المقالات

آمال مؤجلة..!

1847 2018-08-29

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

ليس من بين آمالنا "القضاء" على الفساد؛ قضاءا مبرما في أمد منظور، فالواقعية تحتم علينا نمطا آخر من الآمال، لأن هذا موضوع خارج نطاق التفكير، بسبب أنه ليس من الموضوعي، الحديث عن هكذا سقف، لكن السقف الذي نأمل الوصول اليه في عمارتنا المؤسساتية هو أن " نكافح" الفساد.

 بمعنى أن لا نكل ولا نمل من ملاحقته، وأن لا نهادنه أو نداهنه، وهذه مهمة كبيرة وخطيرة في آن، فضلا عن كونها مهمة وطنية، ومسؤولية جليلة وكبيرة.

الفساد بات مؤسسة هي الدولة برمتها، وليجري التعاطي معه كواقع حال، مقبول في معظم الأحيان من خلال إبدال التسميات، فالتصرف بالمال العام من قبل المسؤول، هو "صلاحيات"، وثمة من يقول إنها "مسؤوليته" وهو حر بها!

أمامنا ملفات لقضايا تشيب منها رؤوس الولدان، ومن المؤكد أنه لا توجد مؤسسة واحدة، من مؤسسات دولتنا العتيدة، قد سلمت من داء الفساد، الذي استشرى بشكل مخيف.

دعونا نؤشر هنا، أن بعض قضايا الفساد، كانت ليس بسبب العامل البشري فقط؛ وان كان هذا هو السبب الرئيس، لكن السبب الاهم، هو الثغرات الموجودة؛ في الانظمة والتعليمات والقوانين المرعية، واغلبها يوفر الارضية الصالحة، للفساد المالي والاداري، وتيسر نهب المال العام.

أمامنا قائمة طويلة؛ بهذه الانظمة والتعليمات والقوانين، ونستطيع ان نسوق امثلة لا تحصى منها.

من بينها صلاحيات الوزراء؛ في منع احالة موظفيهم، المتهمين بالفساد الى القضاء، وهي صلاحية مخالفة للدستور، وتوفر حماية للمفسدين.

من بينها ايضا انظمة المناقصات؛ التي تعطي مجالا واسعا للادارات الحكومية بالتلاعب، ومنها انظمة وتعليمات الشراء من الاسواق المحلية، من خلال لجان مشتريات، وهو اجراء ليس معمولا به، في اي مكان اخر من العالم.

منها كذلك تعليمات المراجعة للدوائر الحكومية للمواطنين، التي تثقل كاهلهم بسلسلة من الاجراءات الروتينية، التي يتوجب عليهم القيام بها، ومعظمها ليس لها معنى، الا فسح المجال امام الموظفين، للحصول على السحت الحرام من الرشوة.

منها الصلاحيات التعسفية؛ التي تمنح لافراد حكوميينمثل رجال الشرطة، التي تتيح لهم محاسبة المواطن ومضايقته، ما يجعل الباب مفتوحا للرشوة.

لا ننسى أيضا عدم احكام انظمة وتعليمات المخازن الحكومية، ما يحول المخازن الى ملك عضوض لامناء المخازن، يتصرفون بها كما يشاؤون، كما هو حاصل في مخازن ومستودعات وزارات الكهرباء والنقل والتربية والنفط والتجارة!

كلام قبل السلام: الساسة الفاشلين يقسمون إلى قسمين، قسم يفكر دون تنفيذ، وقسم ينفذ دون تفكير..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك