المقالات

القيادة الصالحة والهدفية....سر نجاح الثورة

1136 2018-08-29

عبد الكريم آل شيخ حمود

أغلب الثورات الشعبية التي حدثت في التاريخ الإنساني، هي ثورات ذات طابع شعبي جماهيري حاشد؛ عكس ما يحصل من تسلق ثلة قليلة من المغامرين وطلاب السلطة والحكم حيث تطلق على إنقلابها وصف الثورة؛مثلما حصل في الكثير من دول العالم الثالث، والعراق لم يشذ عن هذا التصنيف العالمي
حينما قامت عصابات البعث الشوفيني وتحت جنح الظلام باقتحام بوابة القصر الجمهوري في السابع عشر من تموز عام ١٩٦٨ وبخيانة ضباط الجيش داخل وخارج القصر الجمهوري ؛ ولإعلانها ثورة بيضاء كما روج لها الإعلام البعثي المأجور. 
عوامل نجاح أو فشل أي ثورة يكمن في توفر شروط؛أهمها وجود العقل المدبر لهذه الحركة الشعبية وهو القائد الجماهيري الذي يتقدم الصفوف ويرتقي منبر الدعوة إلى تحقيق أهداف الثورة؛التي من أجلها خرجت الجماهير الغاضبة.
الشرط الثاني لنجاح ثورة التغيير؛ هو وجود الهدفية من هذا الحراك الشعبي؛فوضوح الهدف وجعلة الغاية التي تصبوا إليها الجماهير لنيل حقوقها في العيش في حياة حرة كريمة تتحقق على أيدي الخلص من الشباب الواعي المطيع لقيادته الحكيمة،لا الانجرار وراء العواطف والتفكير المحدود الذي يفتقر إلى هذا وذاك . 
مانشهده اليوم من تحرك شعبي في محافظة البصرة - مركز إقتصاد العراق الحيوي - وبعض مراكز المحافظات الجنوبية الأخرى؛قد يتطور إلى مواجهة مسلحة بين المنتفضين وقوات الأمن ؛ ويتحول إلى أعمال شغب وتدمير ماتبقى من البنية التحتية - المدمرة بنسبة كبيرة - بل قد يتحول الأمر إلى تدمير شريان الاقتصاد العراقي (النفط) وخطوط إنتاجه وامدادة على يد العناصر المندسة مستغلة حالة الهيجان وسقوط ضحايا بين الفريقين؛بلحاظ غياب الشرطين أعلاه،غياب القائد ووجود الهدفية من هذا التحرك الشعبي.
الأبواق الإعلامية المأجورة كما عهدناها فى وسائل الإعلام المختلفة وفي شبكة التواصل الإجتماعى،تصور الأحداث في المحافظات الجنوبية على أنها ثورة شعبية عارمة،سوف تحقق أهدافها في القريب العاجل،وهذا الأمر لايعدوا عن كونه،صب الزيت على النار لتأجيج صراع داخل المكون الشيعي والذين يتصدر المشهد السياسي العراقي منذ عام التغيير ٢٠٠٣.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك