( بقلم : حامد جعفر )
حدثني صديق لي فيلي قال: قبل اكثر من عشرة أعوام, عندما كنا نجوب العالم هربا من جور صدام والبعثيين مريضي الضمير , جمعتني احدى رحلات الغربة بطبيب كردي كان قياديا كبيرا في الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم اليوم في شمال العراق. ودار بيننا حوار تاريخي عن القائد صلاح الدين الايوبي الذي جعله زميلي القيادي الكردي في مصاف الانبياء وأكثر بطولة من هرقل الجبار أو ربما من سيد الابطال و معجزة الاسلام علي بن أبي طالب (ع) . بيد اني و بحسن نية استنكرت عليه ذلك وقلت له: لا شك أن صلاح الدين كان قائدا أسلاميا عظيما الا أنني قرأت مقالا تاريخيا ينتقده و يتهمه في كثير من مواقفه بالانانية ومجاملة الفرنجة . فما كان من زميلي الكردي الا ان هب بوجهي كما تهب العاصفة و نسي تماما ادب الحوار , وقال لي بحدة: انتم الشيعة تكرهون صلاح الدين لانه قضى على الفاطميين في مصر و قلع عيون رجال الدين الشيعة وملأ محاجرها رمادا وفرض بالقوة المذهب السني.. فقلت له وأنا أحاول ان أسكن غضبه: ذلك لم يدر في حسباني قط, كما انني كردي أيضا فكيف أسيْ لقائد عظيم من قومي اتشرف به وافخر بما انجز من نصر , وكل ما بالامر انه لايوجد بشر كامل تماما الا الانبياء و الانسان خطاء . ولكنه كشر عن انيابه في وجهي وراح يتاملني بازدراء وقال موكدا: أنت فيلي و الفيلية ليسوا اكرادا !!! هكذا ننظر اليهم. انتم فرس ومكانكم ايران انتم شيعة ونحن سنة واللغةالفيلية غيراللغة الكردية وربما هي اقرب الى الفارسية .. فلا تدعي ثانية انكم اكراد لاننا لا و لن نعترف بكم أبدا .. هنا انتهى صديقي من سرد هذه القصة المؤلمة.
عندما سقط صدام بادر القادة الفيليون المغرضون ليعلنوا عن كرديتهم و ينضموا الى الاحزاب الكردية ليشدوا من أزرها و يكثروا من أسهمها في الانتخابات ظنا منهم انهم سيتقاسمون المكاسب مع اخوانهم الاكراد في الشمال ... كانت النتيجة ان حصل الاكراد على كل شيء وخرج الفيلية من المولد بلا حمص صفر اليدين...
الفيلية قومية عراقية بحد ذاتها لها خصوصيتها كما للاكراد او التركمان خصوصيتهم ولكن قيادييهم الضعفاء باعوهم بابخس ثمن وضيعوا حقوقهم من اجل الاخرين ... وها هي بيوتهم المسلوبة مايزال العفالقة يسكنونها وتلك مقابرهم لم يكشف عنها بعد كما سعى الجميع للكشف عن مقابره ... بعد تهجيرهم وسرقة اموالهم ومصادرة ممتلكاتهم انتشروا في ايران ودول الغرب وتلك هي مقابر كبار السن منهم والمرضى الذين لم يحتملوا قسوة التهجير الصدامية تنتشر في ايران وليس في كردستان التي كانت شبه مستقلة ولم تاويهم.. ذلك لان صداما ادعى كما ادعى الاكراد انهم ايرانيون لمجرد انهم شيعة .ايها الفيليون : لم يعترف بكم صدام كعراقيين وطردكم وهجركم, ولم يعترف الاكراد بانكم منهم لنفس السبب.. فلماذا تصر قياداتكم على الالتصاق بمن لايحبه والانتماء لمن لايعترف به .كونوا احرارا واتحدوا واعلنوها صريحة انكم عراقيون فيليون وحسب .. هذه هي قوميتكم وهذا هو حزبكم وبغير ذلك لن تحصلوا الا على الهواء.
حامد جعفر صوت الحرية
https://telegram.me/buratha