المقالات

الوجه الأمريكي القبيح

2056 2018-10-01

قاسم العبودي

بذات الوجه القبيح ، وتلك السحنة السمجة ، أطل عينا مهووس أمريكا ترامب قبل أيام من على منبر المؤسسة الأممية الغير متحدة ألا بالأسم فقط . أدلى دلوه بمياهه الآسنة التي زكم أنفوف أحرار العالم بها , تارة يمينا وأخرى يسارا ملوحا بعصاه الهشة بوجه العالم الذي يصفه مراهق بأمتياز . عز من عز , وذل من ذل , وخاض بأطروحاته التي تنم عن غطرسة واضحة وخيلاء قل نظيره في العالم . أراد ترامب أن يفرض هيمنه على جميع المؤسسات الأممية بدأ من عصبة الأمم مرورا بمنظمة التجارة العالمية التي طالما أختلف معها دوما كونه رجل مال وأعمال بطريقته البربرية المعهودة ، منتهيا بمنظمات البترول الدولية وعلى رأسها أوبك ، ومشددا على زيادة الانتاج مقابل الحماية ( المزعومة ) لدول العربان الخليجية . 
جل ما تفوه به ترامب هو التلويح بالعقوبات الأقتصادية والحرب على الجمهورية . الجمهورية التي أذلت جميع الرؤساء الأمريكين على مدار أربعون سنة قد خلت . الجمهورية التي قضت مضجع كل رؤساء الولايات المتحدة وكل ذيولهم في منطقة الشرق الأوسط . أزبد وأرعد وتوعد العالم كله بأشد العقوبات في حال شراء النفط الأيراني ، في لحظة كانت فيها دول أوربا تبرم أتفاقاتها مع الجمهورية للألتفاف على ما يسمى بالعقوبات الأمريكية . أتفاقات ستكون تأريخية وستغير من سياسة الصبي ( المراهق سياسيا ) لا محالة . 
وبذات الليلة نفسها ، أعتلى المنصة السيد روحاني رئيس جمهورية أيران الأسلامية بتلك الهيبة وذاك الوقار الذي تربى عليه في مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، داحضا جميع أطروحات ترامب الخبيثة التي حاول بها أيهام المؤتمرين الحاضرين . أحتدم الصراع الكلامي وأضحى للرائي ضحالة الدولة الأولى في العالم ، وكيف تصاغرت أمام هيبة رئيس الدولة الأسلامية التي لم تتوانى لحظة واحدة بدعم جميع مستضعفي العالم وأحرارها . سرعان ما تحركت ذيول ترامب الخفية في منطقة الشرق الأوسط لتغرق العملة النقدية الأيرانية بأصفار ما أنزل الله بها من سلطان . لقد ربح ترامب وذيوله جوله من جولات الحرب الأقتصادية ، لكنهم غفلوا عن اللاعب الأيراني ومايملكه من أوراق لم تظهر حتى هذا اللحظة . غفلوا عن صلابة خصمهم الذي تربى على شراسة عدوانهم المستمر منذ سقوط شرطي الخليج محمد رضا بهلوي . مما قرأنا في علم الأقتصاد أن أي أنهيار سريع لعملة بلد ما بلا تمهيد لا يعتبر أنتكاسة أبدية أقتصادية . سيحاول ترامب بكل قسوة الضغط على بعض دول العالم بعدم شراء النفط الأيراني ، لكن ضغطه سيتلاشى تدريجيا ويضمحل عندما تدرك تلك الدول أن سيد أمريكا ومراهقها المهووس يحاول نهارا جهارا الجلوس لطاولة مفاوضات تجمعه مع القادة الأيرانيين للخروج من الزجاجة التي زجه في عنقها ماسوني الكيان الغاصب نتياهو . ترامب سيعود القهقرى مخذولا بعدما رأى حلفائه من دول أوربا كيف يتعاملون مع الجمهورية الأسلامية وقادتها . بدأت بوادر أمل تلوح في أفق الأزمة العالمية التي بدأها ترامب ، والذي سينهيها المفاوض الأيراني بنجاح كعادته . 
دارت عجلة الأتفاقات الأوربية مع قادة أيران على عودة بعض الشركات للعمل في القطاعات المختلفة ، وتعالت صيحات الدول الراعية للأتفاق النووي وألتزام الجانب الأيراني فيها ممما أعطى جرعة أطمئنان لكثير من الشركات الأوربية التي كانت تعمل في أيران ، وبنفس الوقت الضوء الأخضر بالعودة السريعة الى ساحة العمل الأيراني . 
سيجتاز الأقتصاد الأيراني هذه المحنة كما أجتازها في محن سابقة من على يد أعداء أيران الأسلام والثورة ... صبرا آل فارس أن النصر سيصنعه قادتكم . 
وأن غدا لناظره لقريب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك