المقالات

دولة بالمزاد العلني

1738 2018-10-31

 

حميد الموسوي

 

 

لعل ابرز مصاديق الفوضى الخلاقة ظاهرة الاستحواذ على الاملاك العامة للدولة والتي تعد اسوا استغلال واتعس انتهاز لفرصة خلو المسار التي تنتج عادة عن اية حالة تغيير اوتحول في الاوضاع العامة وقيام حكومة جديدة وظهور نظام مختلف تشغله متطلبات الوضع الجديد المتمثلة بالغاء قوانين المرحلة السابقة واصدار قوانين جديدة تتناغم مع ضرورات التاسيس وتتجاوب مع مطالب الجماهير التي اسهمت في اسقاط السلطة السابقة  وعانت ويلات سياساتها الهوجاء وقدمت قوافل من قرابين الشهادة على طريق التحرر والانعتاق .

وكاقبح وجه للتخلف وعدم الشعور بالمسؤولية تهب النفوس الضعيفة في هياج مسعور منفسه عن كراهيتها للسلطة التي اهانتها وظلمتها ومعبرة عن غضبها في سلوك غير حضاري فتخرب كل مالم تستطع حمله وتنهب كل ما قدرت على انتزاعه من الممتلكات العامة كنوع من الانتقام والثار .

بينما كان الاجدر والافضل ان تنطلق الجماهير مساندة ومعاضدة لكل القوى الخيرة التي ساهمت وشاركت في سقوط الصنم من خلال تشكيل فرق شعبية لحماية المتاحف والوزارات والمصارف والسفارات وكل الممتلكات العامة , والسهر على حفظ الامن والنظام ومتابعة ومراقبة اعداء التجربة الديمقراطية ممن تضررت مصالحهم بسقوط الصنم في الداخل وممن هددت عروشهم في دول الجوار وبعض الانظمة العربية الشمولية , لكن الذي حصل كان مفاجئا وعلى عكس ما توقعناه , وما هذا الارهاب والتخريب والانفلات الانتيجة لتداعيات ذلك السلوك المنحرف او عامل مساعد لحصوله وتفشيه واستمراره رغم مضي سبع من السنوات العجاف .

ولو سكتنا عما نهب من مال عام وممتلكات منقولة وتحف حضارة العراق وتاريخه فلن نسكت عن تخريب المدن وتدميرها بيئيا وحضاريا والذي تفشى في معظم مدن العراق اذ لم تبق ساحة وسطية او مساحة تنفس بين قطاعات البيوت , او مسافة بين البيوت والشوارع الا وتم التجاوز عليها وتشييد البيوت والمحلات ونصب الاكشاك والمولدات والحاقها بالبيوت .

حتى مساحات الاراضي المحجوزة للدولة لغرض انشاء مشاريع او مجمعات سكنية اوصناعية او استثمارية تم التجاوز عليها عشوائيا بل بعض الساحات العامة اقيمت عليها جوامع وحسينيات اسمية لتلحق بها قصور بحجة قاعات مناسبات وسكن الامامي والخدمة والضيوف !.

اما ارصفة الشوارع الرئيسية والمفروض انها طريق عام للمشاة فقد الغيت تماما والحقت بالمحلات بعد ان نصبت فيها مسقفات وحشرت فيها البضائع المتنوعة .

المشكلة ان امانة بغداد ومجالس المحافظات والبلديات في المحافظات تجابه بعنف من قبل بعض الحركات والاحزاب بمجرد محاولة ازالة التجاوزات فتضطر للسكوت  وتاجيل اوامر الاخلاء اوالازالة.اما القصور الرئاسية واملاك رموز وعوائل العهد البائد فقد استحوذت عليها الجهات والقيادات المتنفذة وباقي املاك الدولة ستباع بالمزاد ليستحوذ عليها ابطال الفساد والسحت الحرام 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك