المقالات

هل في كل عصر يوجد حسين أم في كل عصر يوجد يزيد ؟

3226 21:09:00 2008-01-10

( بقلم : سيد احمد العباسي )

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ . سورة المؤمنون . صدق الله العلي العظيم . اية 57 ,

في هذه ألايام تمر علينا ذكرى فاجعة الأمام الحسين عليه السلام وموقعة الطف التي حدثت في شهر محرم الحرام . وحدث في مساء البارحة 20080109 في الروضة الحسينية نقل مراسيم تبديل العلم ألأحمر الى العلم الأسود بحضور الاف من زوار الأمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام . في كل سنة وفي أغلب دول العالم يهتم أتباع ال البيت بهذه الشعائر الحسينية حيث تقام التكيات على مختلف أنواعها ويطبخ أتباع ال البيت ( تمن وقيمة ) ويوزع ألمحبين البرتقال والشربت والشاي والماء الذي حرم منه ألأمام ألحسين عليه السلام في واقعة الطف من قبل بني اميه ومنعوه من وصول الفرات . ولذا تجد ألكل يخدم ألأمام الحسين كل على طريقته الخاصة !!ولكن ماذا تعلمنا من ثورة ألأمام الحسين ؟ فنحن في كل موسم وخاصة من هذا الشهر نقيم ألمجالس الحسينية . ولكن الا نحتاج أن نتفهم حركة ألأمام ألحسين عليه السلام ؟ ألانحتاج أن ندرس فكر ألأمام الحسين عليه السلام وأن نفهمه فهما واعيا منفتحا على القضايا ألأساسية كلها التي كانت ألبداية لتحديد طريق ألأنسان من خلال هذه الثورة . ألانحتاج وقفة تأمل ونفكر بعمق أبعاد هذه الثورة ومدى ألأستفادة منها بأقصى مانستطيع حتى ينتفع منها الجيل ألجديد .لأن قضية ألأمام من المسائل ألفريدة في حياة ألأنسان . بل هي الفيصل بين ألبقاء بالحياة أو ألأستشهاد من أجل ألمباديء . ولذلك أصبح ألألتفات الى هذه النقطة من أساسيات فهم الثورة .ألأمام الحسين أبوه ألأمام علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام .

ألأمام الحسين أمه فاطمة ألزهراء عليها أفضل الصلاة وألسلامأخوه ألأمام ألحسن عليه أفضل ألصلاة وألسلام أخواته زينب ألكبرى وأم كلثوم عليهما السلام قال محمد بن طلحة الشافعي : ولد ألأمام الحسين في الثالث من شعبان في ألسنة الرابعة من الهجرة . وقال ابن الصباغ المالكي : وأستبشر به صلى الله عليه وأله وسماه حسينا وعق عنه صلى الله عليه وأله كبشا . وقال لأمه : احلقي رأسه وتصدقي بوزنه فضة وأفعلي به كما فعلت بأخيه الحسن . قال عنه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : من أحب الحسين فقد أحبني .

صفات ألأمام الحسين عليه السلام

كان أشبه الناس برسول الله ( صلى الله عليه وأله ) . كان ربعة ليس بالطويل ولابالقصير واسع الجبين كث أللحية واسع الصدر عظيم المنكبين ضخم العظام رحب الكفين والقدمين متماسك البدن ابيض مشرب بحمرة نشأ في ظل جده الرسول ألأعظم صلى الله عليه وأله وهو ألذي تولى تربيته ورعايته .

عاش ألأمام ألحسين بعد أخيه ألحسن عليه السلام عشر سنين كان فيها ألأمام ألمفترض الطاعة . وهو سبط الرسول صل ى الله عليه وأله وريحانته وثاني الثقلين اللذين خلفهما في ألأمة ( الكتاب والعترة ) وسيد شباب أهل الجنة بأجماع المسلمين .في البداية دعى ألأمام الحسين عليه السلام في المدينة الى مبايعة يزيد على خلاف قناعته لأنه كان يجد فيه فاسق فاجر لايصلح للحكم ولايجده أهلا للحكم والخلافة . وكان ألأمام الحسين يجد نفسه المؤهل الشرعي لأن يكون خليفة المسلمين .

وحاول أتباع يزيد ممارسة الضغوط بشتى أنواعها لتغيير موقف ألأمام الحسين عليه السلام عن يزيد لم يفلحوا أبدا بل وهددوه كذلك !!وعندما لم يستجب لهم ألأمام الحسين عليه السلام قرروا محاربته . ولكن ألأمام الحسين لم يكن يريد أن تحصل معركة في المدينة أو مكة فخرج قاصدا العراق بأهله وصحبه بعد أن أرسل أليه أهل العراق رسائل كثيرة . ووافته كتب أهل الكوفة ووفودهم بالبيعة والطاعة حتى اجتمع عنده اثنا عشر ألف كتاب . على أثرها أنطلق ألأمام الحسين الى كربلاء .وطرحت بعض ألأفكار على ألأمام الحسين بأن يضع يده بيد يزيد وأن يخضع أليه وأن ينزل على حكمه ليتصرف كما يشاء . ولم تقتصر المسألة في عقدة تولي ابن زياد الكوفة من قبل يزيد بل طلب منه هذا ألأخير أن ينزل على حكمه بالأضافة الى نزوله على حكم يزيد بن معاوية .

وهكذا أريد للأمام ألحسين عليه السلام أن يقول لأبن زياد : احكم علي بما تريد !!ولكن بعد مرور قرون طويلة على ثورة ألأمام الحسين عليه السلام ماذا يعني اثارة مثل هذه القضية ؟ وهل بالأمكان أن نتعلم دروسا من فكر ألأمام طيلة مسيرة حياته الجهادية ؟ ولكن من الحكمة ان نقول أفي كل عصر يوجد حسين أم في كل عصر يوجد يزيد ؟ هذا مايجب أن تعرفه ألأجيال لأن ألأمام الحسين عليه السلام تنظر اليه بعض ألأمم قائدا ثائرا على الظلم والطغيان وبعضها يذهب عكس ذلك .

فالأمام سيبقى خالدا في ضمائر الشعوب وحيا الى ألأبد .ويحتاج أن يسأل كل واحد نفسه . مع من وفي أي خطأ لو جاء الحسين عليه السلام ومعه ألقلة ؟وجاء عمر بن سعدي ومعه الرجال والسلاح والمال . فهل يمكن الوقوف الى جانب ألأمام ؟وهناك فرق بين أن نحب أهل ألبيت وبين أن نواليهم . ولكن من هم أولياء الله ؟{إنمَّا وليُكّم اللَّهُ ورَسولُهُ والّذينَ آمنَوا الّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ ويُؤتونَ الزَّكاةَ وهُم راكِعُون} (المائدة/55).

ومعنى أن تكون وليا لله أن تكون مخلصا لله بقدر ماكان أهل البيت عليهم السلام مخلصين له . اذن الحب وحده هنا لايكفي فيما تعني الولاية ألألتزام بالموقف والموقف فكر تلتزمه وعاطفة تعيشها وخطوات تتحرك على مسارها وأن تكون ثابتا في العقيدة لاتغيرك المسائل المادية .

ولذلك يجب أن نفرق بين العاطفة والمباديء وبين الفكرة غير المستقرة وبين المال والجاه !!أن ألتزام قضية ألأمام الحسين عليه السلام تحملنا مسؤولية أن نقف حيث وقف . وأن نتحرك حيث تحرك . حيث أن الأمام كان يتحرك من اجل طلب ألأصلاح في أمة جده . فهل نتحرك في خط ألأصلاح في أمة جد الحسين عليه السلام ؟ في خط ألأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !!

كتبت هذه القصيدة وأسمها : ( سكت كل الكون ) .

من يوم انولد ربك خله بيه ســـــره والملايك بيه طارت للنبي تبشره

نزل جبريل هنه االمصطفه المختار والنبي هنه الطاهره الزهـــــــره

علم من اعلام اهل ألبيــــــــــــــت من صلب النبي العتــــــــــــــره

القلب من يذكر ألأمام حسيـــــــــن من العين ماتشعر تنزل العبـــره

شكد حلمك جبير وصبرك من الله من قررت عالظالم الثـــــــــوره

وشكد حاولت تصلح ابن زيــــــاد وتصلح يزيد الغارك بعهـــــــره

شديت الرحال والملايك ســـــــور حاطت بيك بقدرة ألله وأمــــــره

ونزل جبريل كله للنبي المختـــار ابنك ينقتل ومنه ربع يزيد تتبره

وتظل أمته سنين مختلفيـــــــــــن والحاربه يجر حســـــــــــــــره

بيده حفنه تراب راواه جبرائيــــل أخذهه النبي وخلاهه بالجــــره

ومن هملت دموع المصطفه المختار الملايك عالنبي حزنت كلهه متأثره

حبيب الله كله جبرائيل تعال وياي نروح الكربله الحـــــــــــــــــره

وكف بالطف وعينه عالكعبه تحوم وزمزم والحجر بيها اتذكر شيجره

اذا تصرخ وتبجي المشاعر ياحسين حسين صرخة ظلم للظالم تغيره

واذا جان الكصد للجنه عــــــــزم الجنه هي العزمته فوك الثـــره

وعالحسين اذا دم عليه تبجي العباد لأن ريحانة المختار وسبطه وسره

 كام سلم عالعيال ونار بحشاه الوجد وجيوش اميه عالفرات معسكره

ودع السجاد وزينب والعيــــــــــال وألأطفال ظلت بالخيم تتنطـــره

صال بن الصميده وبن كشاف الكروب والعده من سيفه تكومت مطشره

سكت كل الكون من جرح الحسين وحسين ينزف من جروح مخدره

ماتجف البحر لفحات الهجيـــــــر لأن وي حسين سبع الكنطــــره

عيون زينب صابره وتهمل العين وعجيبه شلون اخته مصبـــــره

اليوم تكدر عينهه تشوف الحسين باجر عياله شلون كلها مأســره

تكدر اذا صرخت يحاميهه الحسين شلون أذا أبن الدعيه خاطرهه كسره

طاحت طيور السمه بالطف تنوح من شافت العدوان تجمعت متكبره

وشافت سيوف العده تصيح الخلاص من اهل بيت النبي المعتبـــــره

كطعت سيوف العده اهل الحسيـن والشمر بالسيف حزه ألمنحــره

نزل جبريل يواسي النبي والزهره البتول وألأمه ظلت بعده كلهه مكدره

سيد احمد العباسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المدرس
2008-01-11
من المؤسف جدا ان نسمع بين الحين والاخر قول حسين العصر او ماشابه ذلك من الاقاويل وهل يصل احدا الى ماوصل اليه الحسين عليه السلام وان الانبياء لتعجز ان تصل الى ماوصل اليه سيد الشهداء ... ان الامام الصادق ع يقول كلنا سفن النجاة ولكن سفينة الحسين اسرع فكيف ياتي كاتب ويصف انسان بحسين العصر ومهما بلغت درجة ومنزلة ذلك الشخص ومثله نسمع زينب العصر ... الحسين وزينب عليهما السلام لايمكن ان يكون لهما مثيل ابدا ابدا اما يزيد فشر منه ذلك المنافق الذي مكنه من رقاب المسلمين والاعتداء على آل الرسول (ص)
متابع
2008-01-11
فقط تعليق على عنوان المقال .. ليس في هذا العصر وفي اي عصر الا سيد الشهداء وريحانة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ولكنفي كل زمان ومكان يوجد يزيد
محمد خارج الموضوع عاجل
2008-01-10
انتباه..انتباه ..مؤامره جديده ضد العراق ...بعد ان فشل الاعلام القومجي العربي في تشويه حقيقة التحسن الامني في العراق من خلال الجزيره والعربيه ودبي الفضائيه ....فقد استنفر العقل التامري لحكام الامارات والسعوديه وقطر بالاضافه للتابعه مصر ..في التحرك السريع على نطاقين لعدم رجوع العراقيين الى احضان العراق وانكشاف من تبقى من البعثيين المتواجدين خارج العراق وحدهم وتامرهم النطاق الاول الهجوم بحمله مغطاة التكاليف الاعلاميه في محطات الجزيره والعربيه ودبي وواجهه اعلاميه (بقصد او دون قصد)نصير شمه بحجة التبرع للاجئين العراقيين في سوريا والاردن وحثهم على عدم العوده للوطن من خلال توزيع المنح وبناء مدارس في هاذين البلدين وضمان عدم رجوعهم للبلد لما سيحقق الرجوع من زيادة في معدلات الامان في العراق والنطاق الثاني التاثير المباشر والاعلامي لزيادة الاعمال الارهابيه من خلال التركيز الاعلامي عليها وعلى افلام قديمه للايحاء بعدم تحسن الاوضاع في العراق فالرجاء من الحكومه العراقيه الانتباه لهذه المؤامره
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك