المقالات

ما هو شكل العلاقة المفترض بين الدولة والأحزاب؟!

1877 2018-10-16

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

بدءأ نشير الى أن القوى السياسية والحزبية؛ ضرورة لاي نظام ديمقراطي، وعمليا هي الخزان الذي يمون الحكومة بالقيادات العليا، شريطة أن تكون تلك القيادات، مالكة للكفاءة والمهنية والتخصص، إذ أن دور القوى السياسية الأساس، هو تعبئة الشعب واعداد البرامج ،والتأهيل للحكم وتقديم الاكفاء المدربين، ومراقبة النظام.

ما هي البيئة التي تنفذ الأحزاب برامجها فيها؟..

إن مساحة عمل الأحزاب؛ هي المجالس التشريعية والمواقع الضرورية، لحسن عمل المسؤولين في مراتب السلطة العليا، وبما تقتضي الضرورة والحاجة؛ والممارسات العملية كما في بقية البلدان، والوصول الى تلك المساحة؛ لا يأتي إلا عبر الأستحقاقات الأنتخابية، اما دون المواقع التمثيلية فيمنع فرض الحزبيين من الاعلى، اذ يعتبر ذلك انتهاك لحق المواطنين.

المنتسب والمستقل؛ يجب ان تكون لهما نفس الفرص في الوظيفة، ومعيارهما الاول والاخير الكفاءة والاعتبارات المهنية، لذلك يفصل فصلا تاما، بين ما هو سياسي وإداري، ويجب أن يُمنع رئيس الوزراء او الوزراء، او المسؤولون في الرئاسات والحكومات المحلية، من زرع انصارهم في المواقع الرئيسية للدولة، والامر نفسه بالنسبة للسلطات الاخرى.

تجربة السنوات الخمسة عشر المنصرمة، من حياتنا السياسية والحكومة، أوصلتنا الى حافة اللادولة، بسبب المحاصصة السياسية والمكوناتية، وللتخلص من هذه الآفة المدمرة، يجب منع المحاصصة منعاً باتاً، وكي نبني نظاما لدولة ثابتة ومستقرة، يتعين أن يترك لرئيس الوزراء حرية اختيار وزرائه، لتشكيل حكومة اغلبية سياسية برلمانية وطنية.

على مثل هكذا حكومة؛ أن تلتزم بالمنهاج الحكومي المناسب لكل مرحلة، والذي بموجبه يمنحه مجلس النواب الثقة.

كي تكون هذه الحكومة منتجة خادمة للشعب، يفترض أن تتعهد القوى السياسية، باعتماد الاغلبية السياسية البرلمانية الوطنية، وليس الاغلبية الطائفية او الاثنية، فرغم ان البلاد قد تحتاج احياناً حكومة يشارك بها الجميع، لكن التجربة برهنت ان النجاح في انجاز المنهاج الحكومي، يتطلب كقاعدة حكومة اغلبية سياسية برلمانية وطنية، تعمل متحدة على تنفيذ المنهاج الحكومي. لتمارس القوى المعارضة عملها خارج الحكومة، بما يقّوم هذه الحكومة ويراقبها؛ وقد يكون بديلاً لها دون مقاطعات، أوت عطيل لعمل السلطتين التشريعية والتنفيذية.

كمقدمة أولى للتخلص من آفة الفساد، الرديف السيء لنظام المحاصصة المقيت، يتعين على الحكومة القادمة، أن تتبنى فلسفة جديدة بالعلاقة مع المواطنين، تتمثل بالحوكمة الألكترونية، والتي ستؤدي تسهيل معاملات المواطنين في كافة دوائر الدولة، وذلك باللجوء الى النظم الالكترونية خلال مدة محددة، للاسراع في انجاز المعاملات وعدم اذلال المواطنين، وبما ينتج تقليصا لحجم المعاملات الورقية، التي هي من الاسباب الاساسية للفساد والغش والتزوير والتأخير.

كمقدمة ثانية؛ للتخلص من التصرف الكيفي بمؤسسات الدولة، وهو الأمر الذي مارسه حزب الدعوة، بتعسف على نطاق واسع، طيلة السنوات الخمسة عشر المنصرمة؛ يجب أن يغلق وبشكل عاجل، ملف التعيينات بالوكالة لكافة المناصب التنفيذية، سواء في أجهزة الدولة والهيئات المستقلة، أو مناصب القيادات العسكرية والأمنية، وأن يحدد ذلك بسقف زمني في البرنامج الحكومي، وأذا تم تجاوز هذا السقف، يُعَدُ جميع شاغلي المناصب بالوكالة، خارج المنظومة التنفيذية، من لحظة تجاوز السقف الزمني المحدد..

كلام قبل السلام: في كل مكان من العالم؛ لا تخطط الحكومات من أجل الفشل، ولكنهم يفشلون فقط في التخطيط، ما خلانا؛ فنحن نخطط للفشل مسبقا..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك