المقالات

عودة الصنم والعلوج !

1891 2018-09-01

أثير الشرع

يبدو أن المشهد السياسي العراقي بعد الإنتخابات الأخيرة الأكثر تعقيداً؛ ويبدو بأن تغييراً جذرياً ربما سيحصل، سيقلب المعادلة السياسية والنظام السياسي رأساً على عقب، دون تغيير الشخوص، بل سيتم تغيير الأدوار والسيناريوهات فقط، مع صعود ونزول، لإضافة نكهة جديدة للمشهد السياسي القادم.

أصدقاء الأمس أعداء اليوم! وربما سيصل الأمر إلى الإقتتال للحفاظ على المغانم والمكاسب، إن صح التعبير، فالمرحلة المقبلة سيكون البقاء للأقوى، ولمن يستطيع إعداد سيناريوهات جديدة تخدم جميع المصالح، ولا تؤجج الأزمات مع أي دولة.

الإنتخابات العامة التي حصلت قبل منتصف أيار - مايو الماضي، لم تكن باباً من أبواب الفرج للمواطن العراقي؛ بسبب الدورات الإنتخابية السابقة، التي لم تتمخض عنها، أي مشروع إيجابي، يوحي للمواطن بأن البرلمان المنتخب، أنجب حكومة تنفذ مشاريع خدمية لجميع المواطنين، بل لسان حال المواطن يقول: "لم نشهد خيراً؛ ولم نشعر بأن الحال أفضل من زمن الطاغية".

إن قانون الأنتخابات بصيغته الحالية، يسمح بتأجيج الأزمات؛ ولا يسمح للفائز بالإحتفال بفوزه، وقد تكون فقرة "الكتلة الأكبر" الأمر الأكثر تعقيداً، بسبب صعوبة تقريب وجهات النظر وتوحيد البرامج الإنتخابية، بين الكتل الفائزة، فالجميع يطمح للحصول على مناصب، لتنفيذ أجنداته ومشاريعه، سواء كانت مع تطلعات الشعب أو ضدها.

فما يحصل الآن، نستطيع أن نقول عنه، بأنه نهاية لحقبة تقاسم الأدوار وفق نظام محاصصاتي مقيت، أوصل العراق وشعبه إلى الإنهيار بجميع المقاييس، ولم يتوانى المواطن أو يتردد للمطالبة بإعادة تدوير نظام القائد الأوحد، معلناً مقته وكرهه الشديد للنظام الديمقراطي، الذي أذهب الماء والعشب والعيش الحسن؛ هنا على جميع رؤساء الكتل بجميع المكونات، أن يتهيئوا لمرحلة جديدة ربما ستطيح بهم؛ والجميع يعلم بأن الولايات المتحدة الأمريكية لديها أطماع كبيرة، في العراق ومحيطه وجاري تنفيذ مخطط جديد، لتغيير ديموغرافية الخارطة السياسية، وربما الخارطة الإدارية وتوزيع السكان.

يؤسفنا القول : بأن التغيير قادم، مهما حاولنا ترقيع الحلول، وتقليل خطورته؛ فالشعب برمته مع التغيير وعودة الصنم؛ بسبب عدم تقديم أي عمل صالح للمواطن خلال الـ 15 عاماً الماضية، والتي إتسمت بالمعاناة والأزمات، ودعت المواطن العراقي يستنجد بالديكتاتورية، للحفاظ على ما تبقى من أرض وعرض وأرواح! فهل نجح المستبدون برسم خارطة طريق، أقنعت المواطن العراقي، بأن حكومة إنقاذ وطني ستلبي طموحاته وتطلعاته؟

نعتقد بأن المواطن العراقي سيقف مع المُحتل؛ لأن المتصدين خلال الفترة الماضية، نهبوا وسرقوا قبل أن يعمروا، والأدهى من هذا وذاك، هو تأمين مستقبلهم وعوائلهم، وكأنهم كانوا يعلمون بأن سلطتهم فرصة لجمع المال وليس لخدمة البلد والشعب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك