المقالات

حصاد الإنفتاح على الشر الوهابي..!

2025 2018-10-29

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

 قد يتوهم بعضنا أن الفساد ينحصر بشكليه الإداري والمالي، لكن الحقيقة التي توصل إليها العقلاء، هي أن الفساد بنية متكاملة، إن على صعيد المجتمع أو على صعيد الدولة، وأنه أرث قديم قدم البشرية، وهو فاشٍ في مفاصل حياتنا، ويكاد لا يخلو منه نشاط إنساني، حتى في الدين ثمة فساد، بل ربما هذا النمط من الفساد، هو الأب الروحي لباقي الأنشطة الفاسدة!

العقيدة الدينية تفسد؛ بتسويغها لممارسات الجماعات والأفراد الخاطئة، تحت عناوين القداسة، ولذلك هي أكثر أنواع الفساد خطورة، وأشدها مضاءا في سميته المجتمعية.

فساد العقائد كان موجودا هو الآخر منذ الأزل، لكنه لم يكن بمثل ما هو عليه في زماننا هذا، ولم يكن بمثل هذه الحدة أو العلنية، بل لم يكن يتحرك بمعطيات وبنية منظمة، مثلما هو عليه الآن..

يصبح الفساد الديني، أكثر خطورة بلحاظ قدرته الفائقة، على لي أعناق النصوص، وتطويع الماضي بخدمة تسويق الأهداف الدنيئة، التي يسعى أساطينه الى تحقيقها، في الحاضر والمستقبل القريب.

هذا ديننا صريح العبارة قويها، يمنع قتل النفس التي حرم خالقها قتلها، تحت أي ذريعة، ورسولنا الأكرم صلواته تعالى عليه وآله وسلم يقول: " ادرءوا الحدود بالشبهات"،  وبمجرد وجود شك في حيثيات ما يستوجب الحد بسببه، يتوقف تنفيذ الحد بشكل تام، وللنظر في قول رسولنا : "إن الإمام أن يخطئ في العفو، خير من أن يخطئ في العقوبة"..

أفبعد هذين النصين الصحيحين الصريحين، مجال لفاسد عقيدة، من رجال التكفير، من باب ينفذون منه، لتسيوغ فتاوى القتل بالجملة؟ بل أنهم يفتون بقتل من هو غير معنون بذاته، أي أنهم لا يفتون بقتل فلان من الناس، لأنه أرتكب الجرم الفلاني، لكنهم يفتون بقتل مجهولين وعلى العنوان العام، لأنهم شيعة مثلا، كما أفتى بذلك بلا إستبطان أو تمويه، شيوخ الضلالة الوهابية.

بسبب خطورة فساد العقيدة الدينية، فإنه لا يجب منح أي نوع من أنواع الحصانة، تحت أغطية القدسية الزائفة، وإذا أراد مجتمعنا المسلم، أن يعالج آفة الفساد العام، عليه أن ينتزع الحصانة، عن المتدرعين بدروع الدين المؤوَل!

إن الوهابية ليست عقيدة دينية، بل هي منهج همجي للقهر وإذلال البشر، وقيادتهم بإتجاه الظلام الدامس، ولأنها كذلك، فإن على العالم أن يتحد في مواجهتها، وأن يرتب أوضاعه كي يهزمها، وهذا لن يتحقق قطعا بالسياسات الملساء، التي درجت عليها دول العالم، ومنها دولتنا بدعوى الإنفتاح!

كلام قبل السلام: اللهاث على علاقات منفتحة مع دولة الشر الوهابي، لن يكون في صالحنا، وسنحصد منه الخيبة والخسران، وستثبت الأيام أن أول من يكتوي بشرورها، هم اللاهثون أنفسهم!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك