المقالات

الموظف عامل لدى المواطن وليس سيده!

2106 2018-09-30

أمل الياسري

بين كتابنا وكتابكم، تتجول معاملة مواطن مكونة، من عشرات الأوراق الرسمية التي لا داعي لها، في أروقة غرف المؤسسة الحكومية، التي تجبره على الحضور عند الساعة الثامنة، مع أن دوام الموظفين الفعلي يبدأ الساعة التاسعة، ليخرج صفر اليدين قبيل نهاية الدوام، لأن سيده لم يوقع قائلاً: تعال باجر من وكت!

التكاسل الوظيفي، والروتين القاتل المتماشي مع القوانين، التي اكل عليها الزمن وشرب، وهي لا زالت قائمة، وتواجد المستمسكات الأربعة المبشرات بالجنة، والأخلاق السمجة التي يتعامل الموظف بها مع المراجع، أهم ما يميز موظف اليوم، وكأنه سيد متسلط يوبخ عبيده، رافضاً أسلوب الكلمة الطبية، والعمل الصالح المتقن، لذا حللوا لقمة عيشكم!

إن نشر ثقافة الموظف عامل لدى المواطن وليس سيده، إنما تحمل في طياتها جملة من المؤشرات، التي تؤكد عظمة التعاطي بالأخلاق الحميدة، والمكارم الفاضلة في توطيد العلاقة، بين المؤسسات الحكومية والشعب، لأن الموظف الملتزم أخلاقياً وإنسانياً، إنما يعكس عبارة الرجل المناسب في المكان المناسب، والكلمة الطيبة صدقة، فلنعم أجر العاملين!

يمكن أن نطلق على مؤسساتنا الحكومية، إسم مدن الخطايا ففيها قد نعثر على أشياء، كالنظام، والنزاهة، والقانون، والضوابط، ولكن متى ما شاء الموظف ذلك، فإن كانت المعاملة تحتاج الى أسبوع، فبدون ما ذكر سابقاً، وتحت تأثير المحسوبية، والمنسوبية، والفساد الإداري والأخلاقي، يتم إنجازها في غضون يومين لا أكثر!

إستهلاك وقت المراجع بروتين فارغ لا طائل منه، إنما يعني الإستخفاف بوقت المواطن، الذي قد يترك قوته اليومي من أجل إنجاز معاملته، أو قد يأخذ إجازة بصعوبة من دوامه الرسمي، لأنها تحتاج وقتاً ليس بالقليل، وعليه فالموظف يحتمل أن يراجع مؤسسة حكومية، ويشاهد بأم عينه ما يفعله بالمراجع البسيط، أفلا يتفكرون؟

لعبة الغياب والإجازات، باتت مشكلة تواجه مؤسساتنا، ذلك أن المراجع يحاول الحصول، على توقيع واحد لينجز معاملته، فيتفاجأ بعدم وجود الموظف المختص، بحجج الظروف القاهرة، والوضع الأمني، والإزدحام المروري، كما يرفض الآخرون إكمال التواقيع حتى وإن جاز ذلك، لكن الأمور تسير في صالح من يمتلك وساطة، أو فليحرك جيبه التعيس!

كثير من الهدر قليل من البناء، هذا أقل ما توصف به مؤسساتنا، لأن عدم وجود الوازع الديني، يتقدمها مخافة الخالق عز وجل، ومحاسبة الضمير، وهذا إن كانوا يعرفون حديث الإمام الصادق عليه السلام: (ليس منا من لم يحاسب نفسه) فالمرجعية الرشيدة مطالبة، بالإلتفات الى هذا الجانب عند الموظف، والتأكيد عليه!

دعوة الى كل موظفي الدولة العراقية الحديثة، بأن تذكروا قول إمام الهدى، وأمير المؤمنين: (إجعلوا أنفسكم ميدان عملكم وإبدؤوا بتغيير طباعكم، فالباريء سبحانه وتعالى (لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، لذا نحن بأمس الحاجة الى ثورة سلوكية بيضاء، في العمل الوظيفي لأن الموظف، عامل يخدم المواطن وليس سيده!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك