المقالات

القناع الامريكي...يحترق ؟

2089 2018-09-01

سجاد العسكري

ان لكل شيء وجهان الاول ظاهر والاخر باطن ؛ اما اذا وصف احدهم بانه ذو وجه واحد فهو يتمتع بمباديء سامية وقيم عالية ؛ لتساوي سلوكه في الخفاء والعلن ؛ ومن الامور الطبيعية ان الوجه الباطن, في اكثر الاحيان يظهر بصورة لا ارادية في افعال او اقوال او عملا ما , تكشف زيف او تصنع الوجه الجميل, والكلام المعسول والفعل الطيب ؛ ليظهر للعيان حقيقة ما كان مخفي خلف الظاهر الجميل, وفي نفس الوقت يوجد من يستطيع تميز هذا , من خلال التجربة او الفطنة, او قراءة ما ينتج عن التصرفات ,هذه الحالة بداءت بالانتشار على مستوى الداخلي او الخارجي قديما كان او حديثا.

السبب النفاق والمصالح المادية التي باتت معشعشة في تفكير الدول ذات النزعة التوسعية وتدمير الشعوب , كما حدث للعراق ابان حكم البعث المجرم من فرض الحصار الاقتصادي من قبل امريكا , والحجة توجيه عقوبات على النظام واعوانه ؛لكن في حقيقة الامر ان النظام وزبانيته كانوا يتمتوع برفاهة العيش وشغفه ,وتوفركل ما لذ وطاب من وسائل الراحة!! بينما الحقيقة الشعب العراقي كان يعيش الحرمان , والذل وسوء الاحوال المعيشية وخدمات متهالكة , بالاضافة الى الخوف المرعب فيما اذا احدهم تكلم عن النظام وسياساته الخرقاء , فأنه سيتعرض الى الاعتقال , التعذيب , الاعدام , مقابر جماعية ؛ وان للتعذيب اساليب متنوعة مبتكرة ؟! او قد تكون مستوردة ممن فرض الحصار؟! السؤال هل فرض الحصار موجه لتدمير الشعب , ام لمعاقبة النظام وزبانيته ؟! عند جوابنا على السؤال تتضح لنا عدة امور منها: الوجه الحقيقي لأمريكا ؛ ليسقط قناعها ,ويحترق بأكاذيب وشعارات مزيفة , والغريب في كل مرة يحترق هذا القناع ؛ لتغيره بقناع اخر اقبح , واوسخ , مملوء باكاذيب وتفاهات للضحك على الشعوب , واوهام الحكومات !! فالرئيس الامريكي السابق اوباما وصف بسياسيته الانسانية ؟ لكن لا نعرف اين , ومتى ؟ لتحل اليوم سياسة الرئيس الامريكي ترامب , والذي يعتبر امريكا دولة مظلومة ؟!! وعلى الجميع التسديد وتعويضها على مابذلته من هزائم عسكرية في افغانستان والعراق ولبنان وغرقها في المستنقع اليمني , وتعثرها في سوريا ..., لتنصب نفسها شرطي على العالم ؟!! فمسألة تعويض امريكا المظلومة!! ادخلت الرئيس الامريكي المحترم ! في دوامة ابتزاز الدول , صفقات تقابلها عقوبات , الحماية مقابل المال , نقض الاتفاقيات , حروب تجارية , بيانات وقرارات توصف بالعنصرية , اما ما يخص سياسة العداء للعراق فقد بداءت عند حظر سبعة دول من الدخول الى امريكا من ضمنها العراق , وكذلك لمح ترامب بان (..نفط العراق يقدر قيمته 15تريليون دولار ..وان على امريكا ان تاخذ نفط العراق كله..مقابل اسقاط نظام صدام..)؛الموقف الامريكي من الحشد الشعبي الذي حقق النصر مع القوات الامنية العراقية على داعش ,ومحاولات تذويبه باي وسيلة من الوسائل وستهدافه , وابعاده عن اخذ دوره السياسي , والاساليب المتبعة لذلك :الضغط السياسي على عمالها , دعم جهة على حساب جهة , فرض شخصيات وكتل لتشكيل الكتلة الاكبر! ...وغيرها من مواقف ترامب التي كشرت عن الوجه الحقيقي لواشنطن , والرغبة الكبيرة لتقسيم العراق طائفيا او قوميا , مستثمرة الخلافات بين السياسيين ؛ لتكون وسيط على حساب مصالحها ونفوذها في العراق . ان سياسة امريكا للمرحلة القادمة هي مشاركة العالم فيما يملكون ارض, خيرات,موارد, حكم , ...وما تملك امريكا ؛لأمريكا فقط, وهذا السياسة نسفت شعارات امريكا ليسقط , ويحترق القناع الزائف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك