المقالات

تأملات فوق جسر يعبر ماء دجلة تحته..!

2373 2018-09-06

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

في أحد شتاءات بغداد؛ وقف رجل قليل التعليم؛ فوق جسر من الجسور التي نهر دجلة، كان الماء ينساب هادرا، فقد كان الموسم موسم أمطار، وكانت أفكارا وأسئلة كثيرة، تعتمل في رأس هذا الرجل، لكن أحد هذه الأسئلة كان غريبا، فقد تسائل الرجل بينه وبين نفسه: كيف مرتْ كل هذه المياه من أسفل الجسر ولم يسقط؟!

مد الرجل بصره نحو المنطقة الخضراء، وشاهد سارية علم العراق العالية جدا، وفكر بسكانها الدائميين، وبالطارئين منهم أيضا، وكلهم يمرون يوميا من تحت تلك السارية؛ فكر ايضا بقصص الثراء الفاحش، الذي يتمتع به أولئك المارين المـنقين، وتسائل مع نفسه بحرقة، كيف مرالأثرياء الفاسدين، من تحت هذه السارية دون أن تسقط؟!

في هذه السنة، وشأنه شأن السنوات الفائتة، احتل العراق وبسخام وجوه كبار مسؤولي الدولة، المركز ما قبل الأخير في تصنيف منظمة الشفافية الدولية، التي أدرجته في سجلاتها منذ عام 2003، كما انه يتقدم صفوف المراتب العليا في مدركات الفساد في العالم، ولا ينازعه احد على هذه المراتب، سوى الصومال والسودان ودول الموز في امريكا اللاتينية التي تقدها جميعا.

ايضا؛ وبحسب تقارير صادرة عن هيئة النزاهة المستقلة، وعن لجنتي النزاهة والمالية البرلمانيتين،  وتقارير محلية ودولية، تم إهدار ما يقارب من 300 مليار دولار، من مجموع موازنات الدولة منذ 2004 لغاية عام 2015، والبالغة 876 مليار دولار، رغم وجود 4 جهات رقابية رسمية، وهي النزاهة العامة، المفتشيات العامة، ديوان الرقابة المالية، ولجنة النزاهة البرلمانية.

ووفق هذا التصنيف؛ فإن العراق احتل عام 2003، المركز 115 من أصل 133؛ وفي 2004 احتل المركز 129 ، من أصل 145 دولة، وفي 2005 احتل المركز 141 من أصل 159 ، ليصل في عام 2012 ليحتل المركز 169 من 176،  والمركز 171 من 177 في  2013 ، والمركز 170 من 175 عام 2014، وفي عام 2015 ،كنا متربعين عرش الفساد العالمي بإقتدار وشموخ!.

هذه المؤشرات المرعبة لإرهاب الفساد، تشير إلى أن في العراق ليس فقط دولة فاشلة، بل منظومة "لا دولة"، وأن هناك دولة عميقة موازية تحكم العراق، هي دولة الفساد، وأنها أقوى من الدستور ومجلس النواب، وتتحكم بمفاصل الدولة الظاهرة للعيان، وتسيرالواقع العراقي بكل تفاصيله، كما انها جعلت الدستور في واد، وواقع حقوق المواطن والدولة في واد اخر.

كلام قبل السلام: الحقيقة بسيطة جدا؛ لأنها لا تحتاج الى ايضاح..!

سلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك