المقالات

الحكومة، مجلس النواب، خروقات كثيرة

1526 2018-09-28

ضياء المحسن

كثيرة هي الخروقات في جسد الدولة العراقية، بدءا من تسمية رئاسة مجلس النواب، وليس إنتهاءا بتسمية رئيس الوزراء ومن قبله رئيس الجمهورية، وذلك بسبب ما اصْطُلِحَ عل تسميته (بالتوافق) وهذا هو الخرق الأول للدستور العراقي، والذي بحثنا فيه كثيرا للعثور على مادة تتحدث عن هذا التوافق الذي أوجدته الكتل السياسية اللاعبة في المشهد العراقي.
الخرق الأخر الذي يمكن تسجيله على العملية السياسية، عدم وجود معارضة حقيقية للحكومة داخل مجلس النواب، فنجد أن جميع الكتل السياسية مشاركة في الحكومة، ومع ذلك تجدها تنتقد عمل الحكومة!
عملية النقد لا يمكن لأحد أن ينكر أهميتها في تقويم العمل، فهي عبارة عن عملية تشخيص للأخطاء التي تحدث أثناء العمل، وكذا في عمل الحكومة، لكننا وفي الدولة العراقية نجد أن عملية النقد هي عبارة عن عملية تسقيط؛ وفي أفضل الأحوال تكون عملية محاكمة للمسؤول الذي لم يستجب لطلبات المستجوب!!
الخرق الثالث هو عدم الإلتزام بالتوقيتات الدستورية التي سنها المشرع العراقي، فها نحن ندخل في الشهر الثاني ومجلس النواب لم يصوت على انتخاب رئيس الجمهورية، وإذا ما افترضنا ان مجلس النواب سيصوت على رئيس الجمهورية هذا الأسبوع، فإن أمام رئيس الجمهورية 15 يوم لتكليف الكتلة الأكبر بتسمية مرشحها لرئاسة الوزراء.
نأتي على الخرق الرابع والأهم من جملة خروقات الدولة العراقية، ألا وهو ترشيح رئيس الوزراء، فرئيس الوزراء المفروض أن يكون مرشح الكتلة الأكبر، لكن كيف يمكن معرفة الكتلة الأكبر، وما هي صلاحيات رئيس الوزراء، هل فعلا أن رئيس الوزراء يستطيع التحكم في عمل وزراءه؟؟؟؟؟
أسئلة كثيرة تجول في أذهاننا لكن دون جواب مقنع، بسبب الإلتفاف على مواد الدستور بحجة التوافق والمشاركة والمصالحة والأبوية وغيرها من التسميات التي نسمعها يوميا، لكن من دون أن يعي قائلها ما يقوله فعلا، فلا رئيس الوزراء مرشح الكتلة الأكبر، ولا نعرف من هي الكتلة الأكبر بسبب التفسيرات المتعددة لها، ولا رئيس الوزراء يمارس صلاحياته بصورة صحيحة؛ إلا في أضيق الحدود والأمثلة على ذلك كثيرة وتملأ مجلدات، ولا يستطيع رئيس الوزراء محاسبة وزير ناهيك عن إقالته إذا لم يقم بواجباته بصورة صحيحة.
بعد كل هذا يأتي السؤال الأهم، ماذا نحتاج لتقويم العملية السياسية في العراق؟
لكي تنجح في عملك يجب ان تلتزم بما وضعته من خطط وتوقيتات لتنفيذ عملك هذا، وهذا ينطبق على عمل الحكومة التي يحكمها الدستور، الذي يعتبر خطة عمل متكاملة لأي حكومة، وإذا ما تم تنفيذ مواد الدستور بصورة صحيحة سنجد جميع العاملين يلتزمون بعملهم بدءا من الموظف الصغير وانتهاءا برئيس الحكومة، بعيدا عن التوافق والمحاصصة وغيرها من المسميات، وأن يقوم مجلس النواب بمراقبة تنفيذ الحكومة لبرنامجها بدقة بعيدا عن التسقيط والترهيب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك