المقالات

إنه موسم الحسين.. موسم القلوب ووحدة الشعوب..

2301 2018-10-28

كاظم الخطيب

تمر المواسم على الناس تباعا، ويتهيأ الجميع لها، مواسم مناخية، وأخرى وجدانية، وثالثة، تنفرد بها شعوب دون غيرها، ومواسم شتى ما أنزل الله بها من سلطان .
موسم واحد ينفرد بخصوصية مطلقة، وكيفية فريدة، وطقوس فطرية، وأخلاق عقائدية، يشوبه الحزن ويكتنزه السرور، موسم له عند الله شأناً عظيماً، فعندما تحل أيام شهر محرم الحرام- بحسب تعبير الإمام الصادق عليه السلام" أمر الله الملائكة فنشروا قميص جدي الحسين، فتنقبض له قلوب شيعتنا" 
موسم كأنه الحج، موسم كأنه المعراج، موسم كأنه القيامة، أنه موسم تتسابق به القلوب مع الأقدام، والأرواح مع الأبدان، إنه موسم كما الربيع عندما يحل على الأرض؛ فيحيلها بساطاً أخضراً، وعالماً أزهراً، إنه موسم القلوب.
مسيرة مليونية راجلة، تحث الخطى، تطوي الثرى، تتوافد من كل فج عميق، نحو قبلة جعلها الله سبحانه وتعالى، بوتقة تنصهر فيها الألوان والأعراق والأنساب والأجيال، جعلها الله أيقونة تظم في محتوياتها أنفس المعادن البشرية، مسيرة كأنها الخلود في مداه، والفخر في علاه.
السائرون في طريق الحسين؛ هم المعنيون في دعاء الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام " اللهم اغفر لي ولإخواني و زوار قبر أبى الحسين بن على صلوات الله عليهم الذين انفقوا أموالهم و اشخصوا أبدانهم رغبه فى برنا و رجاءً لما عندك فى صلتنا و سرورا ادخلوه على نبيك محمد صلى الله عليه و آله و إجابة منهم لأمرنا و غيظا أدخلوه على عدونا أرادوا بذلك رضوانك فكافهم عنا بالرضوان و إكلاهم بالليل و النهار و اخلف على أهاليهم و أولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف و اصحبهم و إكفهم شر كل جبار عنيد و كل ضعيف من خلقك أو شديد و شر شياطين الإنس و الجن و أعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم و ما آثرونا على أبنائهم و أهاليهم و قراباتهم ".
قوم أدخلوا سروراً على قلب حبيب الله، لابد أن يدخلوا غيضاً في قلوب أعداء الله، وجنود الشيطان الذي قال مخاطباً الحق سبحانه" لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ"، كان وعداً من الشيطان؛ بأن يزج جنوده في طريق الله المستقيم- كربلاء الحسين- وأن يأمرهم بأن يبثوا الفتن وأن يدعون الناس إلى الظلال.
إجتهد أئمة الكفر والظلال، من الإستكبار العالمي-أمريكا- وبور ة الكفر والنفاق - السعودية- وخلطاء النطف- بقايا نظام صدام وأبناء الرفاق- على أن يثيروا فتنة بين قطبي المحور الشيعي؛ وهما الشعب العراقي وشقيقه الشعب الإيراني، فإنبرت لذلك: منابر إعلامية، وجهات سياسية، وجيوش ألكترونية، ظناً منهم أنهم سوف يحققون وعد الشيطان الذي قطعه على نفسه، متناسين وعد الله سبحانه( قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ).
وفي خضم ذلك، كان الأشقاء في العقيدة، والشركاء في المصير، كما التبر إذا حك بالمحك، وبان معدنهم الأصيل، وطرازهم النبيل، وكانوا كما الذهب المصفى، كلما حك بمحك يزداد لمعاناً، ويشع بريقاً، فأخذ العراقي يدفع لأخيه من إيران تأشيرة الدخول، ويفرش له الأرض وروداً ويملأ له السماء عبيراً، وتكاتف رجال الأمن وعمال النظافة، وتعبيد الطرق، وخدمة الزائرين، من كلا البلدين وكأنهم من بلد واحد، يرددون قصيدة الإخاء، ووحدة المصير( إيران والعراق لا يمكن الفراق).
دُحِرٙ كيد الشيطان ، وكان كيد الشيطان ضعيفاً، وكان صوت الحق عاليا ومدوياً، وتحقق وعد الله وكانت كربلاء، روضة من رياض الجنة، جنة الله في الأرض التي جعلها لعباده المخلصين، الذين داسوا بأقدامهم وهم يولون وجوههم سطر المنحر الحرام، على جباه أئمة الكفر الذين إجتهدوا على أن يطمسوا ملامح عاشوراء الحسين، وأن يشقوا عصى أمة علي بن أبي طالب، وأن يحققوا وعد الشيطان، وكانوا عند وعد الله سبحانه، أن لا سلطان للشيطان وجنوده على المخلصين الذين يردون الفردوس نزلاً، فردوس الدنيا، في روضة كربلاء الحسين.
طريق كربلاء، جنة يسير فيها المنعمون في رياضها، تخدمهم نفوس سمت وتسامت، وقلوب ترفعت وإسقامت، يأكلون حيث شاءوا، ويرقدون متى أرادوا، تتعانق قلوبهم وقد رفع الله ما في قلوبهم من غل إخواناً متحابين، يتقلبون بين أيادي خدام، دأبهم الفخر، وسجيتهم الكرم، وندائهم ( هلا بالزاير) وتحيتهم فيها سلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك