المقالات

أوقفوا التظاهرات قبل أن تدمر الدولة والمجتمع..!

1517 2018-09-10

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

بشروع بعض القوى بممارسة التظاهر والإعتصام، فإنها سلكت مسلكين متضادين ظاهرا، متحدين بالنتيجة والمآل!

 الأول أنها أستفادت من النصوص الدستورية، التي تعد التظاهر حقا مشروعا، على ان يمارس وفقا لأليات قانونية، وأن لا يضر بالصالح العام، أو يعطل الحياة الأجتماعية والأقتصادية،

الثاني أن هذه القوى وضعت نفسها، في موضع مناقضة الدولة والمجتمع، وفق آليات ليست قانونية، خارجة عن النظام العام، بتحدي شرعية الدولة.

إن من المعروف؛ أن التهاون في مواجهة نقائض الدولة، يقود الدولة إلى الفشل وربما التفكك، وفي المجتمعات المتعددة كمجتمعنا، لا يمكن لقوة ما؛ أن تفرض إرادتها على الدولة والمجتمع، إذ أن مقاومة الدولة تدخل المجتمع في صراعات، ستلقي بظلالها على أسس العيش المشترك، التي تتجسد خلاصتها؛ في الدستور والدولة المعبرة عن المواطنين، وربما تولد صراعات السياسية مستقبلية، تأسيسا على صراعات الماضي؛ لا حاجة الواقع.

إن المطالب التصعيدية، بإلغاء البرلمان وتعطيل الدستور، وإيقاف العملية السياسية، لهي مطالب تهدد السلم الإجتماعي، وتعبر الخطوط الحمراء، ولذلك فإنه ليس من المنتظر التهاون إزائها، وإذا حصل وأن تهاونت الدولة في مواجهتها، تحت ضغوط خارجية، أو لأسباب تتعلق بالتوازنات السياسية، أو في حالة عجزها، فإن المجتمع لا محالة سيواجهها بوسائله المتاحة، وسيفرز القوة الكفيلة بردع المعتدي، المتحدي لقيم العيش المشترك.

الحقيقة أن المواجهة، ليست هدفا مثلما هي ليست مرغوبة، لكن وبرغم مخاطرها، إلا أنها أهون من الاستسلام لنقيض الدولة، لأن ذلك سيقود إلى دمار المجتمع، وفي أحسن الأحوال إعاقة تطوره وتقدمه، ولا يمكن للدولة أن تهادن الى الأبد، لأنها في سعيها لإلغاء البرلمان وتعطيل الدستور، وإيقاف العملية السياسية،  تجر المجتمع إلى الفوضى، رغم مطالبها التي قد تبدو عادلة في مظهرها، إلا أن هدفها النهائي ابتلاع الدولة، وفرض إيديولوجيتها.

إن توظيف التظاهرات في الصراع السياسي، أو في مواجهة الدولة، لا يقل خطرا عن العنف الراديكالي؛ ذا الأساس الديني المتشدد، بل نتائجه في بعض الحالات أكثر خطرا، لأنه يلغي المنجز، ويدمر روح الشعب، بإشاعة الكراهية والحقد.

إن التعبئة الطويلة، قد تجر إلى قتال دموي ينفي الحياة، ويعيق أي ملمح للتقدم، ويؤسس للفساد الذي تدعي مقارعته، وللخراب العمراني والأخلاقي، والى ما يجر المجتمع إلى صراعات طويلة، لصالح نخب انتهازية، تتصارع على المصالح، وعلى غنائم الدولة والمجتمع.

كلام قبل السلام: إن التظاهرات الراهنة بحقيقتها، تفعيل وعي التخلف العصبوي لا وعي الدولة، سيطيح بكل الذي بنيناه، وهذا بالضبط ما تريده القوى الخارجية، التي تقف وراء الأحتجاجات والتظاهرات..!

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك