المقالات

هل تُمَزق معارضة الشارع عباءة الصوف؟!

2278 2018-08-25

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

بعد أن أمضينا خمسة عشرعاما، من التعاطي مع ما أصطلح عليه بـ"العملية السياسية" جزافا، نجد أن هذا المنتج الأمريكي؛ لا يحتمل هذا الأسم البتة، نظرا لأن المفهوم العملياتي لم يتحقق فيه لحد الآن.

 مفردة"العملية" تفترض نظما للأمور، وهو شأن مفتقد فيما نحن فيه من حال، فالسائد هو التشرذم السياسي، وعدم الثبات على المواقف، وإفتقاد المنهجية، وشيوع فقدان الثقة بين مختلف الفرقاء.

توصيف الأشياء بمسمياتها أمر ضروري، ولهذا نقترح أسما بديلا لهذا الهلام السياسي، سنطلق عليه أسم"الوضع السياسي".

في "وضعنا السياسي"؛ نرى أن هناك أفرادا ليسوا مؤهلين؛ بقدر كاف "للعمل" السياسي، أنخرطوا بالحقل السياسي، يتصارعون بأدوات بدائية على الحكم، معظمهم يقول أنه يريد مصلحة الشعب، وهو بالحقيقة لا يريد إلا مصلحته الضيقة، في إطار حزبه أو فئته أو منظمته؛ مصلحةً تضيق كلما كان ريع النشاط السياسي عالي المردود!

نتيجة لتعقيدات"وضعنا السياسي"، ومهما خلُصَت نيات الذين يرغبون بالبديل الصالح؛ أن يأتوا بشيء جديد لحل المشكلات، أو تقديم رؤية صالحة للإصلاح؛ داخل أطار الوضع السياسي الراهن، فهم قوى غير قادرة على الفعل؛ تحت ظل توازنات "الوضع السياسي" المعقدة.

بعيدا عن هذا الهلام الذي ألتصق بنا؛ ألتصاق قطعة قير؛ بعباءة أعرابي مصنوعة من صوف! يتكون شكل من أشكال العمل السياسي، بعيدا عن التواصل والإتصال بالقوى السياسية المنظمة، هذا الشكل هو ما يمكن أن نعبر عنه بمعارضة الشارع!

معارضة الشارع؛ تعني أن ثمة وعي ميداني يتشكل بثبات، ويبنى على أساس رفض؛ "كل" الذين داخل الوضع السياسي الراهن، ويشمل أيضا معظم الذين هم خارجه!

معارضة الشارع؛ عبرت عن ذاتها ووجودها بشكل عفوي، من خلال وقفات إحتجاجية صغيرة هنا وهناك، أو من خلال تظاهرة متواضعة؛ من حيث عدد المشاركين فيها، جميعها تطرح مطالبا معظمها مشروع، يؤكد أن "الدولة" كمنتوج "الوضع السياسي"، لم تفلح في بناء علاقة سليمة مع الشعب، تجنبها تكرار مظاهر الإحتجاجات، التي إذا جمعناها الى بعضها، سنجدها تشمل قطاعات واسعة من المواطنين، وبنسبة يمكنها أن تسلب الشرعية عن "الوضع" الراهن.

ثمة أمر ثان، وهو أن معارضة الشارع؛ وهو تراقب تصارع القوى السياسية، على المواقع الحكومية بعلنية فجة، سيكون لديها ما تعبر فيه عن مقتها؛ لهذا الأسلوب القذر من أساليب الصراع السياسي، وستجد القوى السياسية نفسها، أمام مأزق فقدان"الوضع السياسي" الراهن، ما تبقى له من شرعية وغطاء..!

كلام قبل السلام: معارضة الشارع ونتيجة لعفويتها؛ فإنها وفي طريقها للتخلص من قطعة القير، التي التصقت بعباءة الصوف، لا يستبعد أن تمزق العباءة نفسها..!

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك