المقالات

من هم الذين مشوا في جنازة التحالف الوطني؟!

2336 2018-11-15

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

اذا راجعنا تاريخ تشكيل التحالف الوطني، سنتذكر انه كان قد تشكل في بداياته( الإئتلاف العراقي الموحد)، تحت ضغط إصطفافات قسرية، أُجبرت بسببها القوى السياسية العرقية، على أن يتكور ابناء كل مكون مجتمعي بعضهم الى بعض، مشكلين ثلاث تحالفات سياسية كبرى، هي التحالف الوطني الشيعي، والتحالف السني تحت مسمى القوى العرقية، والتحالف الكردستاني للكورد..

هكذا مضت العملية السياسية في العراق، طيلة خمسة عشر عاما، وانتجت نظامنا السياسي القائم، غير أن عملا ممنهجا؛ جرى خلال السنوات الخمس المنصرمة، كان هدفه تفتيت التحالفات المكوناتية، والأنتقال نحو بناء تحالفات سياسية عابرة للطوائف، كما كان يشيع الساسة المعنيين بالأمر.

بيد أن هذا العمل كان يستبطن هدفا خبيثا، أبعد شاوا من ذلك، ألا وهو هدف تفتيت التحالف الوطني الشيعي، وإرخاء قبضة الشيعة على مفاصل السلطة الرئيسية، لأن راعي العملية السياسية الأمريكي، أكتشف ان التحكم بالعقل الشيعي أمر صعب جدا، بسبب مخالفة هذا العقل للتوجهات الأمريكية، بالهيمنة على المنطقة ومقدراتها جملة وتفصيلا.

هكذا كانت نتيجة الأنتخابات الفائتة، والتي مزقت التحالف الشيعي، فيما بقيت التحالفات الكردية متماسكة في بغداد، وإن كانت مختلفة في أربيل.

الساسة السنة كانوا لاعبي سيرك مهرة، وحاذقين في فقرة اللعب على الحبال، فقد وزعوا أنفسهم بشطارة العيارين، على إئتلافي البناء والأصلاح، ومع إئتلاف الوطنية أيضا، يتحركوا على قاعدة الجالسة على ضفة النهر، أينما تميل تستطيع أن تغرف الماء..

كانت الصورة أن الساسة السنة قد تمزقوا، لكن حديث متلفزا لأحد قادتهم، كشف عن أنهم ليسوا مبالين بمن يمثل الشيعة، بقدرما هم يستطيعون بحراكهم السياسي، نيل ماأسماه إستحقاقهم الثابت، والمتمثل بـ(ستة وزارات، وتسعة هيئات، وقرابة ستين منصب للدرجات الخاصة) والسنية، تحتفظ بعناصر قوتها، وإن بدت غير ذلك ظاهريا.

 لقد أنجرت القوى السياسية الشيعية؛ الى حالة فقدان التوازن، وتنافست فيما بينها تنافسا شديدا، حولها بالأطار العام؛ من قوى متنافسة الى قوى متناوئة، وسلكت مسلكا لا يمكن عده سياسيا، بعدما نحت تلك القوى، نحو إضعاف القوى المنافسة لها بشتى الطرق، ومن بينها التسقيط السياسي، وهو طريق لا أخلاقي بالتأكيد.

إضعاف المنافسين سيحولهم الى مناوئين، وبذلك نخرج من دائرة التنافس المشروع، والذي يفترض أن يكون تنافسا على قلب المواطن ،للوصول اليه وخدمته من خلال تلمس همومه، الى تنافس على ظهر المواطن، لأعتلاءه للوصول الى أهداف ذاتية او حزبية ضيقة.

مثل هذا التنافس لا يمكن وصفه إلا بالصراع، بل وصراع شرس..وهو ما يفسر ما يجري هذه الأيام؛ من تجاذبات سياسية، بلغت حدها الحرج بل والخطر...!

غير أن بعض التحالفات السياسية الشيعية، سلكت مسلكا أكثر لا أخلاقية، إلا وهو قيام القوى المهيمنة فيهان بإضعاف شركائها في التحالف، وهو ما يدل على أن روابطها؛ التي تشكلت على اساسها روابط واهنة، وكانت النتيجة بيوتا أوهن من بيت العنكبوت...

إن هكذا تحالفات من الصعب أن تعيش، وإذا عاشت فإن حياتها حياة العليل، لا يمكن له أن يمضي يوما بلا دواء، ومع الأسف فإن دواء التحالفات العليلة، لا يتعدى المجاملات الفراغة، أما القلوب فهي قاسية بعضها على بعض!  

كلام قبل السلام: التحالف الوطني قد مات ميتة الجاهلية، وقادته قد شيعوه الى مثواه الأخير، في مقبرة المنطقة الخضراء، الواقعة خلف السفارة إياها، بل ان بعضهم يعد ذلك منقبة له..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك