المقالات

إنقلاب ناعم على العملية السياسية..!

2253 2018-10-25

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

صحيح أن العراق يواجه مشكلات، في بناء الدولة وفي علاقة المواطن بها، وفي مخرجات نشاط الدولة المتلكيء، وصحيح أن أحد أسبابها الأنسادادات المستمرة، التي رافقت العمل السياسي، أما بسبب تصميم العملية السياسية، أو بسبب قلة الخبرة السياسية، أو بسب الفساد الذي أستشرى في مؤسسات الدولة، لكن الأصح هو أننا استطعنا بناء نظام سياسي، نستطيع أن عده كمنجز، تم إنشاءه على أنقاض أعتى ديكتاتورية، عرفها العالم منذ فرعون.

هذا النظام السياسي، مكون من مفردات، واجبة الألتزام بها، وإلا فإننا خلافها سنذهب الى الفوضى، التي يمكن أن تعيدنا الى الديكتاتورية، وإن بثياب مختلفة.

لدينا دستور، صوت عليه 72% من العراقيين قبولا، وكتبته أياد عراقية خالصة، وكانت هناك معونة أممية، أكسبته أعترافا دوليا، فضلا عن أنه تمت كتابته، تحت أنظار المرجعية الدينية، التي عرفت بأبوتها لجميع العراقيين، الذين كان هناك من يمثل مكوناتهم في كتابة الدستور..

على الرغم من أن ثمة هنات ومشكلات في تطبيق الدستور، إلا أن منزلته أكتسبت شرعية عالية، لكن ثمة من وجد في تطبيق الدستور، ضربا لمصالحه الفئوية والشخصية، أو مخالفة للأجندات المشبوهة والخارجية.

دستورنا يؤكد أن نظام الحكم في العراق برلماني، بمعنى أن السلطة العليا بيد الشعب عبر ممثليه، وهؤلاء يتم التوصل لتحديدهم، عبر عملية أختيار معقدة، ومن خلال نافذة واحدة هي نافذة الأنتخابات، التي تفضي بالنتيجة الى تشكيل حكومة، تولد من رحم إختيار الشعب، من خلال التعددية الحزبية والسياسية، واي سبيل مخالف لهذه المُسَلَمَة، يعني فتح نوافذ أخرى ليست شرعية، أو على الأقل مخالفة لتطلعات الشعب.

هكذا فإن صناديق الأنتخابات هي الوسيلة الوحيدة، التي تتشكل بها الحكومات بعد كل دورة أنتخابية، وهي الوسيلة الفضلى للتداول السلمي للسلطة، وأي وسيلة أخرى تعني إنقلابا على الدستور، وإن كان بأدوات ناعمة.

على مر السنوات الأربع المنصرمة، جرى تمييع عمدي للتعددية الحزبية والسياسية، وكان واضحا أن هناك توجها لشيطنة العمل السياسي، وكان الهدف الأكبر في كل ذلك، هو القوى المجاهدة ومحور المقاومة، وبعد الأنتخابات، جرت عملية عمدية لخلط للأوراق، من خلال طرح فكرة أن يتبوأ المستقلين المناصب الوزارية، في مخطط عابث بالثوابت الوطنية ومنها الدستور، ما فتح الباب الى أن تتحول السياسة الى طموحات إنتهازية، لخدمة أغراضها الذاتية والفئوية.

قصة إستيزار مستقلين، تمثل إنقلابا ناعما على الدستور وعلى الأرادة الشعبية، وكان بإمكان من يوصفون بانهم مستقلين، أن يتقدموا الى الأنتخابات، شأنهم شأن القوى السياسية العراقية، وتحت أي مسمى يختارونه، وأذا حققوا نتائج تؤهلهم لأن يشكلوا حكومة، فسيكون ذلك أمرا دستوريا مرحبا به، ولا يمكن لكائن من يكون إلا القبول به، وسيحظون بدعم شعبي، لتنفيذ البرامج التي يتحدثون عنها.

كلام قبل السلام: أما أن يجري تسويقهم، على حساب الأستحقاقات الوطنية والسياسية والمكوناتية، فتلك قصة أخرى تعني إنقلابا على الدستور بكل التوصيفات والمقاييس.

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك