المقالات

على ضوء لقاء القائد العام للقوات المسلحة بقادة الحشد..الحشد والحكومة..!


طيب العراقي

في مقاربات سابقة، كنا قد تناولنا تفاصل العلاقة بين حكومة السيد العبادي والحشد الشعبي، التي شابها كثير من الإضطراب والأرتباك، وتناولنا أسبابها ونتائجها، التي كانت في كثير من الأحيان، تشكل ضررا فادحا، على مسيرة تحرير أرض العراق من الدواعش الأشرار.

اليوم نحن نتحدث عن عهد جديد، يتمثل بقيادة جديدة للعراق، برئيس مجلس الوزراء السيد عادل عبد المهدي، هذا السياسي الوطني الخبير المخضرم، الذي تميزت مسيرته السياسية بالحكمة والحنكة، وبمعرفة عميقة فائقة للواقع العراقي، نتحدث أيضا عن أمل بتحول كبير، في العلاقة بين الحكومة والحشد الشعبي، هذه العلاقة التي سادتها روح سلبية، نتيجة السياسات الأقصائية التي مارسها مع كل الأسف رئيس الوزراء السابق، وطاقمه المحيط به في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وفي الوزارات والأجهزة؛ المتصلة بمسيرة الحشد الشعبي..

لابد من تقرير عدد من الثوابت، كي نمضي قدما في بناء مؤسسي للحشد الشعبي، تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة، الذي هوأيضا رئيس مجلس الوزراء، وتتمثل هذه الثوابت بـ،

أولا/ أن الحشد الشعبي لم يؤسس من قبل الحكومة، بل تأسس شعبيا ووفقا لفتوى المرجعية الدينية، التي تمثل الثابت الغير قابل للتغيير في العراق والمنطقة تاريخيا، فضلا عن أن الأرتباط بالحشد، مثل حالة إيمانية وعقائدية نادرة، قدمت دليلا على أن مسلك المنتمين الى الحشد، إنما أنتموا إنتماءا جهاديا نوعيا متميزا، حيث يرتبط مجاهدي الحشد، بالله تعالى وبالشعب والوطن والمرجعية الدينية، وبما يجعله مختلفا جذريا، عن الإرتباطات المسلكية، لسائر الأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى، لآسيما وأن الخبرات والمهارات والأمكانات، التي يتوفر عليها الحشداويين بمرونة عالية، يمكن أن تمثل خزينا لمشاركة فعالة كبرى، في ميادين البناء ينهض بها الحشد، مباشرا حالتي الجهاد العسكري جهاد البناء، تحت قيادة ميدانية وإدارة بعقلية جهادية.

ثانيا/ أن الحشد الشعبي ليس مؤسسة حزبية أو سياسية، بل هو أحد كبريات ظواهر عراق ما بعد نظام القهر الصدامي، وكان تشكيله نتيجة لحالة ضرورية ملحة، أفرزها واقع إحتلال أجزاء كبيرة من العراق؛ على يد الدواعش..ونشير في هذا الصدد، الى أنه وعلى الرغم من القوة العسكرية الضخمة؛ المتوفرة في عام 2014، لم تستطع تلك القوات ولا الأحزاب المتنفذة ولا حماياتها، من حماية الموصل وباقي المحافظات، التي تهاوت سراعا بطريقة مهينة، لذلك فإن الحشد الشعبي، يعد المنجز التأريخي للعراق، الذي يتعين التمسك به والمحافظة عليه بأسناننا وأظافرنا، كما يجب لجم الأصوات الموتورة؛ التي تحاول الأساءة للحشد، أو المساس بشرف روح المقاومة والثورة..

ثالثا/ أن في المنطقة العربية وفي محيط العراق، قرابة 160 الف جندي امريكي، وقوات عسكرية كبيرة لدول أخرى، ومع ذلك حدث الإنهيار الكبير، الذي شمل العراق وسوريا على الأرض، وأمتد تأثيره الى مناطق أخرى في شرق مصر وسيناء، وتونس وليبيا وشمال وشرق أفريقيا وأجزاء أخرى.

رابعا/ أن هناك علاقة عميقة بين الشعب والحشد، تمثلت بدعم شعبي منقطع النظير، سواء بإمداد مستمر بالرجال، أو بالدعم اللوجستي الذي ما يزال مستمرا بزخم عال، وتأكد أنه بدون هذه العلاقة الحميمة بين الشعب والحشد، تحت لواء المرجعية الدينية، لم نكن لنصل الى مستويات الهجوم المقابل، ومن ثم التحرير الناجز، والذي أبهر حتى مراكز الأبحاث الأمريكية والغربية، التي كانت تقدر ان المعركة مع داعش، ستستمر لعشرات السنين.

خامسا / نستذكر أيضا؛ أن هناك إستشعار مسبق، منذ تشكلت صورة العراق الجديد، بعد زوال نظام صدام، وكانت هناك مقترحات عملية، لتشكيل لجان شعبية تدافع عن العراق، والمكتسبات الديمقراطية المتحققة؛ من زوال النظام الصدامي الديكتاتوري.

سادسا / نشير هنا الى أن الفتوى المباركة قلبت الموازين، كما أعطى تشكل الحشد؛ ودخوله المباشر الفوري الى أرض المعركة، بعدا إيمانيا وزخما نفسيا، داعما بقوة لباقي القوات المسلحة، التي كانت تعيش حالة هزيمة وإنكسار..هذه الإنعطافة يجب الوقوف عندها طويلا، وأن يجري تحليل مقوماتها؛ لأستثمارها في عملية بناء مستقبل آمن؛ مستقر لعراق سيد حر موحد، ويتمثل ذلك بإلتزام وطني مبرم، بتنفيذ قانون الحشد، ووضع الصيغ العملية، للأرتقاء به كمؤسسة وطنية جهادية، تمثل ظهيرا قويا ساندا، لباقي صنوف القوات المسلحة، ويتعين توفير موارد تمويل ثابتة؛ للحشد في الموازنة السنوية، بشقيها الأستثماري والتشغيلي..

سابعا/ على صعيد عملي، نشير أيضا الى ان أي تجربة جديدة، خصوصا تلك التي تتصف بطابع شعبي، ترافقها كثير من المشكلات، لكن في تجربة الحشد الشعبي، كانت المشكلات والتجاوزات في حدها الأقل، وكان مستوى إنضباط مقاتلي الحشد الشعبي عاليا، ولذلك نستطيع القول وبثقة، أننا على الطريق الصحيح، مادامت هذه الروح الإنضباطية الجهادية موجودة.

ثامنا/ أن هناك دين كبير في رقبة العراقيين، دولةً ومواطنين، تجاه التضحيات التي قدمها الحشد الشعبي، من شهداء وجرحى وهم بعشرات الآلاف، وأن هذا الدين واجب السداد الفوري، حتى نضمن إستمرارية زخم العطاء والتظحية، حفاظا على عزة العراق وسيادته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك