المقالات

البعد الاستراتيجي للقاء حمودي وبوغدانوف 

1164 2018-11-13

فؤاد الطيب
تميزت العلاقات العراقية الروسية في بعدها الاستراتيجي في مختلف المجالات , السياسية والاقتصادية والعسكرية , وقد امتازت هذه العلاقة الإستراتيجية الطويلة بالتعاون العسكري بالدرجة الأولى إبان الحرب العالمية الثانية , حينما كان الخبراء العسكريين السوفيت يتواجدون في العراق , بهدف تأمين ترانزيت المعدات والذخائر العسكرية الأمريكية والبريطانية وغيرها من الشحنات إلى الاتحاد السوفيتي , الذي كان يخوض حربا ضارية ضد الجيوش النازية الألمانية آنذاك . 
وكان لإيران أيضا دورا كبيرا في هذا التعاون الاستراتيجي مع الاتحاد السوفيتي في تلك الحقبة , حينما اصدر اناستاس ميكويان المفوض الشعبي في شؤون التجارة الخارجية السوفيتية , عام 1942 امرأ بتقسيم شركة إيران سوفترانس إلى شركتين , تقوم الأولى بنقل الطائرات والشحنات العسكرية الأمريكية والبريطانية عبر العراق وإيران , والثانية تقوم بإيصال تلك الشحنات إلى الاتحاد السوفيتي , وكانت مهمة شركة إيران سوفترانس مراقبة وصول الشحنات الحربية إلى الموانئ العراقية , واستلامها , ونقلها من الموانئ العراقية إلى الموانئ الإيرانية عبر بحر قزوين , والمراكز الشمالية الإيرانية الواقعة على الحدود السوفيتية الإيرانية . 
ومن خلال هذه النظرة السريعة نرى أن التعاون بين العراق وروسيا والذي استمر حتى نهاية الحرب العالمية الثانية , مازال قائما إذ نراه اليوم من خلال الدور الروسي الكبير في المنطقة ، خاصة فيما يتعلق بالأحداث الكبيرة التي وقعت في سوريا والعراق ، الذي ساهم بعدم السماح بتفتت المنطقة ، كما أن روسيا ليست بمنأى عن الحرب في اليمن أيضا . 
ويأتي اللقاء المباشر بين الدكتور همام حمودي وميخائيل بوغدانوف , على خلفية المؤتمر السنوي لمجموعة الرؤية الإستراتيجية لروسيا والعالم الإسلامي , امتدادا لهذا التعاون الاستراتيجي بين روسيا والعراق , وتمهيدا لزيارة بوتين للعراق , نظرا للدور الروسي الكبير في منطقة الشرق الأوسط , وموقفها تجاه المشكلة السورية , من خلال التقارب مع السعودية ودول الخليج ومصر , ومن خلال الحوار مع بوغدانوف , قدم الدكتور همام حمودي مشروع لمبادرة إنهاء الحرب في اليمن , على أن تأخذ روسيا دورها في حل أزمة اليمن بعيدا عن الأطراف المسببة للحرب فيها , وفق رؤية سليمة تسعى لتحقيق لاستقرار في المنطقة , دون الهيمنة والسيطرة أو الضغط في اتجاه معين . 
الإجماع الدولي والعالمي على جانب البعد الإنساني لحرب اليمن , وما تسببت به من كوارث بشرية على الشعب اليمني , فضلا عن العلاقات العتيدة بين العراق وروسيا , وجانب المصداقية الذي تمتعت فيه روسيا بالتعاطي مع أزمات الشرق الأوسط المتفاقمة مؤخرا , وعدم سماح روسيا بإطلاق يد الولايات المتحدة الأمريكية للاستحواذ على جميع هذه الملفات وفق السيطرة بقانون قوة القطب الواحد , كانت من أهم المرتكزات التي عمل عليها الدكتور همام حمودي , في حواره مع بوغدانوف , حيث قام بفتح جسور جديدة للتعاون بين العراق وروسيا , وهيئ للتنسيق لزيارة بوتين للعراق , التي ستحظى باهتمام كبير لدى أصحاب القرار العراقي , وما سينعكس أيضا على أصحاب القرار في المنطقة , كما أن نجاح هذا المستوى من التنسيق العالي , سوف يعزز مكانة العراق في المنطقة ودوره في حل الأزمات الكبيرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك