المقالات

خير الكلام ما قل ودل

1578 2018-09-08

أثيرالشرع

توقعنا أن تؤول الأوضاع ما آلت إليه اليوم، ولم نستغرب ونفاجئ؛ لأننا نعلم جيداً بأن أمريكا جاءت محتلة وليست فاتحة أومحررة، وأن من أتى معهم مجرد أدوات وقرابين، يتركونهم متى ما أرادوا وشاءوا، فما يحصل في البصرة ليس وليد اللحظة أو ثورة غضب، كما يظن البعض، بل نعتقد بأن سيناريو الحرب الإقليمية المقبلة بدأ فعلاً عبر بوابة البصرة.

تأججت ثورة البصرة بفعل أخطاء مفتعلة ومؤدجلة لصالح الشيطان الأكبر، وهناك من يساهم ويساعد بشكل كبير لتنفيذ أجندات هذا الشيطان، ليعلوا شأنه وليملأ خزائنه من خيرات العراق، الذي يعتبرونه مجرد محل رزق وليس وطن!

لا ننكر بأن البصرة مظلومة ومظلومة جداً، ولا ننكر بأن المواطنين هناك خرجوا يطالبون بحقوقهم المسلوبة، لكننا هنا بصدد توضيح وبحاجة إلى إجابات مقنعة حول من أجج الفتنة؛ وما هي الغاية الحقيقية لما يحصل في ثغر العراق الباسم، الذي أضحى باكيا يشكو الإهمال المتعمد للحكومات المحليّة والمركزية، على مر الدورات والسنوات السابقة.

ما حصل الجمعة الماضي في البصرة، بإستهداف القنصلية الإيرانية والمقرات التابعة للحشد الشعبي، تفسيره واضحاً ولسنا ممن يظن سوءاً؛ فالقنصلية الأمريكية هناك، محمية من الحكومة ولا يجرؤ أحد للتقرب من سور القنصلية، وما شعار إيران برة برة إلا شعار مفتعل الغاية منه إشعال الفتنة وإكمال حرب الثمانِ سنوات.

إن الغاية الحقيقية لتأجيج التظاهرات، هي لإفشال العملية السياسية وإناطة مسؤولية البلد لحاكم عسكري، وتهيئة الساحة لحرب قادمة مَع دول الجوار، بالأخص إيران، فإيران صمدت بوجه جميع المؤامرات منذ قيام الثورة الإسلامية إلى يومنا هَذَا، وما يحاك في الظِل سيظهر للعلن قريباً، وستتضح الخيوط التي راهنت عليها أمريكا ومن تحالف معها قادم الأيام؛ ولا ننكر بأن تغييرًا كبيراً سيحصل ولا نستبعد إعادة هيكلة العملية السياسية في العراق برمتها.

الحل يكمن بإتفاق الكتل الشيعية على منصب رئيس الوزراء الجديد، كذلك إتفاق أطراف المحور الوطني السنة على شخصية رئيس البرلمان، وعلى الكُرد التوحد لترشيح رئيس الجمهورية دون تدخل أي طرف، شريطة أن يتمتع مرشحي المناصب الثلاث بالمواصفات والشروط التي أعلنتها المرجعية الرشيدة؛ غير ذلك سيذهب الجميع إلى المجهول.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك