المقالات

من قتل إبن النبي؟!

2233 2018-09-21

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

مع أن شهر محرم الحرام، ليس شهر الهجرة كما يشاع، وبالتالي فإنه ليس أو شهر بالسنة الهجرية، إذ أن الثابت تأريخيا هو أن الهجرة حصلت في شهر ربيع الأول، لكن لأن الخليفة الثاني؛ أراد أن يؤرخ لنفسه أنه صنع تقويما للمسلمين، أمر بأن يكون شهر محرم الحرام، أول شهور التقويم القمري، الذي أصبح فيما بعد تقويما للمسلمين.

الحكم الإلهة أجرت المقادير خلاف ذلك، إذ حينما يحل شهر محرم الحرام، فإنه يحل بكل ثقل احداثه التأريخية، ووقائعه السوداء، وبات هذا الشهر الكئيب، يؤرخ لأشد الأحداث دموية في تاريخ المة الإسلامية، ولتكون أيامه العشر الأولى، شاهدة ابدا على كلح وجوه تلك البداية الشوهاء..

61 سنة فقط بين هجر الرسول الأعظم؛ صلى الله عليه وآله وسلم، حينما أستقبله أتباعه الجدد، بنشيد :طلع البدر علينا من ثنيات الوداع"، وبين يوم قتلوا إبن بنته الذي قال عنه الجد النبي، ولدي هذا سيد شباب أهل الجنة، لم يقل سبطي أو حفيدي كما تعرافت العرب، بل قال ولدي وأردف ريحانتي!

بعد 1379ى سنة من ذلك الحدث الرهيب، هل يمكن لواحد منا فقط، واحد فقط ليس أكثر، أن يكون جريئا ويعترف أننا ومنذ ذلك التأريخ، أمة واحدة؛ ولكننا لسنا أمة موحدة؟! من منا يستطيع أن يصفع التاريخ ويهزا به متحدثا بواقعية أن خلافا عمره 1440 عام ما زال يتفاعل؟ من منا لا يرائي ويقر، أننا منقسمين الى خندقين، أحدهما خندق حق والآخر ليسه؟! ومن منا "يحط" النقاط على الحروف، ويثبت في دفتر مذكراته على الأقل، أن مشكلتنا تكمن في التفكير الأحادي الأبعاد؟

تفكير ليس له طول ولا عرض، ولا سمك ولا إرتفاع، ولا زمان ولا مكان، تفكير نقطوي يدور حول نفسه، في نقطة هي بعد "المكان"، الى ما شاء من المرات والمرات، التي هي بعد "الزمان".

إذا وجدنا فينا؛ من يكون بهذه الجرأة، نكون قد قاربنا بشكل أولي، محاولة فهم الوضع العراقي والإسلامي بشكل عام..ومع أن ألعراق هذه الأرض؛ التي حملت عبيء جريمة قتل إبن النبي، حيث يبدو الماضي هو الحاضر، إلا أن هذه الجريمة باتت الحدث المفصلي الأهم، في تاريخ الأمة التي قتل حكامها الطغاة إبن النبي. مفصلية واقعة الطف التاريخية، لا تنبع من الحدث بحد ذاته، ولا من مأساويته، لكنها تنبع من أنها تتعدى بعدها التاريخي؛ لتصبح واقعا معاشا، ويؤثر في حياة الأمة.

القضية الحسينية ليست قصة يتداولها الحكاة، وإنما باتت مصنعا دائما لأمة، ليست الأمة التي وقف يوم العاشر من محرم عام 61، بالضد من الحسين عليه السلام والقضية التي نادى بها، وما يزال أتباع آل سعود والدين الوهابي، يقفون نفس الموق، لأنهم الورثة الشرعيين، لقتلة إبن النبي!

تزداد مفصلية واقعة الطف اثرا وتأثيرا؛ أنها صنعت جزءا من الأمة، هو الأكثر حيوية فيها، لأسباب موضوعية وذاتية..

كلام قبل السلام: الشيعة هم ذلك الجزء الذي يشغل "مكان" صنع "الزمان"!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك