المقالات

مسيرة الحزن السعيدة 

1867 2018-10-24

حيدر السراي

شاء الله ان يراهن سبايا ؟؟! مشيئة الله ليست عبثية ، لا شك ان وراء هذه المشيئة حدثا خطيرا وامرا جللا ، فالله سبحانه وتعالى لا يسره ان يرى بنات حبيبه محمدا وهن يسرن على اقتاب الجمال ، الا اذا كان لهذا المسير ثمرة عظيمة ستتجاوز عام 61 هج بقرون طويلة ، ولم يتوقع هذا الامر او يتخيله كل الذين عاشوا تلك الاحداث ، نعم هناك حيث اعلنت زينب وهي تغادر كربلاء ان الشعب العراقي سينصب لهذا الطف علما لقبر سيد الشهداء لا يمحى اثره ، وسيجتهد طواغيت كل العصور على اطفاء نوره فلا يزداد نوره الا ظهورا.
تحولت زيارة الاربعين من حدث محلي يمارسه العراقيون كشعائر دينية الى حدث اقليمي وعالمي فاق التصور ، وفي كل عام نرى ان صورة الحدث تتضاعف في حجمها وعمقها ودلالاتها وتأثيرها ، وسيصعب جدا لاكثر الباحثين حذاقة ان يتنبأ بتداعيات وتطورات هذا الحدث في السنة القادمة ، وانني لاستشرف ان هناك سرا عظيما لزيارة الاربعين سينكشف عندما يحين حينه وهو ليس ببعيد ان شاء الله تعالى.
احد جوانب بركة زيارة الاربعين هو القدرة العجيبة على اذابة ترسبات الحواجز النفسية بين الشعوب والقوميات المختلفة ، فطبيعة الشعب العراقي انه يترك كل المعايير الاخرى جانبا عندما يتعلق الامر بزوار الحسين عليه السلام ، فلو ان خادم الحسين في احد المواكب رأى عدوه وهو يسير الى زيارة الحسين لما تجرأ ان يمسه بسوء بل تراه يترك كل ذلك ويسارع لخدمته رغبة في الحصول على رضا سيد الشهداء عليه السلام ، ورغم كل الترسبات النفسية التي تركتها السياسة بين الشعب العراقي وبقية الشعوب الاخرى كالكويت وايران ، الا انها سرعان ما ذابت ببركة هذه المسيرة المباركة ، الحرب العراقية الايرانية التي فرضت على الشعبين الكريمين ، وذهب بسببها مئات الالاف من الابرياء كان لا بد ان تترك حاجزا نفسيا كبيرا بين الشعبين وكان يفترض ان يبقى هذا الحاجز لعدة عقود حتى يزول اثره ، الا ان زيارة الاربعين وعلى غير المتوقع ابرزت الفة عجيبة بين الشعبين المسلمين ، نحن هنا لا نتحدث عن زوال الحواجز النفسية فقط وانما حدوث تأثير ايجابي وارتباط عكسي مع الشعب الايراني وهذا ما تعجز عنه كل المؤسسات السياسية التي يمكن ان تعمل بهذا الاتجاه ، وامامكم مجلس التعاون الخليجي الذي من المفترض ان يجمع ما بين دول تربطها جغرافية وقومية وتشكيلة مذهبية متجانسة ، الا ان ابسط توتر سياسي يظهر بوضوح مدى التنافر بين شعوب هذه المنطقة وقصة حصار قطر ليست بعيدة عن الذاكرة.
مانتوقعه ان زيارة الاربعين ستشكل محور متغيرات كبرى في الشرق الاوسط وهذه المتغيرات ما زالت تنضج على نار هادئة ، اقول ذلك بثقة مطلقة ، ولذلك ايضا فإن مسيرة الحزن الزينبي ستكون نهايتها سعيدة ان شاء الله تعالى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك