المقالات

لماذا يستهدف المصلحون ؟

3766 2018-09-23

سجاد العسكري
منذ خلق الله الانسان واستعداده لحمل اعباء الرسالة السماوية , ومن لطف الباري عز وجل بالانسانية ان بعث لهم مصلحين اصطفاهم ليكونوا قدوة البشرية التي يحتذى بها وتضمن سعادة الانسانية جمعاء , وبالمقابل كان هنالك اعداء للمصحلين وكانت تتمثل العداوة بمحاربة هؤلاء المصحلين ليصل الى حد قتلهم ؛لأن مصالح البعض منهم تتضرر ماديا لجشعهم واطماعهم على حساب عامة الناس , والتي طالما كانت العامة مظلومة من قبل افراد معدودة ؛ليأخذ المصلح دوره في الوقوف مع المظلوم ضد الظالم , ويبدأ بحركة تغيرية تعيد الاشياء الى فطرتها التي فطرها عز وجل في الانسان .
لذا كانت من اسباب سعادة الانسانية وجود المصحلون قال تعالى ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ فان مقتضى وجود المصلح هو فرار الظلم , وهو ما فهمه الظالم المتجبر لينصب له العداء والقتل, فكل مصلح يقابله مفسد وجنوده واعلامهم المشوش والمظلل على الانبياء والمصحلين, فهذا نبي الله ابراهيم عليه السلام الموحد الحنيف ارادو احراقه فجعلت النار بردا وسلاما , وهذا شعيب عليه السلام يلاقي الاذى والتهديد من قومه المستكبرين قال تعالى(قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك ياشعيب والذين امنوا معك...) , وكذلك لوط عليه السلام يحكم عليه السفهاء باخراجه والسبب طهارته وعفته قال تعالى( اخرجوا ال لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون) , وكذا باقي الانبياء والمصلحين وخصوصا نبينا محمد ص وهو يقول ((ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت)) ؛ فطريق الاصلاح والمصلح وعر , وفيه منعطفات كثيرة قد تؤدي الى موته لما يحمله من قيم ومباديء تنجي الانسانية من العبودية الصنمية والعقلية المغلقة الى التوحيد والانفتاح بروحية انسانية الفطرة النقية .
وللاسف البعض وهم كثيرين يدعي الاصلاح وهو في الحقيقة يحمل معول لهدم القيم والمباديء ,والتعايش بسلام , والمصداقية لينتفع من مجتمع تسوده عدم الثقة ؛ ليسقط كل شيء ومنهم دور المصلح , والذين يرغبون في اسقاط دور المصلح هم:
• اصحاب الاموال والشهوات والمبتدعين والخوف على جاههم ونفوذ سيطرتهم .
• الاغبياء والمغفلين الذين لا يدركون ماخلف الاصلاح من خير فينعقون مع كل ناعق بلا وعي او ادراك.
• الدجالون باسماء مختلفة كالدين او الاصلاح او المصلحة العامة ...
فالمصلح لا يلتمس دنيا او سلطة اومال , لأنه يحمل رسالة تتضمن : صيانة الكرامة الانسانية , ورفض العبودية والذلة التي يرد بها الطغاة للاحرار, وتعريف المجتمع بدوره والحذر من المكر والخديعة , والحذر من طاعة الاشرار ...
واذا قلبنا صفحات التاريخ نلاحظ ذلك متحقق في ثورة الامام الحسين عليه السلام الاصلاحية وهو يحذر الناس ويستنهض هممهم وايقاض فطرتهم , قال (عليه السلام) محذراً الناس "ولكنكم مكنتم الظلمة في منزلتكم، وأسلمتم أمور الله في أيديهم يعملون بالشبهات، ويسيرون في الشهوات، سلطهم على ذلك فراركم من الموت وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم، فأسلمتم الضعفاء في أيديهم، فمن بين مستعبد مقهور وبين مستضعف على معيشته مغلوب، يتقلبون في الملك بآرائهم ويستشعرون الخزي بأهوائهم، إقتداءً بالأشرار، وجرأة على الجبار، في كل بلد منهم على منبره خطيب يصقع، فالأرض لهم شاغرة وأيديهم فيها مبسوطة، والناس لهم خول لا يدفعون يد لامس".
وهنا علينا ان ننتبه نعم نحن صالحون لا يكفي ؟! بان يكون مجتمع صالح وليس له مصلح يحدد اهدافه , ووسائل واساليب الاصلاح ليكون على الطريق الاصلاح الذي يتحقق به سعادة وكرامة الانسانية , ولنعلم متى ما استهدف المصلح فعلم علم اليقين بأنه على الطريق والمسار الذي خطته له السماء بواسطة دماء الامام الحسين الشهيد عليه السلام , ودماء شهداء الفكر الحسيني, لذا استهدف المصلحون؟!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك