عمر اللامي
وقف معاوية بن مروان على باب طحان فرأى حمارا يدور بالرحى و في عنقه جرس فقال للطحان: لم جعلت الجرس في عنق الحمار
فقال الطحان : ربما أدركني نعاس فإذا لم أسمع صوت الجرس علمت أن الحمار واقف فأحثه ليستأنف المسير
فقال معاوية : ومن أدراك! فربما وقف وحرك رأسه بالجرس هكذا " وحرك معاويه رأسه "
فقال الطحان : و من أين لحمار بمثل عقلك يا امير
رواية بسيطة تمثل غباء احد الحكام في الازمنة الغابرة في وقت كانت هناك عصور قريبة على هذه الرواية تسمى عصور الجاهلية ، لكن العجيب ان حمار هذا الامير اصبح حاكماً في هذه الايام ، نعم ان الوزير الفلاني والوزير العلاني يحمل شهادة دكتوراه من ارقى الجامعات الاجنبية ، نعم ان العراق اصبح يزخر بحملة الشهادات العليا من كل حدب وصوب .
لكن ماهي المحصلة والناتج لهذه الشهادات وفي ابسط مثال التصريحات التي يخرج بها رجال الدولة والسياسة في كل يوم الحقيقة ان اقل مايقال عنها انها غبية . ولا نريد ان نعدد كم التصريحات الغبية الهائل الذي خرج من مسؤولين كبار في الدولة فلا يكاد يمر اسبوع من دون تصريح سياسي غبي من هذا او ذاك ، المحصلة ان هذا الغباء الذي تمتع به رجال الدولة انعكس على خططهم في بناء الوطن .
وانعكس بشكل مباشر على حياة المواطن الذي هو مسؤوليتهم . محافظات العراق تموت بالتدريج واقرب مايحصل الان في البصرة التي تشهد ابادة جماعية بسبب قيام مسؤول بنقل مياه الشرب للمواطن بسيارات المياه الثقيلة فيما تعجز المستشفيات الخربة اصلا في استيعاب الحالات المرضية التي وصلت الى ارقام فلكية ، قرارات عجيبة غريبة من مؤسسات الدولة ورجالها يكاد يكون من وضعها غائب عن الوعي او لايعرف مايمر به البلد
والسوال الاهم هو من يدير البلد وهل هناك حكومة او رجال سياسية يتمتعون بقدر من الفهم او القدرة على ادارة شؤون العراق ام ان الامر مجرد غنيمة جاهزة وجدها هؤلاء واصبحت ميراثهم الشرعي وحقهم الذي يكفله لهم الدستور ، اذا كان الطحان مستغرب من الامير فكيف به اليوم اذا راى حماره يقود البلاد .
https://telegram.me/buratha