( بقلم : داود نادر نوشي )
لايخفى على أحد أن مؤسسات الحكومة عندما تكون قادرة على أدارة شؤون الدولة وفقا للمعايير والضوابط المتبعة , وحسب الدستور والقانون السائد ,فأن كل المسميات الاخرى سوف تزول ولن يكون لها وجود , وأن كان لها هذا الوجود فسيتلاشى وينتهي , فلا يمكن بأي حال من الاحوال أن تتلاقى هذه المسميات مع الوضع الرسمي والقانوني لمؤسسات الدولة والنابعة من الهيكلية الحديثة للدولة المعاصرة التي تدير شؤونها بنفسها معتمدة بذلك على ألاسس الديمقراطية , ومستندة الى أصوات الناخبين الذين خولوا الحكومة والبرلمان بأدارة شؤون العباد والبلاد ووفقا لبرامجهم المعلنة .
وأعني هنا بالمسميات التي أحدثتها الظروف الغير طبيعية المحيطة بالعراق والدولة العراقية الحديثة ومنها بالتحديد مجالس الصحوة والانقاذ والتي تشكلت في الكثير من المناطق العراقية وخاصة الساخنة منها والتي كانت وبعضها مايزال مرتعا للارهاب والتكفيريين , وأيتام النظام , الذين أوغلوا في ذبح وتهجير العراقيين لدوافع طائفية واحيانا سياسية وعلى الرغم من التشكيل المتاخر لتلك الصحوات وتحقيق بعض اهدافها المعلنة في طرد ومحاربة الارهاب وهو هدف نبيل وينم عن الروح الوطنية للقائمين عليه لاسيما وأن الاهداف نفسها التي تسعى القوى الامنية الى تحقيقها .
ولكن السؤال الذي يطرح بين أوساط العراقيين , هل توجد لعبة سياسية من وراء كل ذلك ,وهل أن اصحاب الصحوات والداعمين لهم سواء كانوا من الامريكان أو من الاطراف السياسية العراقية يريدون من خلال ذلك تحقيق مكاسب سياسية جديدة من خلال ما يطرح الان الا وهو دمج تلك الصحوات في القوات الامنية وهناك خطوات جادة وصريحة في هذا المجال .
ومع تلك التساؤلات فأن الاهداف المعلنة باتت تستتر خلفها أغراض سياسية خبيثه ومدعومة من جهات حكومية واطراف دولية الهدف منها أيجاد مايسمى بالتوازن داخل المؤسسة الامنية العراقية , والتي يدعي اصحاب هذا المشروع أن القوى الامنية العراقية جيرة لصالح جهة اوطائفة معينة ناسين او متناسين أن ائمة التكفير والارهاب هم من حرموا الانتساب الى تلك القوى ومؤسسات الدولة الاخرى وقطعوا الطريق امام اهالي تلك المناطق من الالتحاق بتلك الاجهزة , ورغم كل هذا فأن الابواب مفتوحة أمام من يريد الانتساب لتلك الاجهزة وحماية وطنه من عبث العابثين ومؤامرات الارهاب والصداميين ولكن بنية صادقة بعيدا عن المكاسب السياسية والطائفية التي مازالت مسيطرة عند البعض من السياسيين الذين يتعاملون بالارقام وحسابات الربح والخسارة وكأننا في بورصة مالية نتداول فيها أسهم العراق للبيع والشراء .
أذن نستشف مما يجري ان هناك أيادي خبيثة تسعى من وراء ذلك الى دفع الكثير من العناصر الارهابية ومن المؤسسات القمعية في زمن النظام البائد الى المؤسسة الامنية من خلال مجالس الصحوات والذين دخلوا اليها خلسة بعد أن ضاقت بهم السبل من خلال نجاح خطة فرض القانون , وبهذا تكون الاجهزة الامنية في حال يرثى لها لاسيما ونحن نعاني الى الان من التبعات والتركات في بناء تلك القوى والذي بذل القائمين عليها الكثير من الوقت والجهد لاعادة هيكلتها من جديد , ومع تقديرنا وأعتزازنا للبعض من رجال الصحوة على ما قدموه في سبيل وطنهم ومنهم الشهيد ستار ابو ريشه الا أن البعض كان يخفي اهداف مبطنة تتنافى والاهداف النبيلة التي يجب ان تكون عليها , فالواجب علينا أن لانحمل وطننا منة الدفاع عليه وكأننا أتون من المريخ ومقابل كل عمل شكرا وتقدير ومقابل كل صولة ارباح ومكاسب ففي مثل هكذا حال لانبني وطن ولا نعمر ارض , فما دام العراق للجميع فعلى الجميع أن يكونوا للعراق
https://telegram.me/buratha