المقالات

كيف نتأكد بأن السياسي خائن؟!

2413 2018-10-31

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

يقول الباحثون النفسيون، أن معظم الرجال الذين يتزوجون زوجة ثانية، بعد أن يبلغ بهم الكبر عتيا،

هم بالحقيقة مصابون بمرض المراهقة المتأخرة، التي تصيب عدداً كبيراً من الرجال؛ الذين تخطُّوا سن الأربعين، فيتغيَّر نمط حياتهم، وتصبحُ تصرفاتهم مثار دهشة، لمَنْ يحيطون بهم من أهل وأصدقاء.

هؤلاء يدخلون في قصص حب، ومغامرات عاطفية تهدِّد في غالب الأحيان، استقرار بيوتهم وعائلاتهم، وغالبا ما تدفع الزوجة الأولى وأسرته، الثمن الأكبر لتلك المراهقة؛ التي أصابت رب أسرتهم فجأة!

هذه الظاهرة أكثر إنتشارا، لدى الذين تنزل عليهم النعمة، بوقت متأخر من حياتهم، أو أولئك الذين يهبط الجاه فجأة، أو بعد وقت طويل من الحرمان والأنزواء الأجتماعي، والظاهرة تبدو على أشدها لدى الساسة العراقيين!..

بعض هؤلاء، ومعظمهم من ساسة ما بعد 2003، باتت مغامراتهم العاطفية، ومراهقتهم المتأخرة معروفة للعراقيين، الذي يعرفون عمق البئر ونوع ماءه المج!

المراهقة المتأخرة؛ التي هزمت هؤلاء الساسة وجعلتهم أضحوكة، وبعضهم من الأسماء المعروفة، ومنهم "قادة" لتنظيمات جهادية، هي حالة تحدث بين سن الخمسين والستين، وأحيانا تحدث ما بعد الستين، وتسمّى "أزمة الثلث  الأخير من العمر".

في بداية هذه الأزمة؛ يلقي "صاحبنا"  نظرة إلى ماضيه وإنجازاته، على الصعيد المهني كما على الصعيد العاطفي أو العلائقي، يتبعها سلسلة من التساؤلات، عن نجاحه أو فشله في خياراته الحياتية، ينتج عن هذا التقويم الذاتي، مشاعر الحزن والعنف تجاه المحيط، وشعور غريب بأنّه عديم الأهمية، ما يؤدّي به إلى إتخاذ  قرارات بعضها جذري، ويؤثّر بعمق على حياته، ومنها خيار الزواج بثانية!

"أزمة" الثلث  الأخير من العمر؛ تأتي بعد إتمام معظم الطموحات (منصب، مهنة، جاه ، قيادة، مال..) وقبيل التقاعد. وهي تتفاقم مع التغيّر الملحوظ، الذي يطرأ على المظهر عند الكهولة؛ (الشيب، التجاعيد، زيادة الوزن).

لأنها "أزمة"؛ فإن القرارات تكون مرتبكة ومتطرفة، كما حدث لأحدهم الذي تزوج "أنثى"، عمرها بعمر أصغر بناته!..

لكن الأهم أنّ هذه "الأزمة" مرتبطة بالهوية الفردية، التي تعود كما في فترة المراهقة الأولى، لتحرّك الإضطرابات والإنشغالات النفسية اللاواعية.

غالبا ما يبحث الرجل المأزوم؛ عن فتاة تصغره بسنوات عديدة، لأنّ العدّ العكسي بدأ بالنسبة إليه، وأصبحت فكرة الموت تراوده، فإغراء الفتيات الأصغر سنّا، والنجاح في التواصل معهن، يقنعانه ولو لفترة قصيرة، بأنّه ما زال هو أيضا شابا، ويمكنه أن يعجب الشابات.

مثل هؤلاء الساسة، يحاولون العودة إلى الوراء، ويتصرفون  مثل المراهقين، لكي ينفوا «تهمة» الكبر في العمر، ويثبتوا لمن حولهم أن عروق الصبا مازالت تنبض فيهم، وأنهم أكثر شباباً من الشباب.

ثمة جانب آخر في الموضوع، يتعين أن نقاربه بشجاعة، وهو أن هناك خيانة للزوجة وباقي أفراد الأسرة، من قبل السياسي الذي يحاول، أن "يطري" شيباته في خريف عمره، فالزوجة الأولى التي تعبت معه كثيرا، غزا الشيب مفرقها، وأصيبت بأمراض عدة، معظمها كانت بسبب وقوفها الصلب، خلف هذا الـ"مجاهد" الذي بات سياسيا كبيرا، وقد جازاها "صاحبنا" خيرا لوقفتها تلك، فتزوج عليها بتلك الصبية الغضة الدلوع!

لم يعد صاحبنا بعدها مؤتمنا، فقد خان زوجته وأسرته، وإن تدرع بشرعية ما فعل دينيا، لكن فعلته كانت ساقطة أخلاقيا، وهو سيخون من معه وتنظيمه السياسي، وشعبه في نهاية المطاف.

كلام قبل السلام: الخيانة بدأت تنبش أظافرها، في رقبة "السياسي المجاهد"، وصارت له ديدنا، حتى وإن أدعى خلاف ذلك..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك