المقالات

الحمار القائد

5524 2018-08-24

عمر اللامي

وقف معاوية بن مروان على باب طحان فرأى حمارا يدور بالرحى و في عنقه جرس فقال للطحان: لم جعلت الجرس في عنق الحمار
فقال الطحان : ربما أدركني نعاس فإذا لم أسمع صوت الجرس علمت أن الحمار واقف فأحثه ليستأنف المسير
فقال معاوية : ومن أدراك! فربما وقف وحرك رأسه بالجرس هكذا " وحرك معاويه رأسه "
فقال الطحان : و من أين لحمار بمثل عقلك يا امير 
رواية بسيطة تمثل غباء احد الحكام في الازمنة الغابرة في وقت كانت هناك عصور قريبة على هذه الرواية تسمى عصور الجاهلية ، لكن العجيب ان حمار هذا الامير اصبح حاكماً في هذه الايام ، نعم ان الوزير الفلاني والوزير العلاني يحمل شهادة دكتوراه من ارقى الجامعات الاجنبية ، نعم ان العراق اصبح يزخر بحملة الشهادات العليا من كل حدب وصوب .
لكن ماهي المحصلة والناتج لهذه الشهادات وفي ابسط مثال التصريحات التي يخرج بها رجال الدولة والسياسة في كل يوم الحقيقة ان اقل مايقال عنها انها غبية . ولا نريد ان نعدد كم التصريحات الغبية الهائل الذي خرج من مسؤولين كبار في الدولة فلا يكاد يمر اسبوع من دون تصريح سياسي غبي من هذا او ذاك ، المحصلة ان هذا الغباء الذي تمتع به رجال الدولة انعكس على خططهم في بناء الوطن .
وانعكس بشكل مباشر على حياة المواطن الذي هو مسؤوليتهم . محافظات العراق تموت بالتدريج واقرب مايحصل الان في البصرة التي تشهد ابادة جماعية بسبب قيام مسؤول بنقل مياه الشرب للمواطن بسيارات المياه الثقيلة فيما تعجز المستشفيات الخربة اصلا في استيعاب الحالات المرضية التي وصلت الى ارقام فلكية ، قرارات عجيبة غريبة من مؤسسات الدولة ورجالها يكاد يكون من وضعها غائب عن الوعي او لايعرف مايمر به البلد 
والسوال الاهم هو من يدير البلد وهل هناك حكومة او رجال سياسية يتمتعون بقدر من الفهم او القدرة على ادارة شؤون العراق ام ان الامر مجرد غنيمة جاهزة وجدها هؤلاء واصبحت ميراثهم الشرعي وحقهم الذي يكفله لهم الدستور ، اذا كان الطحان مستغرب من الامير فكيف به اليوم اذا راى حماره يقود البلاد . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هيثم هاشم
2018-08-24
المشكلة في العراق هو بوجود قطيع من الحمير في المنطقة الخضراء تعلف وتلغف فيها وبطبيعة الحميرفانهم وبطبيعتهم الفطرية لا يقودون ولا ينقادون فمعصوم والعبادي والجبوري المنتهية ولايته هم ثلاتةمن اطقم حمير المنطقة الخضراء وحتى تسمية المنطقة الخضراء لائق جدا بهم باعتبارة المرعى الذي تحتاجه الحمير لكي تعلف وتعبث فيه فيا ليت لدينا حمار واحد وليس جوقة حمير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك