المقالات

إنقلاب ناعم على العملية السياسية..!

2067 2018-10-25

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

صحيح أن العراق يواجه مشكلات، في بناء الدولة وفي علاقة المواطن بها، وفي مخرجات نشاط الدولة المتلكيء، وصحيح أن أحد أسبابها الأنسادادات المستمرة، التي رافقت العمل السياسي، أما بسبب تصميم العملية السياسية، أو بسبب قلة الخبرة السياسية، أو بسب الفساد الذي أستشرى في مؤسسات الدولة، لكن الأصح هو أننا استطعنا بناء نظام سياسي، نستطيع أن عده كمنجز، تم إنشاءه على أنقاض أعتى ديكتاتورية، عرفها العالم منذ فرعون.

هذا النظام السياسي، مكون من مفردات، واجبة الألتزام بها، وإلا فإننا خلافها سنذهب الى الفوضى، التي يمكن أن تعيدنا الى الديكتاتورية، وإن بثياب مختلفة.

لدينا دستور، صوت عليه 72% من العراقيين قبولا، وكتبته أياد عراقية خالصة، وكانت هناك معونة أممية، أكسبته أعترافا دوليا، فضلا عن أنه تمت كتابته، تحت أنظار المرجعية الدينية، التي عرفت بأبوتها لجميع العراقيين، الذين كان هناك من يمثل مكوناتهم في كتابة الدستور..

على الرغم من أن ثمة هنات ومشكلات في تطبيق الدستور، إلا أن منزلته أكتسبت شرعية عالية، لكن ثمة من وجد في تطبيق الدستور، ضربا لمصالحه الفئوية والشخصية، أو مخالفة للأجندات المشبوهة والخارجية.

دستورنا يؤكد أن نظام الحكم في العراق برلماني، بمعنى أن السلطة العليا بيد الشعب عبر ممثليه، وهؤلاء يتم التوصل لتحديدهم، عبر عملية أختيار معقدة، ومن خلال نافذة واحدة هي نافذة الأنتخابات، التي تفضي بالنتيجة الى تشكيل حكومة، تولد من رحم إختيار الشعب، من خلال التعددية الحزبية والسياسية، واي سبيل مخالف لهذه المُسَلَمَة، يعني فتح نوافذ أخرى ليست شرعية، أو على الأقل مخالفة لتطلعات الشعب.

هكذا فإن صناديق الأنتخابات هي الوسيلة الوحيدة، التي تتشكل بها الحكومات بعد كل دورة أنتخابية، وهي الوسيلة الفضلى للتداول السلمي للسلطة، وأي وسيلة أخرى تعني إنقلابا على الدستور، وإن كان بأدوات ناعمة.

على مر السنوات الأربع المنصرمة، جرى تمييع عمدي للتعددية الحزبية والسياسية، وكان واضحا أن هناك توجها لشيطنة العمل السياسي، وكان الهدف الأكبر في كل ذلك، هو القوى المجاهدة ومحور المقاومة، وبعد الأنتخابات، جرت عملية عمدية لخلط للأوراق، من خلال طرح فكرة أن يتبوأ المستقلين المناصب الوزارية، في مخطط عابث بالثوابت الوطنية ومنها الدستور، ما فتح الباب الى أن تتحول السياسة الى طموحات إنتهازية، لخدمة أغراضها الذاتية والفئوية.

قصة إستيزار مستقلين، تمثل إنقلابا ناعما على الدستور وعلى الأرادة الشعبية، وكان بإمكان من يوصفون بانهم مستقلين، أن يتقدموا الى الأنتخابات، شأنهم شأن القوى السياسية العراقية، وتحت أي مسمى يختارونه، وأذا حققوا نتائج تؤهلهم لأن يشكلوا حكومة، فسيكون ذلك أمرا دستوريا مرحبا به، ولا يمكن لكائن من يكون إلا القبول به، وسيحظون بدعم شعبي، لتنفيذ البرامج التي يتحدثون عنها.

كلام قبل السلام: أما أن يجري تسويقهم، على حساب الأستحقاقات الوطنية والسياسية والمكوناتية، فتلك قصة أخرى تعني إنقلابا على الدستور بكل التوصيفات والمقاييس.

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك