المقالات

صحوة السنة وغفوة الشيعة

1817 15:16:00 2008-01-09

بقلم : سامي جواد كاظم

المعروف عندما احتل العراق لوحظ ان اغلب المناطق ذات الكثافة السكانية السنية دخلتها القوات الامريكية من غير مواجهة ونخص بالذكر محافظات الانبار وصلاح الدين والموصل وبغداد وان كان هنالك شتات من المواجهات المتفرقة هنا وهناك لم تؤثر على القوات الامريكية . وانتهت المعارك حسب ما اعلنها بوش اعتقد في شهر مايس 2003 وبدات مرحلة جديدة في حياة العراقيين .

العلامة البارزة للاعمال الارهابية التي حدثت في عموم العراق انها تحدث وتنطلق من المناطق السنية فالانبار والفلوجة وعلى مدى ثلاث سنوات كانت تصحو وتنام على صوت الانفجارات والاسلحة الخفيفة والمتوسطة مع مشاهدة الجثث والدم يوميا ، ناهيك عن الذين هجروا من مناطقهم بين الشيعة والسنة المسالمين الذين لا يؤيدون هذه الاعمال .

اما في بغداد فالمناطق السنية فقط هي التي يطلق عليها بالساخنة لما يحدث فيها من اعمال ادت بارواح الكثيرين من الابرياء بغض النظر عن مذهبهم ، وعلى سبيل المثال العامرية والدورة والاعظمية والغزالية واطراف بغداد الجنوبية والشمالية والغربية , المهم الذي يستحق الالتفات اليه لماذا هذه الاعمال تحدث في المناطق السنية وما هو الهدف من ورائها وهل تحقق المطلوب او المرجو منها ؟! هذه اسئلة تبحث عن اجوبة .

في الوقت الذي كان اهالي المناطق السنية لا يستطيعون الخروج من بيوتهم بعد الثانية عشر ظهرا نجد ان المناطق الاخرى تسرح وتمرح في الشوارع والاسواق الى الساعة الثانية عشر ليلا ، في الوقت الذي نرى ان حركة التجارة وعمل الاسواق منتعشة في المناطق التي لا توصف بالساخنة نرى ان الجانب الاخر لا يستطيع الحصول على مفردات البطاقة التموينية المخصصة لهم . بل وحتى دور العبادة كانت على النقضين في الجهتين فهنا عامرة باهلها وهناك متروكة وحتى انها استخدمت كثكنة عسكرية او محكمة شرعية وعلى ذلك الكثير من الادلة ، فكم من جامع داهمته القوات الامريكية وعثرت على اسلحة ومستمسكات مهمة وحتى على جثث مقطوعة الراس .

ديالى مدينة البرتقال والمحبة والتي عمرها ما فرقت بين ابنائها ماذا حدث لها عندما عشعش فيها عناصر القاعدة الارهابية ابتداءا أي منذ السقوط تركت هذه العناصر تعبث في عباد الله ولا من رادع وكانت مهجورة بسبب التهجير والان حمراء بسبب الدماء .

اللهم لا شماتة ولكن اقول ماذا جنت المناطق الساخنة على مدى اربع سنوات من الاحتلال، ولفت انتباهي خبر اثلج صدري مفاده افتتاح اذاعة في الفلوجة ، واتمنى ان تستخدم للنهوض الفكري الثقافي الاسلامي المبني على حب الغير .

اليوم نرى ان المناطق السنية تطالب بالاعمار اكثر من غيرها ، نشاهد اليوم الكثير من اصحاب الغيرة والشهامة التي كانت في غفوة سابقة صحت على واقعها المرير ووجدت ان من يعبثون بهم هم من ذويهم لا من الطرف الاخر الذي يقاتلونه .

بالتاكيد هذا امر لا يروق لمن يعشق الدماء من ابن لادن وغيره من الحثالات فانه اعلن شن حرب على هؤلاء الذين كشفوا حقيقة القاعدة الارهابية الاجرامية التي هدفها مسح البشرية .هل سمعتم في يوم ما ان القاعدة بنت مستشفى ؟ هل سمعتم انها اقدمت على مشروع خيري ؟ هل بنت معهد او مدرسة لاظهار الفكر الاسلامي بدلا من القتل ؟ هل ساعدوا الفقراء ام انهم قتلوا الفقراء ؟هذه التجربة المريرة التي مر بها الاخوة السنة والتي شارفت على الانتهاء بفضل رجال صحوتها الاصلاء لا الارهابيين الذين ادعوا انهم صحوة في بعض مناطق بغداد الساخنة .

نرى اليوم ان بعض المحافظات الجنوبية التي كانت تطالب بالاعمار بدات تطالب بالارهاب من خلال ما تعيشه من منظر دموي وان كانت التفجيرات قليلة لكن الواضح كثرة الاغتيالات ومن غير سبب وحتى لو كان بسبب لا يعني ان يكون الكل مخول بالقتل لمن يعتقده خارج عن قانونه المستهتر . اقول لاهلنا في الجنوب اتعظوا مما حصل في الانبار وما يحصل اليوم في الموصل ، استغنوا عن القبضة الحديدة وثعلب الصحراء والرعد وما الى ذلك من تسميات فانها لا تكون في صالحكم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو مريم
2008-01-15
هذا المقال يدل على ان الكاتب من العراقين الغيورين والله لو كل العراقين مثل سيد سامي لكان العراق بخير انا من الاعظميه ما شفنا من الارهاب بس القتل والتهجير الله يطول ويحفظك يا كاتبنا العظيم والله يكثر من امثالك
أبو احمد
2008-01-10
رحم الله والديك على المقال واود ان اضيف لكي يكملوا السنه صحوتهم يجب ان يرفضوا المصائب القياديه الأربعه الذين يدعون انهم يمثلوهم وهم عدنان الدليمي وطارق الهاشمي صالح المطلك وابن لادن رقم 2 حارث الضاري فهؤلاء الكوارث سوف يدمرون العراق والسنه والشيعه وجميع مشاريعهم تخدم الصهيونيه واحنا الشعب طايحين بيه والسلام ختام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك