المقالات

مبعوث ترامب هلا بيك هلا وبجيتك هلا

3895 2018-08-31

عمر اللامي
لطالما سمعنا في الموروث الشعبي امثال جميلة جداً ومعبرة في نفس الوقت ، وفي هذا الايام العصيبة التي يمر به العراق استحضرني مثل يقول ( جايب الذيب من ذيله) وهو كناية عن من يخيب مسعاه في تحقيق امر ما والغرض منه التندر عليه ، تذكرت هذا المثل وانا اشاهد واقراً الاخبار التي تتحدث عن مبعوث الرئيس الامريكي الى العراق بريت ماكغورك .
ولعل اشد ما المني وانا اتابع زيارة ماكغورك الى العراق هو السذاجة الكبيرة التي يتمتع بها بعض القوى السياسية وهي تهلل بالاناشيد البعثية المقيتة لمبعوث ترامب وتغني له هلا بيك هلا وبجيتك هلا ، هل من المعقول ان تجهل بعض الكتل والحزاب السياسية حجم الدور الامريكي الخبيث في العراق ، وهل من المعقول انهم على درجة من الغباء السياسي تمنعهم من معرفة مقدار الشر في المشروع الامريكي في العراق .
ان من يفكر ان مبعوث ترامب جاء ليضع الحلول لايجاد حكومة قوية وطنية تنقذ العراق هو واهم بالتاكيد وكل ماعليه ان يتابع مايجري الان على حدود العراق من تحركات للعناصر الارهابية وبحماية امريكية الهدف منها استمرار الحرب التي تدر على امريكا الملايين بالاضافة الى تحقيق المكاسب السياسية للولايات المتحدة ، ولن يحتاج قادة هذه الكتل لكثير من الجهد ليعرفوا ان المشروع الامريكي هدفه الرئيس هو استكمال مشروع صفقة القرن المشبوهة ليتم حلب العراق كما حلبت دول الخليج .
ورغم كل هذه الحقائق الناصعة فان بعض من يدعي الوطنية يفكر ويعلن ان ماكغورك هو حمامة سلام لجمع الفرقاء ، ونحن نعلم ان هؤلاء باعوا انفسهم الى اكبر قوة شريرة في العالم من اجل مصالح رخيصة لاتخرج عن نطاق منصب رفيع في الحكومة القادمة ، مبعوث ترامب يا سادة ان صافحكم اليوم فسوف يبيعكم غداً ولكم في رؤساء العرب المخلوعين خير دليل على غدر وخيانة امريكا المستمر لكل حلفائها .
وهنا يبقى السوال الاهم والاكبر هل تطمح هذه القوى السياسية الى بناء عراق مستقل يمتلك سيادة وارداة وطنية ام انها ترغب ان تكون تابعاً لمن يدفع اكثر ولمن يقدم المناصب على طبق من ذهب ، الشارع العراقي بات يعرف جيدا الدور الامريكي في العراق وشاهد بام عينه الطريقة التي اتبعها الامريكان لتدمير مؤسسات العراق وكيانه كدولة ، مخدوع كل من يعتقد ان امريكا سوف تمد يدها بالخير لهذا البلد سوف تظل امريكا تشعل حروبها في لادنا من اجل ان تنعم هي بالامان وينعم حلفائها بالمنطقة بالامان المزيف الذي وعدتهم امريكا به .
في الختام اقول التاريخ لم يسجل يوما ان عميل خاضع لبلاد العم سام او غير بلاد العم سام قد أنتصر في معركة في العراق قد يكسب جولة لكنه بالتاكيد لن يربح الحرب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك