المقالات

المجلس الاعلى شرارة اشعلت الهشيم 

2697 2018-10-14

حميد الموسوي
ذرية بعضها من بعض . ..
وجودها اصلب وارسخ واعمق ..
اداؤها اقوى واوضح وانجح .. 
وجماهيرها هي ..هي ايمانا وثباتا والتفافا . 
بعد ان استفحل طغيان سلطة البعث الصدامي في مطلع ثمانينات القرن الماضي ؛ وعاثت مسوخه الاجرامية بالعراقيين فتكا وتنكيلا وتهجيرا ومطاردة ومقابر جماعية لمجرد الشك والظن والتهمة ؛وبعد تدميره لبنية المجتمع العراقي وتخريب كل ما يمت للخير والجمال والصلاح بصلة ؛وبعد امتداد جرمه وغطرسته الى ساحة الجمهورية الاسلامية في ايران باعلانه حربا ظالمة مع الاشهر الاولى لقيام الثورة الايرانية واسقاط عرش الشاهنشاه الظالم ؛ بعد هذا وغيره الكثير ارتأت فصائل المعارضة العراقية تنظيم صفوفها وتوحيد كلمتها ؛فانبثق المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في السابع عشر من تشرين الاول عام 1982 ؛وحينها اقترح الامام الخميني قدس سره ان يتم اختيار شهيد المحراب سماحة السيد محمد باقر الحكيم قدس سره رئيسا لهذا المجلس بما تمتع به سماحته من كاريزما قيادية؛ وبما قدمته اسرة الحكيم من قوافل الشهداء وبما امتاز به من صفات الورع والتقوى والعقيدة الراسخة والمقبولية لدى جميع فصائل المعارضة ؛بل لدى جميع العراقيين .ومن هذا المجلس المبارك انبثق فيلق بدر الضافر الذي اربك سلطة البعث الصدامي – وهي في قمة تسلطها وجبروتها – بما يقوم به من عمليات استشهادية جريئة في عمق اوكار السلطة الصدامية وفي اخطر دوائرها واسهم في زعزعة اركانها والتعجيل باسقاطها فكان الشرارة التي اشعلت الهشيم ؛حيث قدم مئات الشهداء على مذبح تحرير العراق من طغمة البعث الصدامي الجائرة . وحين سقطت تلك السلطة الغاشمة في نيسان 2003 هبت الجماهير المليونية مستقبلة شهيد المحراب من البصرة ومرورا بمحافظات الجنوب والى النجف الاشرف .نعم التفت الجماهير حول المجلس الاعلى مع وجود احزاب عريقة مثل حزب الدعوة والحزب الاسلامي والحزب الشيوعي وغيرها ؛كونها رأت فيه المنقذ والمحقق لطموحاتها في العيش الكريم والخلاص من الظلم والطغيان .لكن قوى الظلام والعمالة لم تمهل شهيد المحراب حتى يضع برنامج الحكم لعراق ديمقراطي حر جديد حيث اغتالته دوائر الاجرام في ضريح جده الامام علي عليه السلام بعد ثلاثة اشهر من عودته الى العراق ؛ فاستلم الراية عزيز العراق ومن حوله رفاق السلاح والجهاد الرواد ؛ سار وفق ما اراد الراحل الكبير .. تنازل عن كل استحقاقات المجلس الاعلى ؛سلم رئاسة الوزراء لحزب الدعوة الذي تمسك بها لغاية 2018متنكرا لهذه التضحية ومعرضا عن مجازاة الاحسان بالاحسان .وشاءت الاقدار ان تخطف السيد عبد العزيز الحكيم وعمليات بناء العراق الجديد في طور التأسيس ليتسلم الراية السيد عمار الحكيم مكملا مسيرة الراحلين الكبيرين .وككل الحركات والاحزاب والتنظيمات السياسية حين تتسع بمرور الزمن ؛حيث تدخلها دماء جديدة ؛ فتتشعب الافكار والطروحات والاراء ؛ وتتزاحم وقد يتقاطع بعضها مع البعض الاخر؛الامر الذي يستدعي استحداث تطورات فصل لا تؤدي الى الافتراق ؛ كما يحصل في الاسرة الواحدة حين يضيق بافرادها البيت الواحد فتتخذ عدة بيوت منفصلة جغرافيا لكنها متحدة روحيا وعمليا .وهذا ماحصل ...فصارت منظمة بدر ..وصار تيار الحكمة ..وصار المجلس الاعلى : ذرية بعضها من بعض . وجودها اصلب وارسخ واعمق .. اداؤها اقوى واوضح وانجح .. وجماهيرها هي هي ايمانا وثباتا والتفافا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك