المقالات

المشروع الامريكي وفتيان العهد الاخير

2018 2018-09-06

في عهد السياسة المهذبة، كان هناك جناحين للمجموعة السياسية، مجموعة الصقور ومجموعة الحمائم، اما اليوم فنحن نعيش ما بعد التهذيب، وهي فترة الفتيان ، وفي هذه الفترة يكون اللعب بالمستوى الواطئ، مستوى غداع الرعية.
عندما يهبط المستوى الى الفتونة او الفتوة، تكون هذه الفترة فترة انهيار تام ومتدرج، فلو استحضرنا التأريخ، سنجد هذه الانهيارات، واكبت البلدان العربية بالذات، وخاصة بعد فترة خلافة الامام علي ع، وكانت ربيعا للقوى المعادية، حيث كان التحكم ليس للامويين، ولا للعباسيين بعدهم، اذ كانت فترتهم فترة فتونة، وتمتاز هذه الفترة، بجعل الحكم بيد من ليس له مبدأ الا الكرسي، ويكون الكرسي كالعظمة بيد المسيح واليهود، يلوحون بها للكلب فيهر لها بألعاب بهلوانية، تعجب الجمهور، وتفيد الاخرين.
اخر الفتيان يلعبون دورهم الان في العراق، ولكن من المؤسف حقا ان يدخل معهم في هذه اللعبة، من لو تحلوا بقليل من الصبر والحكمة، لكانوا صقورا يهابهم الاخر، كما يهاب سياسيي ايران اليوم، والحقيقة ان هؤلاء دخلوا لها من حيث لا يشعرون، لقلة خبرتهم السياسية متعكزين على ارث لا يجيدون استخدامه، او قد يكونوا مجبرين على خلعه، بسبب خطأهم والتكبر الذي حال دون الاعتراف به، وقاعدة تزين لهم ذلك.
لا زال هناك صقور في سياسة الشيعة متحدة، ومن الالطاف ان هناك طرف اخر يرعب عندما يكون حمامة، ويدمر عندما يكون صقرا، وهو ليس في داخل دائرة التجاذبات على الكراسي، واعتقد ان القارئ الكريم يدرك من هو ذلك الطرف؟! وهو مقام المرجعية الدينية، الذي اصبح عائقا امام الاخرين، حيث انهم احرقوا جميع فنونهم، ولم يستطيعوا التخلص منه، فليست هي كرسي انتخابي، او سياسة يستطيعون اسقاطها.
نعم، لقد اكثروا المحاولات عليها، واسقطوا من كان عونا لها في حبالهم، ولكن ليس فيها ارتباط وثيق، الا بتطبيق مشروعها الذي يعد خطرا على اليهود وامريكا، فمن كان يدعي انه في خندقها، لا يستطيع ان يحقق للامريكان مشروعهم، الا اذا تنصل عن خندقها، وبالتالي فهو مفضوح امام الجمهور، ولا يستطيع ان يمثل دوره بعد ذلك، لذا اصبحت امريكا في عهد اخر الفتيان، ولا تستطيع ان تعمل شيء الا بتدمير المرجعية قبل نهاية فصل اللعبة.
الفتيان اليوم في نهاية دورهم، ودائما ما يكون نهاية الدور صاخبا جدا، فيجب خلق فوضى في البصرة كما هو حالها اليوم، حيث ان اللعب خارج مسرح الشيعة اصبح لا يجدي نفعا، ولكن دورهم سرعان ما سيكون مجا كثيرا، اذ ان المرجعية بينت موقفها من احد الفتيان وهو رئيس الحكومة، بالتالي فمن يعيده لخشبة المسرح قد تنصل تماما عن ثوب المرجعية، وكشفت اوراقه، وللجمهور دورا في رشقه بالكراسي.
اخر فتيان ترامب سوف يتحطم، ولكن العملية صعبة جدا على الجسد الشيعي، ذلك الجسد الذي تحمل الجراح جميعا نيابة عن لعب الفتيان، فهل يصحى اصحاب الارث من غفلتهم، ام ان تراث بني العباس سوف يكشر عن صورته؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك