المقالات

أزمة الفكر وأزمة الثقافة العربية

1284 19:32:00 2008-01-09

( بقلم : صباح محسن كاظم )

ان البنية الثقافية والفكرية والمعرفية، بأمس الحاجة الى فضاء الحرية ،والتخلص من  قادة الاستبداد ،والخروج من معطف السلف من خلال اقامة الدليل والحجج المنطقية والعودة الى التراث الصحيح وأأئمة الهدى، والابتعاد عن الزيغ والضلالة والباطل واتباع السلطان الجائر الذي سوغ له الفقيه السلطوي باتباعه برا أو فاجرا

ان ثقافتنا العربية بحاجة الى ترميم في بناها التحتية ففي تقرير التنمية الانسانية العربية .... ينخفض عدد الصحف في وطننا العربي ،الى اقل من (53) لكل الف شخص مقارنة مع (285) صحيفة لكل الف شخص في الدول المتقدمة، اما بالنسبة للحاسوب اقل من (18) حاسوباً الى كل الف شخص مقارنة مع المتوسط العالمي(783) حاسوبا لكل الف شخص ،اما الكتب المترجمة لكل مليون عربي في خمس سنوات (44) كتابا بينما يبلغ (519) كتابا في المجر (920) كتابا في اسبانيا لكل مليون شخص...

أما التقرير الاخير في السابع من هذا الشهر يعد كارثة غيرمتوقعة (100 مليون أمي عربي) رقم مرعب ..رقم مهول..رقم يثير القرف والاشمئزاز عن التخلف العربي (100مليون أمي عربي) أين ثروات النفط ؟ لماذا لاتصرف في مواردها الحقيقية على التعليم والصحة والتكنلوجيا ،المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) اليوم الاثنين من خطورة ظاهرة الامية التي لا تزال مرتفعة في العالم العربي حيث يبلغ عدد الاميين قرابة 100 مليون نسمة.. هذا التقرير الذي أعلن في 7-1-2008 ور أت الالكسو في بيان بمناسبة الاحتفال باليوم العربي لمحو الامية ان "البيانات الاحصائية حول واقع الامية في الدول العربية تشير الى ان عدد الاميين لدى الفئات العمرية التي تزيد عن 15 عاما بلغ قرابة 99.5 مليونا" وتابعت ان "معدل الامية في المنطقة وصل الى 29.7بالمئة".

واوضحت المنظمة ان 75 مليونا من اجمالي الأميين العرب تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاما. وتزيد معدلات الامية بين النساء حيث يعاني قرابة نصفهن منها (46.5 بالمئة). واكدت الالكسو ان الاعداد الكبيرة للاميين في الدول العربية "تعبر عن فجوة بنيوية عميقة تؤثر على تطور المجتمع العربي كما تترتب عنها نتائج سياسية واجتماعية واقتصادية بالغة الخطورة". وقال البيان انه "بالرغم من الجهود العديدة التي بذلت على الصعيد العربي لم يرتق ملف الامية الى مستوى الاهمية التي ينبغي ان ينالها في المنطقة العربية التي تعد 335 مليون ساكن..

ان غياب الممارسات الديمقراطية ،وحقوق الانسان .وسياسة القهر وسياسة استعباد الناس وجعلهم قطعانا لقيادتهم التي تملكت رقابهم ،أدى الى هذه الفجوة العميقة في التخلف،حقا انها كارثة في القرن الواحد والعشرين،انها مأساة الامة التي نزل فيها القرآن وفي أولوياته (اقرأ) واطلق الرسول الاسارى بعد تعليم كل واحد منهم الى عشرة من المؤمنين..غريبة حقا في عصر الفضاء والكومبيوتر والانترنيت ونسبة الامية أكثر من ربع العرب يا امة ضحكت من جهلها الامم،المسؤولية الكاملة على عاتق حكام هذه الامة المبتلاة بالظلم والجهل والتسطيح والتصفيق،ألم يقل أحد الشعراء لهدام لولاك ماطلع البدر لولاك ماخلق البشر من هاالمال حمل اجمال وأحدهم تميز بقصص عن وصايا القائد وآخر يوقع له بدمه وفقيه يجوز له كتابة القرآن بدمه، فكيف تتعلم الامة؟؟؟..... ان أسوء كوارث الامة بجهلها المعرفي والفكري الذي ينعكس بسلوكيات الارهاب والقتل والعنف والغاء الاخر،ويفرح حكام الجور من الملوك والامراء والرؤساء لهذا الجهل ليسوقوا بضاعتهم الفاسدة والكاسدة،وكذلك يفرح فقهاء التخلف في زرع الفتنة الطائفية وانحراف الامة بتضليلها عن اتباع المنهج العقائدي السليم الذي اوصى بأتباعه القرآن الكريم (قل لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى)(انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا)وقال ابن عباس :حبر الامة ربع القرآن في أهل البيت فكل آية فيها ياأيها الذين آمنوا فعلي أميرها لأنه أول مؤمن بالاسلام وقال: الحبيب المصطفى (مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها فقد نجا ومن تركها غرق وهوى..اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وعشرات الوصايا بأتباع اهل البيت ومشايعتهم لكن الجهلة يطبقون كف الافواه وحجب الحقائق لتبقى الامة بجهلها متبعة معاوية ويزيد والحجاج وابن تيمية وصدام،الا أن هناك اكثر من 600 عالما ومفكرا استبصر للحق من الدكتور التيجاني التونسي ،والكاتب المغربي ادريس الحسيني ، والمحامي الاردني أحمد حسين يعقوب، والعالم اللبناني احمد الانطاكي وشقيقه،والعالم السوري حسين الرجا ،والعالم السوداني محمد حسن، وعشرات من ابناء الامة ....الذين استناروا بعلم واتباع اهل البيت وخرجوا من جهلهم المعرفي والثقافي.وقد ذكر الاغلبية منهم في مؤلفاتهم ان للامام الحسين دور مؤثر في إقتدائهم به كناصر للحق ومدافعا عن القرآن والقيم والمثل والمباديء،وإن المنحرفين عن الجادة الصحيحة هم أعداء الدين والاسلام من الاولين الى القتلة المؤجورين في كل عصر ومصر فكل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء ،ومن درس الحسين في نهضته استقى غاندي وماو تسي تونغ والشعب الفيتنامي واللبناني والايراني وكل الاحرار والثوار في الانسانية ،العبر واستلهام المثل والقيم النبيلة التي نهض من أجلها سيد الشهداء.ان الامة التي انجبت النبي، واهل بيته، والامام الطبري ،والامام الشافعي، والامام محمد عبدة ،ومالك بن نبي، والامام محمد باقر الصدر، حري بها أن تخرج من أميتها في عصر الفضاء والليزروالهندسة الوراثية لتلحق بالركب الانساني....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك