بقلم : سامي جواد كاظم
كل وسيلة اعلامية يكون منهجها الرئيسي هو فكر واعتقاد الممول وعلى هذا الامثلة كثيرة خذ مثلا الجزيرة او العربية او حتى المنار والعالم وهذا يتبعه الصحف . وحوارنا اليوم مع جريدة الشرق الاوسط وما لها من هنات وهنات في ما يخص الشيعة فكان لها مقال تحت عنوان ايام في طهران للكاتب عائض القرني المنشور بتاريخ 13/1/2008، فتضمن هذا المقال النهج المتبع لدى مشايخ الوهابية في اتباع الطريق الكلاسيكي الممل ،مجرد ان غايته تهييج عواطف من هم لا اطلاع لهم حقيقي على كتبهم قبل كتب الشيعة .
ولست هنا بذكر مصادر التاريخ المعترف بها من قبل الوهابية قبل الشيعة لتفنيد ما ذكره كاتب المقال ، فان لهذا لا يتسع المقال . المهم يقول كاتب المقال ان سفره هو وزملائه لغرض البحث عن ديوان الشاعر الشيرازي ولكنهم وجدوا وهذا على حد قولهم (وسألنا عن كثير من كتب أئمة الإسلام المشهورة، فلم نجد لها عيناً ولا أثراً، مع العلم أن هذه الكتب ليس فيها مصادمة للفكر الشيعي،) وانا اسال كاتب المقال وكل من يقتنع به اذا كانت الكتب السلفية والوهابية التي تنال من الشيعة موجودة في مكتبات الشيعة وسهلة التناول اضافة الى كتب الحديث من البخاري وفتاوى ابن تيمية وهلم وجرى ، اذا هذه موجودة في المكتبات فما بال الكتب التي لا تتعارض مع الشيعة غير موجودة ايعقل هذا ياعقلاء ؟! ، والشيء بالشيء يذكر وطالما انك اثرت هذا الموضوع فاعلم ان اكثر الكتب رواجا في مكتبات الشيعة هو صحيح البخاري ومسلم فهل تستطيع الدولة الوهابية ان تسمح لمكتباتها بعرض كتاب مثل بحار الانوار او الكافي للكليني اسوة بما موجود في المكتبات الشيعية من كتب الحديث السلفية ؟!
واما قولك ان هنالك كثير من الكتب التي (تخبرك هذه الروايات بحال الصحابة مع القرابة، وأن هناك إحناً وبغضاء وعداوة متأصِّلة، وكأن الصحابة لا همَّ لهم إلا الكيد لأهل البيت والتربص لعلي وفاطمة رضوان الله عنهم،) فلماذا لم تذكر عناوين هذه الكتب حتى يكون مقالكم مفعم بالادلة ام ان مجرد كتابة كلام رخيص بهذا الشان ودائما يكون كاتبه ارخص منه ، وانا هنا لست بصدد كشف الحقائق والرد على ما كتبت .
يقول كاتب المقال (إننا ننادي صباح مساء بحرمة دم السني والشيعي،) هل حقا ما تقول اذا كان لك همة في الاطلاع على ديوان شاعر والسفر الى طهران لماذا لا تكون لك همة في الاطلاع على فتاوى اقرانك من المشايخ الذين لا يبعدون عنك بعيدا ولا يستحقون عناء سفر حتى تعلم وهن وكذب ما تدعي . واما مسالة تمرير تفسير بعض الايات لما تبغي فهذا طريق سهل على من يتبعكم اما المتضلع والمطلع على تفاسير القران لدى السلفية قبل الشيعة يعلم التحريف الذي تعملون عليه في تنسيب مزايا لمن ترغبون له ان تكون المزية .
ثم ذكر الاخ الكاتب ان السنة هم الاكثر في العالم من الشيعة ولا اعلم هل هذا يعني ان الحق مع الاكثرية ؟ فهل هو جاهل ام يتجاهل ما ورد في القران من ان اغلب مواقف الباطل تكون للاكثرية ( وان اكثر الاعراب لمنافقون )(واكثرهم للحق كارهون )،( َوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ [البقرة : 100]) (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [آل عمران : 110] ) (ُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ [المائدة : 59] )، وكما ان اصحاب الكهف هم على ضلالة لقلتهم ،وغير ذلك الكثير الكثير الذي لا يسعني ان اذكره .
اسرد كاتب المقال في ذكر هناته فقال (لقد درسنا الماجستير والدكتوراه في علم الحديث دراية ورواية، دراسة علميّة مسؤولة محايدة فوجدنا أن تلك الروايات التي تتهم الشيخين والصحابة بعداوة القرابة روايات مكذوبة مزوّرة،) هل ذكر لنا بعض الامثلة على هذه الروايات وطريقة تمحيصها حسب ما يدعي دارس الماجستير والدكتوراه حتى يكون ذلك افضل من الترهات التي ذكرها ويكون افيد لمدعاه ؟!!!.
ويقول (وأدعو إلى تحريم إيذاء السنّي للشيعي والشيعي للسني، السني حرام الدم، والشيعي حرام الدم،) وجه دعوتك هذه الى علماء البلاط الملكي لال سعود ، ولا يفوتني ان اذكر تعقيبا على هذه دعوتك وحسب ما قلت انك في طهران فاذا كان هنالك اذية من الشيعة الى السنة فهل تعرضت لها في زيارتك لطهران ؟! اكيد لم تتعرض بل ولا لرشقة هواء لانك لو كنت تعرضت لهولت وطبلت هذه الرشقة وجعلتها كم هائل من الاهانات والاعتداءات ، ولكن تعلم علم اليقين انك عوملت معاملة لا اقول رائعة بل على اقل تقدير حسنة . اخيرا انا لا ادافع عن الفرس الصفوية انا ادافع عن المذهب الشيعي افهم هذا قبل ان تتجنى عليّ وان كان طلبي هذا مستحيل ولكن فذكر ان نفعت الذكرى .
بقلم : سامي جواد كاظم
https://telegram.me/buratha