المقالات

النفاق السياسي..الآفة الخطيرة

1554 2018-09-12

عبد الكريم آل شيخ حمود

من الممكن القول إن الأداء السياسي في العراق لعموم الطبقة السياسية، بات يتضح يوماً بعد يوم ويأخذ أبعاد بالغة الخطورة،بحيث يستطيع المتابع تشخيص الحالة الشاذة التي تمر بها العملية السياسية للبلد الجريح ؛ذلك لأن مؤشر الأداء السياسي العام لجميع الأحزاب والتيارات والحركات السياسية الفاعلة والضاغطة؛ لا لمصلحة المجتمع ، وإنما باتجاه مصالحها الذاتيه، بات هو السمة الواضحة ، وأصبحت الأنا الحزبية والفؤية هي السائدة والصبغة البينة، بحيث تخلت بعض هذه الحركات السياسية عن مبدأيتها وأحيانا عن مثالياتها التي أصدعت بها رؤوسنا من أجل مكاسب سياسية فئوية للحصول على أكبر قدر ممكن من المنافع المادية والمعنوية.

المحاصصة السياسية - أو الطامَّة الكبرى - التي تعد المعرقل والمعوق الأساسي لأي تقدم إيجابي يجلب المنفعة ويدفع المفسدة ، ويحدث طفره نوعية والنهوض السياسي، ويعبر عن تطلعات عموم الشعب العراقي بجميع أطيافه واثنياته القومية والدينية والاجتماعية، هذه الآفة الخطيرة باتت الفيروس الذي زرعته أيدي آثمة لا تريد للعراق والعراقيين خيرا ؛فهي تجمع بين الجلاد والضحية والمخلص والعميل والسارق والحارس، تحت مظلة واحدة وفي حماية الدستور؛ وقد أثبتت السنوات الإثني عشر الأخيرة بعد ثلاث دورات إنتخابية جاءت بشخوص هي أبعد ما تكون عن العمل النيابي الصحيح.

الأمر الآخر الذي لا يمكن إغفاله،هو سمة الكذب والنفاق والتلوّن في داخل هذه الأحزاب والقوى السياسية؛بحيث عُد عناصر الكادر الحزبي،منزهون
من أي عيب من وهم أقرب خلق الله إلى الملائكة ، فهم أنزه المناضلين الشرفاء في الحزب ، وهم من قضى سني حياته في خدمة المبادئ والأسس التي ابتنا عليها الحزب؛وبمجرد أن يغادر هذا السيد المناضل الحزب حتى يقلب ظهر المجن عندما يغادر الى حزب أو حركة أخرى؛فتصبح ملائكة الحزب أو الحركة شياطين،وشياطين الحزب أو الحركة الجديدة ملائكة؛اذن أصبح المقياس الحقيقي لا الولاء للرؤى والأهداف المعلنه،وإنما للنفعية فحسب.

وسط هذا الكم الهائل الآثار السلبية المدمرة التي أفرزتها العملية السياسية،بات من الواجب على القوى الخيرة ؛لاسيما الإعلام الملتزم ،فضح هذه الفئات التي اعتاشت على الأزمات التي ؛من خلال تأسيس جماعة ضغط تأخذ على عاتقها مسؤولية قانونية وأخلاقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؛شرط توحيد الأهداف وقيادة الطبقة الواعية والحكيمة التي تنشد الخلاص وتؤسس لتقاليد جديدة في العمل السياسي تَشْرِع في هدم الجدران وبناء الجسور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك