المقالات

هل سيَصلحْ العطارْ، ما أفسدهُ الدهرُ ؟!

1921 2018-08-29

أثير الشرع

بعد كُل دورة إنتخابية، يُعاني العراقيين من تأخر تشكيل الحكومة، وبعد مئات الجلسات بين الكتل الفائزة، يتم الإتفاق على آلية توزيع "المغانم" عفواً نقصد هنا المناصب ! وهذا التوزيع أسماه بعض السياسيين بتقسيم الكعكة؛ ونعتقد أن كعكة الإنتخابات الأخيرة نضجت، وحان وقت تناولها بعد تقسيمها، وبالتأكيد سيكون الشعب راضخاً ومهنئاً للإنتصار الكبير، الذي تم تحقيقه بعد رحلة ماراثونية، لتقسيم كعكة الفوز بالإنتخابات.

تحاول نفس الكتل، المشاركة في الدورات الإنتخابية السابقة، رسم خارطة طريق خضراء، وهذه الخارطة التي أسموها البرنامج الإنتخابي أو البرنامج الحكومي، نسمع عنها ونتشوق بتنفيذها، تتآكل بمجرد الجلوس على كرسي الحكم والفوز، وهذا ما لمسناه خلال الدورات السابقة.

قد تختلف الدورة الإنتخابية الأخيرة عن سابقاتها؛ والإختلاف هنا يكمن بحجم المشاركة في الإنتخابات، وتقاعس المواطن العراقي للإدلاء بصوته لنفس الوجوه، مما دعا الكتل المشاركة إلى تغيير خارطة التحالفات، وتجميلها، لتبدو كتلاً وطنية تخلوا من الصبغة الطائفية.

بعض زعماء الكتل النيابية السابقين، لم يشاركوا في الإنتخابات؛ لغايات لا يعلمها إلاّ هم، وبعضهم شاركوا ولم يحصدوا أصواتاً كافية لنيل مقعد برلماني جديد، بسبب عدم تقديمه ودعمه لأي مشروع من شأنه خدمة المواطن، الذي إكتفى بعدم المشاركة في الإنتخابات.

خمسة عشر عاماً، كفيلة بحصد المليارات من الدنانير، وتأهيلها لتنفيذ مشاريع خاصة، كالمدارس الأهلية، والجامعات، وكل ما يدرْ ذهباً، بالمقابل ضعف وإنعدام الخدمات، في مجال الكهرباء والماء الصالح للشرب، وحتى مشاريع الصرف الصحي، والمسؤول هنا لم يكن أهلاً للمسؤولية، ولم يحترم القسم الذي أداه في بداية الجلسات البرلمانية، بل خان نفسه وضميره ورضا شعبه، وسيأتي يوم القصاص العادل بلا شك.

ما تعانيه البصرة اليوم هو نتيجة كم هائل من ملفات الفساد، فالبقرة الحلوب، لم يتم إطعامها جيداً مقابل حلبها؛ وما حصل خلال الأيام السابقة، وتسمم آلاف المواطنين جراء تلوث مياه شط العرب، هو أمر طبيعي جداً بعد توزيع المناصب وفق المحاصصة الحزبية الضيقة، فلا يمكن أن ننعت الشياطين ملائكة؛ وسبق أن رفع المواطنين شعار "المجرب لا يُجرب" لكن المستفيدين من عامة الشعب، إختاروا المجرب الذي ملأ جيوبهم، وأشبع بطونهم، تاركين خلفهم ملايين المساكين ممن يتضورون جوعاً.

فهل تتمكن الحكومة المقبلة من إصلاح جميع المسارات السابقة، وهل سيتصالح المسؤول مع ضميره ؟ وهل "سيَصلحْ العطارْ، ما أفسدهُ الدهرُ" ؟! ننتظر تشكيلة الحكومة الجديدة، التي ستبصر النور حسب توقعاتنا نهاية العام الجاري.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك