المقالات

هل ستوصد المرجعية أبوابها من جديد؟!


قيس المهندس

هو التأريخ يعيد نفسه، بل الأحرى أنه يشِج الزمان بعضه ببعض، ليمدنا بسلاح الحِكمِ والعِبَر، لمواجهة مصاعب الحاضر، ونوازل المستقبل!

من أغوار ذلك الماضي السحيق، تلوح لنا نذر الخيبة، تترجل عن صهوة الزمن، لتخط لنا آفاقاً ضيقة، وتُمنّي فلكنا، بالإبحار في مياه غير ذات أعماق!

هي غصص نتجرعها على مضض، حتى ينتهي بنا المطاف، الى هاوية الذل والهوان، أو تسحقنا حوافر الدهر، بلا رأفة ولا رحمة!

حقيقةً لا نعلم، هل هي من حكمة الحكيم، أم مكر الظالم، أم أنها صنيعة الشيطان؟! فالشيطان أكبر الثلاثة سناً، وأشدّهم مكراً، وأمهرهم حيلة!

بين متاهات ذلك التأريخ المنقوص، وجهل الذوات الغارقة في تخبطات العالم السفلي، وخيلاء الظلم الذي غلً يد الغيب؛ تبقى سفننا بلا مرسى، تقلبها أمواج البحار التي بلا شواطيء!

أصبحنا مثل ذلك العابد العارف، الماثل على أعتاب معبد الأوثان المتحجرة، لا لسان لها؛ فتنطق ويستريح، ولا يمتلك معول إبراهيم ليحطمها! فهو يسجد لطينة لاك مائها وترابها بيده! ولو كان ثمة عدلٍ، لسجدت تلك الأوثان له شكراً وعرفانا! فهو الذي أنشأ لها صرح قدسها، وهو الذي سما بها الى مقادير تبرجها!

قديماً قالها شيخ الطائفة؛ أبن طاووس، حينما خيّر بين الحاكم العباسي الظالم، وبين هولاكو العادل! ولا نعلم هل كان هولاكو عادلاً بالفعل، أم أن مقولته كانت عن تقية؟!

تلك المقولة تزاورت بالأمس، حول أطياف مخيلتي، وأنا جالسٌ أمام شاشة التلفاز، مصغياً الى خطبة الجمعة، التي ألقاها ممثل المرجعية الدينية، في كربلاء المقدسة.

في معرض سرد توجيهات المرجعية الى الحكومة، قال: إن آفة الفساد يجب أن تجتث من جذورها، من كل مؤسسات الدولة، وألا تكون لإستهداف النزهاء والأكفّاء.

جذور الفساد: هم كبار المسؤولين، الذين صمتت الحكومة تجاههم! أما النزهاء والأكفّاء، فهم المغلوب على أمرهم، والذين كانوا وما يزالون، ضحية الوقوع بين فكَّي كماشة الفساد، في رأس هرم الدولة، وترهل مؤسساتها على أثر ذلك الفساد، بين مطرقة الفقر، وسندان السلطة الفاسدة، التي سرقت قوتهم طوال ثمان سنين!

يا ترى هل ستوصد المرجعية أبوابها، بوجه السياسيين من جديد؟! وهل سيبحث الشعب المظلوم، عن حاكم عادل مرة أخرى؟!

كما يقال: لكل مقام مقال، ولكل حادثة حديث، ولن يجدينا الرجم بالغيب، كما إننا لسنا نخشى من شيء، ولكن كي لا نلدغ من جحر مرتين، مهلاً، مهلا؛ فسوف تنبئنا الأيام بما خفي عنا، وليتها تكّذب مخاوفنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك