المقالات

منظومة عبد المهدي العسكرية   

1380 2018-11-11

فؤاد الطيب
منذ أن تشكلت نوات الحشد الشعبي بالفتوى المباركة للمرجعية العليا بالنجف الاشرف , بدا الكثير من المناوئين له بالتكشيك في ولاءاته وقدرته على المواجهة العسكرية , وأطلقوا على هذه القوة الضاربة , الكثير من الأسماء والتوصيفات , الغرض منها تشويه صورته أمام العالم , وبعد مرور عدة سنوات من سقوط مدن العراق الغربية في العاشر من حزيران عام 2014 , ونصرها الأول على عصابات داعش الإرهابية , بدأت هذه القوة تتحول إلى منظومة عسكرية قادرة على مواجهة جميع الاحتمالات والتهديدات العسكرية من الخارج والداخل , كما تحولت إلى قاعدة شعبية تبنت مسؤولية الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات، لانتمائها الكبير للوطن، والتي تمثلت فيها كافة القوميات المتنوعة في العراق .

ولابد لنا اليوم من تسليط الضوء على حجم التضحيات الكبرى والدماء الكثيرة التي قدمها مقاتلي الحشد الشعبي , وعدم إنصافهم من قبل الحكومات السابقة , إذ كانوا يقاتلون مقابل رواتب متدنية جدا أو بلا مقابل , فضلا عن فقدانهم حقوقهم القانونية بحال استشهادهم , وفقدانهم فرص العلاج بحال إصابتهم , الأمر الذي جعل الكثير من حقوقهم ضائعة في ظل حكومة كانت تنعم بالوجود والرخاء في ظلهم . 
اليوم تشهد منظومة الحشد الشعبي انعطافة كبيرة في مجال الحقوق والرعاية والدعم المالي والإنساني , بعد تسلم الدكتور عادل عبد المهدي منصب رئاسة الوزراء في الحقبة الجديدة من الحكم العراقي , والذي بحاجة كبيرة لرجل منصف يجيد إعطاء الحق لأهله , وتثمين كافة التضحيات الكبيرة التي قدمها مقاتلي الحشد في مواجهة تحديات ما كان للعراق تجاوزها لولا هؤلاء المقاتلين الأبطال . 
وتأتي زيارة عبد المهدي إلى مقر قيادة هيئة الحشد الشعبي ولقاءه مع قادة الحشد، ليؤكد على ضرورة إيجاد مصادر مالية لدعم الحشد الشعبي، وان هذه القوات حقيقة كبيرة لا يمكن تجاوزها , وان شهداء الحشد يجب أن يكرموا تكريما يليق بهم , لأنهم يمثلون الحزام الأمني لحماية العراق والعراقيين من أي اعتداء خارجي .

موقف السيد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي , جاء بعد مرور عدة سنوات من الظلم ومصادرة الحقوق التي كان يجب أن تعطى لقوات الحشد , ونحن نشهد له بالإنصاف والاعتدال , ليس في مجال الحقوق فقط , أو جعل قوات الحشد الشعبي جزءا من المنظومة العسكرية العراقية , بل يرى مراقبون عسكريون , أن السيد عادل عبد المهدي , يسعى لبناء منظومة عسكرية مستقلة قوية , استعداد لأي مواجهات محتملة ربما سيتعرض لها العراق مستقبلا , في ظل وجود الخلايا الإرهابية النائمة , والمخططات الخارجية التي تهدد امن العراق والعراقيين , لتكون قوات الحشد الشعبي الظهير الأكبر بالمساندة العسكرية للجيش العراقي وباقي قوات الأجهزة الأمنية العراقية . 
ونحن نعلم علم اليقين أن رجال الحشد الشعبي قدموا أكثر من سبعة آلاف شهيد من مقاتليه الأشداء , و هناك أكثر من 22 ألف بين جريح ومقاتل شاركوا خلال الحرب ضد تنظيم داعش خلال احتلاله ثلث مساحة العراق لمدة قاربت الثلاثة أعوام , وان مشروع السيد عبد المهدي في تبني هذه القوة التاريخية كما وصفها , هي نقطة انطلاق وبداية كبيرة تحسب له في إدارته للمنظومة العسكرية في العراق , بعيدا عن المحسوبيات الأخرى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك