المقالات

المجلس الاعلى الاسلامي في ذكراه السنوية

1796 2018-10-11

عمار الجادر

انتصار سياسي محنك واخفاق تنظيمي يحتاج الى درس
بين اشواك المشانق والاعدامات المقننة، شق طريقه فرس اصيل، مغادرا وطنه الاصلي، وهو يصهل للحرية بهيهات منا الذلة، واستقر في وطنه الاخر حيث العقيدة والفداء، لكنه يرنو الى كعبة الاحرار المغتصبة.
انه جسد سليم، معافى من جميع براثن الشرك بالخنوع، وجد مستقره العقائدي في بلاد خراسان، ليخطط لنهضة اخرى في بلاد وادي الرافدين، وقد كانت انطلاقته عقائدية مؤيدة بغطاء مرجعي، لذا كانت ولادته مباركة ليبزغ فجرا ينظر اليه المظلومين، فانجب ابطال بدر الظافر، والقم نظام البعث الحجر المر، خلف سواتر القصب والبردي، وكان لوجود سماحة السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره)، اوجه في استمرار التوفيق والنصر.
لقيادات المجلس الاعلى الاسلامي سطوة قيادية مخضرمة، كيف لا؟! وقد ترعرعوا في ذراع ولاية الفقيه، وانتهلوا العزم والاصرار من قيادة كمحمد باقر الحكيم، فاصبحوا ثمرة الجهد الذي اختلط ثمره بالعرق والعلق، وقد خاضوا غمار مقارعة الظلم حتى النصر او الشهادة، ومن هنا بدأت قصة ولادة عراق الحسين ع، ليعودوا الى وطن انهكته حقبة اليعث الصدامي المجرم، ليمارسوا جهاد من نوع اخر هو جهاد الثقافة.
لقد كان هم قوى الاستكبار، بعد العراق الجديد، هو تفكيك ثقافة المجلس الاعلى الاسلامي، ولا يكون ذلك الا بقتل مرشدهم الروحي سماحة السيد محمد باقر الحكيم، فواجهوا خطر بعد ذلك بوجود عزيز العراق، وبعده كان لصعود نخبة شبابية جامحة بنشوة غرور الشباب، الاثر الذي زعزع هذا الكيان الصلب، حيث من غير الممكن الجمع بين ثوابت عقائدية، ومتحركات شبابية تتبع هوى الشارع الذي تمرض بالافكار التحررية الزائفة.
اليوم يعود المجلس الاعلى الى سابق عهد المخضرمين، اولئك القادة الذين يبعثون بعلاجهم الى المجتمع الشبابي وان كان لا يرتقي لذوق الثقافات الشبابية المسمومة، فهو مر لديهم لكنه الترياق الشافي من ثقافات دخيلة، هدفها النيل من عقيدة الشاب الذي يقارع الظلم، ورغم ان الارض لم تكن مفروشة بالزهور، حيث اعلام الشباب المنحرف، لكن بدى واضح انتصار السياسة المحنكة باول مضمار سياسي بعد عودة المجلس الجديد.
انتصر المجلس الاعلى الاسلامي سياسيا في تشكيل الحكومة، رغم ان ليس لديهم فوز انتخابي، وهذا دليل على حنكة القادة المخضرمين، وانقاذ العراق من مخطط كاد يطيح به سياسيا، كما كان دورهم بارز في التصدي للهجوم الداعشي العسكري، لكنه لم يتعافى تماما، فعودة المنتفعين الى قيادة فروعه في المحافظات، تجعل منه جسد مريض تنظيميا، وقوي في القيادة فقط، وهذا ما لا يحمد عقباه، فعلى الرأس ان ينشط دوره في الرقابة على باقي اجساده.
عام اخر يتجدد لمؤسسة شيعية تعد شوكة في عيون الاستكبار، وبعد حسم غمار السياسة هناك حرب شرسة ستطال المجلس الاعلى الاسلامي، وسيكون التركيز على الرأس حيث القيادة المؤثرة، هل سيمضي قيادات المجلس في تصحيح باقي الجسد؟ ام سيفجعنا برحيل قادة عقائديين عنه!

 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك