المقالات

أفكار عاجلة في مشكلة الفيليين المستدامة..!


طيب العراقي

نعلم أن النظام الصدامي أرتكب أبشع الجرائم بحق الفيليين، إذ قام بتهجيرهم ومصادرة أملاكهم وقتل أبنائهم، لكن بالمقابل يقوم النظام الحالي، برغم أردية الديمقراطية الفضفاضة التي يرتديها؛ بإعطاء الأولوية لـلغاصبين الصداميين وإسترضاء الأرهابيين.

منذ أربعة عقود هاجم جلاوزة النظام الدكتاتوري، المواطنين الفيليين وهم ابناء أقدم مكون عراقي؛ بدون أي ذنب وتعرضوا إلى أقـسى أنواع التعـذيب والاضطهاد، وعمد النظام البائد الى تهجير وتسريد قرابة مليون فيلي، ورمي ما يقارب 22 ألف من خـيرة شبابهم في غياهب السجـون؛ دون أن يعـرف أحدا مصيرهم ليومنا هذا.

يمثل ما تعرض له الفيليين جرائم استثنائية بكل المقاييس، وعمليات إبادة جـماعية منظمة وممنهجة، على يد الزمرة الصدامية.

الجرائم التي ارتكبت ضد الفيليين؛ كانت سببا لمعاناة طويلة استمرت لعقود، ومأساتهم ارتبطت بذلك الصراع السياسي الطويل، بين دول الجوار والقضايا الداخلية الإنسانية، والنظام البائد عمد إلى تسقيط الجنسية العراقية عنهم، مستفيدا من هذه الورقة في صراعه مع الجارة إيران، ومن تبقى منهم "عرَّبهم" وأضطر كثير منهم الى إرتداء الملابس الريفية العربية.

على الرغم من إلغاء معـظم قرارات مجلس قـيادة الثورة المنحل، التي صدرت ضد الفيليين، لكن تأثيراتها لازالت تشكل عبئا كبيرا على كاهل الفيليين، ومستمرة لحد الآن، لذلك فإن معالجة نتائج تلك التأثيرات الإجرامية؛ تستدعي إصدار قرارات وقوانين جديدة منصفة، واتخاذ إجراءات تنفيذية ملزمة، تؤدي إلى نتائج فعلية وملموسة وجـدية وسريعة، لإزالة الآثار الكارثية لتلك الجرائم؛ ومن بينها تعويضهم ماديا ومعنويا وسياسيا ، وبما يعوض سنين القهر والحرمان. ولأن العـدل البطيء هو نوع من الظلم، فإن الأجراءات التي أتخذت، لإنصاف هذا المكون المظلوم، أتسمت بالبطيء الشديد، وتلك هي المعضلة الأساسية، التي تسببت بمعاناة هذه الشريحة، بين دهاليز الدوائر الحكومية بالروتينات والأيادي الخفية، التي لم تنتج للفيليين سوى مشاكل جديدة.

من منطلق وطني واخلاقي، وبعد مرور ستة عشر عاما على زوال نظام القيح الصدامي، يتحتم على الدولة العراقية طي هذا الملف الى الأبد، بأنصاف أهلنا الفيليين، وتتمثل مقدمات الإنصاف بجملة من الأجراءات نقترح منها:

أولا/ إنشاء مكتب خاص مرتبط برئيس الوزراء مباشرة، باسم (مكتب شؤون الفيليين) لحل سائر المشاكل وإيقاف إستمرار المعاناة، ويعـزز المكتب بكفاءات من الفيليين أنفسهم؛ لأنهم أدرى بمأساتهم ومعاناتهم، ومهام هذا المكتب إعداد التعليمات وإصدار قـرارات تنفيذية ملزمة، بعيدا عن التأويل والأجتهاد من قبل مؤسـسات الدولة المختلفة.

ثانيا/ إشعار الفيليين أنهم ممثلين في أجهزة الدولة، بما يتناسب مع عديدهم، الذي يربو على أربعة ملايين مواطن، وأن يكون هذا التمثيل متناسبا، مع إستحقاقهم الوطني وبما يعوض مظلوميتهم.

ثاثا/ معالجة سريعة لمعضلة عقارات الفيليين المصادرة، تلك المعضلة التي شوهها قانون نزاعات الملكية، والمأساة التي عالجتها الدولة بإهدار حقوق الفيليين، ومنح الأفضلية والأولوية للغاصبين، فالصدامي يبقى في العقار، والفيلي عليه وفق ذلك القانون؛ أن يبحث عن مكان آخر يأويه، أين العدالة؟، وهذه النقطة من مسؤولية مجلس النواب.

 رابعا/ معالجة قضايا الجنسية بشكل حاسم، لأن القوانين التي صدرت، لم تنصف المواطنين الفيليين المظلومين، وحتى قوانين الجـنسية الجديدة، لم تعيد لهم مواطنتهم، وما يزالون مطالبين بإثبات الرعوية!

خامسا/  لا يمكن أن نتحدث عن بناء دولة المواطنة، دون أثبات حقوق الجميع بالمواطنة، لأن الاعتراف بالحقوق وحدها ليس كافيا وكفيلا بإرجاع الحقوق المشروعة، ومن الضروري جدا، تنفيذ القوانين من قبل السلطة التنفيذية، حتى يرى أصحاب الحق، حقهم على الأرض الواقع، وليس في النصوص فقط، أو ذكرها في المناسبات وخاصة في الانتخابات.حينما تحول الفيليين الى خزان أنتخابي للكتل السياسية، وذلك بسبب وطنيتهم العالية، وتنحيتهم أوضاعهم القومية والدينية والمذهبية، لصالح الأنتماء الأكبر للوطن.

سادسا/ أن من بين ألحقوق، التي أفرزتها المشاركة الواسعة للفيليين، بمعركة الدفاع عن العراق ضد الدواعش الاشرار، من خلال تلبيتهم لفتوى المرجعية الدينية، والألتحاق بالحشد الشعبي، هو أن تكون لهم  تشكيلات خاصة ضمن الحشد الشعبي، تنتشر في مناطق وجودهم، والتي تمتد على مسافة تقرب من 900 كيلومتر، من جنوب السليمانية، وصولا الى تخوم محافظة ميسان، شرق العراق وبعمق يتراوح بين 30 ـ 70 كيلومتر، وأن يكون حجم هذه التشكيلات، بما لا يقل عن ثلاثة ألوية حشد شعبي، مهمتها الأمساك بالأرض، وحمايتها من أي عدوان إرهابي، وتوفير الأمن والأمان لشرق العراق.

سابعا/ نشير أيضا الى أن القيادات السياسية العراقية، لم تنجح في احتضان والدفاع عن حقوق الفيليين بشكل عملي وتطبيقي، ومن هنا نطالب إهلنا الفليين، أن يتجاوزوا مشاكلهم وآرائهم المختلفة، وعليهم بناء آلية خاصة بهم من الممثلين الحقيقيين لهم، للعمل سوية من أجل تثبيت وتنفيذ مطالبهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك