال المساعدات العربية بلا هذه البروبجنده العربية وهذه الميديا المفتعلة والمزيفة لاظهار ان الانسان العراقي وصل الى مرحلة الاحتضار النهائية لذالك انتخت العقل الخليجية لاسعافه باياديهم البترولية السخية !.واسألك ياشمة بربك الذي تعبد : اين كانت هذه الايدي العربية السخية من اربع ملايين لاجئ عراقي يجولون الكرة الارضية بحثا عن لقمة رغيف ورصيف امن لهم ولاطفالهم ؟. والا تعلم ايها النصير الفنان ان اربع واربعين الف لاجئ اكلتهم الصحراء بسنوات عجاف في المملكة اللاعربية السعودية بعد انتفاضتهم على حكم المقبور صدام حسين بلا يد عربية تنتشلهم من جحيم الصحراء الى ان انقرضوا في الدول الغربية تماما !.

اين كان عودك باوتاره السحرية عندما كنا ننام مع الافاعي والعقارب في صحراء الجامعة العربية ولامن مغيث يغيثنا انذاك ؟. الحقيقة ان ما وجهناه الى العزيز شمّة هو موجه وبنفس الطريق الى الجامعة العربية وصحوتها المتأخرة لعرب العراق ، باعتبار انه وحتى هذه اللحظة هناك شكوك قوية بعروبة الشعب العراقي وهل هو عربي ام من كوكب اخر ؟.

ثلاث وثلاثون سنة من حكم حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة الزعيم ميشيل عفلق المتصل سببيا مع الاخ نصير شمّة ، والعراق ينزف لاجئين الى دول المهاجر العربية وغير العربية ولا من ملتفت لهم لا بنغمة لعود عربي ولا لغيره ، وبعد ذالك وما ان بدأ العراق الجديد يعود الى ابناءه الحقيقيين ليتنفس الحرية ويتطلع الى المستقبل بكل حيوية ، راينا هذه الهجمة الارهابية الاعرابية الشرسة على العراق واهله بقيادة الجامعة العربية بقطبي ال سعود وال مبارك ، وليتحول العراق بقدرة قادر من بغداد هارون الرشيد الى بلد الخراب والدمار واللاجئين وغيرها من كليشات الاعلام العربي الموبوء بسرطان التعفن والتخلف والانتفاع !.

ما يؤسف حقا ان هناك لفيف من الفنانين والمثقفين والسياسيين العراقيين الذين ضربت مصالحهم الحيوية لتذهب مع الذاهب من العراق صدام حسين ليشكلوا الواجهة لتلك الهجمة التي دمرت العراق بعد سقوط الطاغية صدام وتهدم اركان نظامه ، وعلى يد حثالة من الاعرابيين الارهابيين وغيرهم من الحاقدين على العراق واهله ومنذ الزمن البعيد ، اما اليوم وفي ضل تطلعات نصير شمة وغيره وما يوفره له الدولار البترولي الاعرابي فلسنا مضطرين للتعاطف مع مبادرة الاخ نصير شمة او الجامعة العربية لاعانة اللاجئ العراقي باعتبار ان العراق الجديد ملك لابناءه وابوابه مفتوحة لكل عراقي يريد الرجوع الى وطنه بلا خوف او خشية من ملاحقة مخابراتية او امنية تقض عليه مضجعه ، ولامطلب لنا من الجامعة العربية سوى حثها على عدم التدخل بالشؤون الداخلية للعراق وكف ايدي عتاة الارهابيين المصدرين من الدول العربية لداخل العراق لضرب امنه واستقراره من الداخل فحسب !.صحيح ان سبب عدم وجود الامن هو ليس العراق الجديد ، والخوف الكبير للانسان العراقي من العودة الى وطنه هي ليست الحكومة العراقية المنتخبة ، وكون الانسان العراقي يفضل اللجوء على العودة الى بلده هو ليس السياسيون العراقيون الموجودون الان في العراق يانصير شمة وياجامعتنا العربية !.

انما كل هذه الكوارث هي نتاج عبث الارهابيين العرب وغير العرب في العراق ، والانسان العراقي يخشى ارهاب الارهابيين القتلة من الصداميين والوهابيين التكفيريين في الشارع العراقي لذالك هو لايفكر بالعودة الى بلده ويفضل ان يكون لاجئا فحسب بسبب تعملق الارهابيين المساندين من قبل دول عربية متورطة في دمار العراق هذا ، فافهم هذا يانصير واجعل اوتار عودك الجميل تعزف ضد الارهاب بدلا من خدمة سلاطين الاعراب من الخليج وغيرهم من اللذين تعفنوا في سدة الحكم في مصر وغيرها ، ولاتبع عودك العراقي بثمن بخس واذكر ان المستقبل للعراق وليس لغيره !.

اخيرا : اود ان ارسل هذه الكلمة الاخيرة لكل المثقفين العراقيين والفنانين المغتربين واللاجئين السياسيين لاقول لهم :- بينما انتم تتألمون من حالة عدم الاستقرار الامني في العراق وتطالبون بكل قوة في تحسين اداء حكومتكم المنتخبة في ادائها الامني لتستقر الحياة في العراق ، انتم ومن الجانب الاخر وربما من لاشعور تساهمون في ادامة العذابات الانسانية لشعبكم العراقي !؟.

فعندما يخرج ذاك اليساري ليهاجم حكومته المنتخبة لالسبب الا لكونه متعاقدا مع قناة جزيرة الخنازير القطرية بعقد دولاري جيد ، هو يساهم بكل ما اؤتي من ثقافة لزعزعة الاستقرار في العراق الجديد ويحسب انه يحسن صنعا ، وكذا هذا الفنان الذي يقود حملة تظهر الوجه الكالح للانسان العراقي في عراقه الجديد الذي خرج من تحت عباءة الظلم الصدامية المنقطعة النظير ، هو كذالك يساهم بصورة مباشرة في قتل الامل في داخل الانسان العراقي بامكانية اعادة اعمار حياته العراقية من جديد ، اما تلك الجامعة التي فرقت العرب احزاب وطوائف فلا بارك الله في هكذا جامعة يقودها الحلف الوهابي من جهة والحزب الامريكي من جهة اخرى والسلام !.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو عمار من(حي الظلم) حي العدل سابقا
2008-01-16
يا أخي الكريم رجاء لاتقلل من شأن الذي هجروا قصرا بعد سقوط النظام فأولا هم من جميع الاطياف ثانيا هل لديك حل انت الان لمساعده الفقراء المهجرين العراقيين في كل مكان ثالثا هل انت تتخيل ان الذين هجروا بعد السقوط هم من السنه فقط والله ان الشيعه هم اكثر الذين تظرروا بعد السقوط شوف هسه عدنان الدليمي لعب خلقه بلشيعه احد سواله شي شنوا المانع اذا نصير شمه جمع فلوس للفقره يعني اسألك سؤال انت تريد الفقير يظل جوعان محد لازم يساعده عالمود صوره الحكومه اظل ورديه (ارحم يرحمك الله)
محمد
2008-01-15
في زمن المقبور صدام كنت موفدا الى احدى الدول العربيه وضهر نصير شمه على شاشة التلفزيون في الفندق حيث كنا نناقش المسؤلين في تلك الشركة حول الموضوع الذي قدمنا من اجله فمحدحه بعضنا لتمكنه من الة العود واثنى الاخرون فبادر احدهم قائلا نصير شمه لابد انه فارسي فالعراقيين لايسمون شمه فاخبرته باني درست معه كونه من مدينتي الكوت وهوعربي فبادر لوكان عربي لما ترك العراق فتجاهلت الموضوع لان المجلس محضور فيا سبحان الله في زمن صدام من يهاجر فارسي والان عربي يتباكون عليه
ابو محمد العبادي
2008-01-15
اشكرك استاذنا لما ورد في بحثكم حول الموضوع.نحن نفهم الامور ولا يخفى علينا شيء لقد منحتنا الايام الصعبة قابلية التعرف على النوايا.الحمد لله الذي جعل اعدائنا حمقى لهذه الدرجة.انه عصر الانتصار للشعب العراقي العظيم والذل والهوان لاعدائه المنهزمين
رسام الكاريكاتير العراقي
2008-01-15
تحية الى الاخ حميد شاكرمن القلب انك تكتب بوجدان العراقيين لانك عراقي لاغير سلمت يداك ,اما عن الصحوة العربية بقيادة الفنان نصير شمة فهذه والله مزحة ثقيلة ,بالصدفة البحتة قبل ايام كنت افتش عن شئ في التلفاز واذا بي الاخ الفنان نصير شمة في برنامج للعفن النتن احمد اللامنصور المقهور باذن الله وهو يتكلم بملء الفم عن النساءالعراقيات وهن يبعن انفسهن في بلاد الاشقاء السوريين حتى وان كان الامر كذلك اي هناك تردي في الاوضاع وما شابه الا ان الامر غير ذلك فعملية التلقين كانت واضحة او تبدو كذلك للمشاهد لان احمد اللامنصور والمقهور باذن الله كانت صيغة سؤاله تلقينية ,الى الاخ الفنان نصيرشمة كن نصير ا حقيقيا لاخوانك من العراقيين ولاتكن عونا للحاقد النذل احمد منصور احد مشتقات العربان النتنة,رسام الكاريكاتير العراقي
محمد
2008-01-14
الاستاذ الكريم حميد...لقد حذرت منذ عدة ايام ومن خلال الردود على المقالات لهذه المؤامره قبل ان تبدا من خلال الدعم اللامحدود الاعلامي الخليجي والقومجي لايقاف عودة اللاجئين للعراق من خلال واجهه الجامعه العربيه ونصير شمه ... والذي ردد ما طلب منه من تشويه لسمعة المراه العراقيه في الخارج وطلب لبناء مدارس بحدود 300 مدرسه ليس في العراق وانما في سوريا والاردن لحث العراقيين لعدم الرجوع للعراق وكان كل هذا الموضوع بدعم سعودي اماراتي قطري مع المتملقه مصر ..
الحمداني
2008-01-14
عاشت أيدك أخي الكريم حميد شاكر البطل ونسألك المزيد من المساهمات وخاصة في فضح اعراب الخليج
ضياء
2008-01-14
السلام عليكم بوركت يمينك اخي حميد على هذه المقاله التي تفضح هذه التحركات ضد العراق الجديد ومواطنيه فلو كنا يدا واحدة كلنا ضد هذه الهجمة الشرسة لما تجرأ علينا من هب ودب والذين لو تزنهم بميزان الرجال لكانوا اقل من شروى نقير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك