المقالات

من له الحق بتشريع قتلنا 

901 2018-10-01

فؤاد الطيب

تشهد الساحة العراقية اليوم عودة لموجة الاغتيالات والخطف والاغتصاب التي سادة شوارع بعض المحافظات ومنها بغداد وبابل والبصرة , وكان الاستهداف منظما واختيار الأشخاص المغدورين , أمرا مخططا له مسبقا , حيث يرى بعض المراقبين أن هذه الأحداث ليست عفوية , إنما هي تمهيد لمشهد آخر سيأتي تباعا لما يجري اليوم , ولا نريد القول إن غياب القانون أو القوة الرادعة أدت لظهور تلك الموجة , حيث أن القانون والدستور والقوة الرادعة وأجهزة الأمن وتراكم القضايا على موائد القضاء كلها تعطي صورة واضحة على أن هناك من يعمل للحد من انتشار الجريمة المنظمة . 
ولكن وجود هذه المعطيات أو المؤشرات الأمنية لا يكفي لإيقاف أو الحؤول دون وقوع الجريمة في مكان ما , بحال عدم تماسك تلك الأجهزة التي تعاني أيضا من الترهل والتراخي وغياب العين الساهرة في كل مكان للحد من أي انفلات امني يمكن له أن يحدث ويمر مرور الكرام , وبالتالي تقيد الكثير من الجرائم ضد مجهول . 
لنترك الحديث عن القانون , ونتجه إلى , من يحق له القيام بقتل الناس وإنهاء حياتهم برصاصة ؟ أو تهديد أمنهم واستقرارهم وتنغيص حياتهم وإجبار الكثير منهم على الرحيل وترك بيوتهم أو الهجرة خارج البلاد , من له الحق بإنزال القصاص أو العقاب أو القتل والخطف بحق المخالفين وغيرهم ميدانيا , أو بحق الأطباء وأساتذة الجامعات والكفاءات العلمية والمهندسين والمفكرين والناشطين وضباط الجيش والشرطة , وحتى أصحاب المهن والحرف اليدوية والبسطيات والحلاقين والبنجرجية والكسبة وأصحاب مساطر البناء والعربات الخشبية وصباغي الأحذية ؟ من له الحق للقيام بمهمة تشويه حياتنا بهذه الطريقة البشعة , وخطف أطفالنا واغتصابهم وترويعهم وإزهاق أرواحهم بكل بشاعة دون رحمة , مقابل حفنة تافهة ورخيصة من الدولارات ؟ وتمهيدا لمشرع مليء بالقذارة ملطخ بعار الخيانة ضد العراقيين . 
نحن نعرف جيدا إن ما يحدث في العراق منذ خمسة عشر عاما , وفق برنامج منظم ومخطط له منذ السقوط حتى الآن , ونعرف أيضا إن جميع عمليات القتل والتهجير والخطف والسلب , وحتى الحرائق المفتعلة , هو أمر مفروغ منه نتيجة وجود الكثير من الخصوم والأعداء والمأجورين والمغرر بهم في الداخل والخارج , و الأخطر من ذلك هو ما يتم التخطيط له من الداخل , ونعرف أيضا إن جميع جرائم القتل هذه مدفوعة الثمن وبأرقام ومبالغ كبيرة تنتهي إلى هدف واحد هو استمرار إشاعة الفوضى والخوف بين العراقيين , يساندهم بذلك الإعلام الممول من السحت الحرام . 
لا يمكن لوطن أن يحول دون وقوع الجريمة فيه ما لم يكن أبناءه أوفياء له ومخلصين , ولا يمكن للأجهزة الأمنية أن تنهي ملفات القتل والاغتيالات ما لم يكن المواطن سندا له ورقيبا على كل شاردة وواردة فيه , ربما يقول الكثير من الناس هنا , مالي وما يحدث في العراق فالموت مازال بعيدا عني وعن أسرتي , لكني أقول للجميع إن الموت يجول بيننا والمؤامرات تحاك في أضيق أزقتنا , فعلينا الانتباه والشعور بقدر اكبر من المسؤولية , ولنحافظ على قيمة الإنسان في كل مكان . 
من حيث أن نظرة الإسلام إلى الإنسان نظرةً مليئة بالقيم العالية، ويعتبره ذا مكانة كبيرة ومهمة، فقد كرمه الله تعالى عن باقي المخلوقات , وخصه بالحقوق والحريات وما يكفل له الحياة الكريمة , وخلقه في أحسن تقويم , ومنحه سلطته في الأرض لبنائها والحفاظ على أسسها , وليس الاهتمام فقط بجانب الأسرة والابتعاد عن سائر شؤون الحياة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك