المقالات

أهملها المستبدون.. وخذلها الفاسدون

1810 2018-10-18

حميد الموسوي

وبرغم تبدل الوجوه كل اربع سنوات .. يأتي اللاحق اسوأ من السابق ؛ويكمل الجديد فساد العتيق.

تشترك جميع محافظات العراق في معاناة ازلية لازمتها منذ تأسيس الحكم الوطني في العراق والى يوم الناس هذا،اذ ركزت الحكومات المتعاقبة اهتمامها وعنايتها بالعاصمة بغداد؛ولم تنل المحافظات الاخرى الا النزر اليسير من العمران والخدمات والصحة والتعليم .واذاكانت محافظات الشمال والوسط والغربية نالت جزءا من الاهتمام فان محافظات الجنوب اهملت بشكل تام لا بل وحوربت ونكل باهلها لأسباب يعرفها الجميع ؛ نكل بها الامويون طيلة ثمانين عاما ،وظلمها العباسيون قرابة الستمائة عاما؛واذاقها الاحتلال العثماني العسف والهوان اكثر من اربعمائة عام ؛وتناساها الاحتلال البريطاني والحكم الملكي اربعين عاما اخرى؛وزادها الجمهوريون خرابا واهمالا وتنكيلا اربعين عاما ثالثة .نعم التقطت انفاسها لأربع سنوات فقط وهي ايام الحكم الجمهوري في عهد الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم من 1958 الى 1963 حيث انقلب عليه البعثيون وقتلوه واعادوا العراق الى دائرة العنف والتنكيل والتعسف. وبرغم انجازهم بعض المشاريع العمرانية والصحية والخدمية في بغداد وبعض المحافظات ؛الا ان محافظات الجنوب نالت الحصة الاوفر والنصيب الاكبر من الخراب والدمار والقتل والمطاردة فضلا عن الاهمال المتعمد وغياب الخدمات الاساسية وانعدام التعليم والصحة والعمران وفرص العمل.

استبشرت محافظات الجنوب بسقوط السلطة البعثية التي ناصبتها العداء واذاقت اهلها سوء العيش والاستقرار ؛وزادها استبشارا ان حكوماتها المحلية تختار من بين اهلها بدئا بالمحافظ ومعاونيه ومستشاريه ؛ومرورا باعضاء مجلس المحافظة والمجالس البلدية ؛ وانتهاءا بموظف الخدمات؛كما ان حصتها المالية تأتي من ميزانية الدولة جاهزة وفق نسبتها السكانية لتستثمر – حسب الاولويات – في اقامة المشاريع العمرانية ؛وبناء وتجهيز المدارس والكليات والمستوصفات والمستشفيات ومحطات الكهرباء والماء والمجاري ؛ وتعبيد الطرق ؛ واقامة الجسور والمعابر ، واستصلاح الاراضي الزراعية ؛وتنظيف الانهار . والاهتمام بالجوانب الثقافية المتمثلة باقامة المتاحف والمسارح والاندية وصالات العرض والاسواق الكبيرة ؛والاهتمام بمناطق الاثار وانعاش السياحة الدينية والمدنية ؛ وفتح مجال الاستثمار في المشاركة باقامة المشاريع التي تم ذكرها ما يوفر فرص العمل للعاطلين .

نعم استبشر اهل الجنوب وظنوا خيرا بابنائهم ؛ لكن حكامهم الجدد – وهم ابناءهم – خذلوهم شر خذلان ؛ وخيبوا ظنهم وزادوهم يئسا وانكفاءا .اذ تنكروا لكل المبادئ التي حملوها ؛ ونكثوا بكل العهود التي قطعوها؛وحنثوا بالايمان التي اقسموها ؛ ومزقوا كل الشعارات التي نادوا بها؛وانقضوا على ما خصص من اموال انقضاض الجشع المنهوم ؛نهبوا المال العام ..شيدوا القصور وبنوا المولات والفنادق الفخمة الخاصة بهم وعوائلهم ..ركبوا احدث واغلى المركبات ..اشتروا الفلل الباذخة في دول الجوار ..وادخروا المليارات في بنوك اوربا.وطيلة الاعوام الخمسة عشر من عمر العراق الجديد لم تنل تلك المحافظات مما كانت تتمناه الا لماظة لا تروي عطشا ولا تسد جوعا .وبرغم تبدل الوجوه كل اربع سنوات .. يأتي اللاحق اسوئ من السابق ؛ويكمل الجديد فساد العتيق.ترى هل تتمكن حكومة 2018 من اصلاح خراب الفاسدين وانعاش الامل في صدور المحرومين من اهل الجنوب خاصة وشعب العراق عامة ؟؟؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك