المقالات

عصر الفوضى المخطط لها!.

1984 2018-11-10

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

لماذا لم يستقر العراق، بالرغم من مرور قرابة ستة عشر سنة على زوال الطغيان، ومرور قرابة سنتين ونصف على خروج قوات الإحتلال المريكي؟

وسيكون هذا السؤال مفتاحا لبوابة سؤال آخر؛ هو هل من نهاية للفوضى الراهنة؟ وما هو مدى الفوضى القادمة؟!

تتذكرون جيدا؛ الكيفية التي دخلت فيها قوات الأحتلال الأمريكي الى العراق، فلقد كانت سرفات دباباتهم تنهب الأرض نهبا، وكأن البلاد خالية من جيش يقف سويعات على الأقل، وتتذكرون صورة دبابتي الأبرامز في عمق مدينة بغداد، حيث توقفت إحداهما فوق جسر الجمهورية، تماما في وسطه، لتطلق طلقة الأنتصار المزعوم على فندق الشيراتون، في اللحظة التي كان فيها الصحاف وزير أعلام صدام، يعقد مؤتمرا صحفيا يتحدث فيه عن هزيمة "العلوج"، وهو الأسم الذي أطلقه على القوات الغازية.

هذه تذكرة لنبين أن المحصلة النهائية لما جرى في العراق، هي خروج قوات الأحتلال بطريقة معاكسة تماما، للطريقة الأستعراضية التي دخلت فيها، لأنها أكتشفت أن أكتشفت أن ثمن البقاء، سيكون أكثر تكلفة من ثمن الأحتلال، و أنها لم تعد قادرة على الأدارة المباشرة، لعملية التحول التاريخي في المنطقة، والذي جائت الى العراق من أجله.

 فقد خرجت عن يدها، كثير من مفاصل العملية السياسية في العراق، تلك العملية التي تصور الأمريكان؛ أنهم صمموها وفقا لمتطلباتهم وأهوائهم لتخدم مصالحهم، لكن النتائج كانت ليس مثلما أراد المصمم، وتحولت أتجاهات الريح بما لا يخدم أبحار السفينة بربان أمريكي.

 كما أن المؤشرات والمعطيات في المنطقة، تشي بأنها قد خرجت عن السيطرة، والثورات التي مكننتها متعاضدة آلات التخطيط الستراتيجي الغربية والأمريكية، باتت بحكم الخارجة عن التحكم والسيطرة، فثورة مصر تعيد بناء أولوياتها، وليبيا سقطت في وحل الإرهاب، وتونس رجعت الى الوراء، ربما الى قرن من الزمان، وأليم صارت في خبر كان!

 هكذا تأكد لأساطين التخطيط الستراتيجي الأمريكي، أن ليس من بد من أغراق المنطقة، والعراق بضمنها، في حالة واسعة من الفوضى الشاملة،  تطيح بالدفاعات الوطنية، وتكسر بالتالي إرادة الشعوب، وتؤدي إلى الهزيمة المادية والمعنوية..

الحقيقة الواضحة التي يتعامى عنها ساستنا، ولا يقرون بها، هي أن المحتلين قبل خروجهم من أرضنا، قد حشدوا كافة أسلحة الفوضى، وتوظيفها في المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد..

إننا لا نكتشف شيئا جديدا حينما نقول أن صراعات المرحلة والتي بانت هنا في العراق، وفي سوريا اخذت  نمطا جديدا لتنتقل من كونها حروبا بين الدول، إلى كونها حروبا داخل الدول .

كلام قبل السلام: العقول الكبيرة تناقش الأفكار، والمتوسطة تناقش الأشياء، فيما العقول الصغيرة فهي التي تناقش الأشخاص!

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك